إنجازات بلدية الشعب في الطبقة منذ التحرير

تقرير/ نوري عمر – عدي الأحمد

تمكَّنت بلدية الشعب في الطبقة من إنجاز العديد من الأعمال والنشاطات الخدمية بأقسامها كافة، رغم قلة الإمكانيات والآليات، ووفرت الأرضية المناسبة لعودة المئات من عوائل منطقة الطبقة.

بتحرير مدينة الطبقة في الـ 10 أيار من العام الماضي تراكم في الشوارع الرئيسة والفرعية الأوساخ وبقايا الحرب، وانطلاقاً من العمل الطوعي بادر العشرات من أهالي الطبقة بالإضافة إلى عدد من العاملين السابقين في قطاعات البلدية حملة طوعية بما توفر لهم من أدوات منزلية بسيطة (المجارف والعربات الصغيرة)؛ بهدف التخلُّص من النفايات المتراكمة، كما واستشهد أحد الفنيين المشرفين على إصلاح محركات التوليد سامر الثلاج نهاية شهر أيار بلغم غادر خلَّفه الدواعش خلال مشاركته في الحملة الطوعية لتنظيف المدينة. وفي 25 أيار من العام الماضي في خطوة عدت الأبرز بعد أيام من التحرير تشكلت بلدية الشعب في الطبقة، حيث عملت البلدية منذ بداية تشكيلها على إعادة مقومات الحياة الطبيعية للمدنية رغم  قلة الإمكانيات وكثرة الصعوبات التي تواجهه أثناء عملها.

الخدمات التي قدمتها خلال عام

تعمل الورش والآليات المتوفرة في البلدية وبشكل يومي على ترحيل نفايات المدينة بالإضافة للأنقاض والركام ومخلفات الحرب ضمن المدينة، إلى جانب متابعة أعمال إصلاح وتأهيل خطوط الصرف الصحي وصيانة شبكات المياه المتضررة في مناطق مختلفة رغم صعوبة العمل وقلة الآليات المتواجدة.

الصرف الصحي

معظم شبكات الصرف الصحي في منطقة الأحياء الواقعة شمال المدينة تعد خارج الخدمة، حيث وصل قسم الصرف الصحي بعد المعاينة والدراسة إلى أنّ القساطل تالفة أو مسدودة بسبب حفر الأنفاق من قبل مرتزقة داعش لربط نقاطها العسكرية وتأمين مخابئ وملاذات لقادتها قبل التحرير ما أدى إلى إلحاق دمار واسع في شبكة الصرف الرئيسة ناهيك عن أنّ الدراسة أكَّدت على تهتُّكِ جزءٍ من الشبكة نتيجة عدم تجديدها من أكثر عشرة أعوام.

رغم الصعوبات التي توجه البلدية في العمل وقلة الآليات اللازمة، اتخذت البلدية قسم الصرف الصحي بالتعاون مع المكتب الفني وعدة منظمات إجراءات لصيانة شبكة الصرف الصحي، وتشير تقارير البلدية بحسب الرئيس المشترك عبد الوهاب السليمان إلى أنّ البلدية عملت حتى الآن على إصلاح حوالي 70% ضمن خطتها الرامية لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي على عدة مراحل. علما أنّ المرحلة الأولى تمّ الانتهاء منها، حيث ركزت على الأحياء الشمالية والوسطى والشرقية وفيها استبدلت القساطل القديمة بأخرى أوسع بقطر يقدر بـ 40 سم في شوارع (فايز منصور، المسامك، المسحر، عمر بن الخطاب وسوقي الدواجن والألبان) يليها خطة لتزفيت هذه الشوارع.

مضخات المياه وشبكة خطوط مياه الشرب

فبعد 50 يوماً من انقطاع المياه بسبب المعارك وتلغيم داعش لمحطات الضخ في المدينة والريف، خصصت البلدية مجموعة من سيارات الإطفاء والصهاريج لتوزيع المياه على أحياء وأزقة المدينة في حين كانت ورش الإصلاح الفنية تبذل قصارى جهدها لضخ مياه الشرب إلى المدينة، فقامت اللوحات الفنية المختصة بتشغيل مضخات عايد على مولدات الديزل وفتح عدة مناهل موزعة في أنحاء الطبقة، ومن ثمّ عملت وحدات الصيانة على إصلاح المضخات القديمة في كل من (الطبقة، عايد، المنصورة، جعبر، جعيدين، الكرين، البو عاصي والوديان) مع إعادة تأهيل محطة الجرفات، وتوفير مادتي الديزل لتشغيل مولدات الطاقة والكلور لتعقيم المياه بالتعاون مع المجلس المدني سابقا وبعد شهر واحد من التحرير كان أهالي الطبقة والنازحون إليها ينعمون بالمياه وعادت تجري من صنابير منازلهم سيما بعد أن حدث تطور لابأس به في أعمال صيانة منشأة سد الفرات منتصف صيف 2017م. لكن؛ رغم كل ما سبق من الإنجازات إلا أنّ وحدة مياه الطبقة لم تنفك تعاني من جانبين أحدهما النقص الحاد بالآليات والمعدات اللازمة لأعمالها والثاني هو احتجاز تركيا لمياه نهر الفرات منذ ثمانية شهور مضت مما يهدد تجهيزاتها ومعداتها بالتلف، والحديث هنا عن تقنية آبار الرشح ومضخات سحب المياه من البحيرة ما يرتب عليها نفقات إضافية تتمثل في اقتناء مضخات أفقية لسحب المياه من البحيرة مع انخفاض المنسوب العمودي لها.

وقال الرئيس المشترك للبلدية عبد الوهاب السليمان: “إنّ وحدة المياه تمكنت من اصلاح شبكة خطوط المياه الشرب في المنطقة بنحو 75% حتى الآن، والعمل مستمر حتى تصل المياه إلى جميع منازل الطبقة”، كما قامت البلدية بتشغيل محطة الطبقة الرئيسة بطاقتها القصوى وتزويد قسم القرية بمحولة قادرة على تشغيل المحطة بشكل كامل.

قسم الضابطة في البلدية

في الأشهر الأخيرة شهدت البلديةُ تزايداً مضطرداً في عدد أقسام البلدية وتوجهها نحو التخصص نظراً للنمو الاقتصادي والسكاني الملحوظ، حيث بداً الاهتمام جلياً بالنواحي الصحية لمتابعة معايير السلامة الغذائية المطبقة لدى المطاعم ومحال السمانة والإشراف على جودة اللحوم الصادرة من المسلخ ناهيك عن ضبط الأسعار ومراقبة جودة المنتجات عبر (الضابطة والرقابة والتفتيش والصحة والزراعة).

تقوم لجنة الضابطة بشكل يومي بجولاتها الصباحية على الأسواق لتنظيم السوق والبسطات المتواجدة فيه والحد من الظاهرة العشوائية في الشوارع وضبط المخالفات وتقديم الإنذارات للأبنية المخالفة والمشيدة دون رخص وأوراق نظامية.

مكتب البيئة

هذا وأولت البلدية الجوانب البيئية والجمالية للمدينة بعداً استثنائيا بعد أن أزالت معظم ركام المباني المدمرة، وأطلقت خطة لطلاء جدران المؤسسات والمباني العامة بالمقابل صدر تعميم يدعو أصحاب المحال التجارية والدكاكين إلى طلاء أبواب متاجرهم باللونين الكريمي السمني والبني الغامق، وإطلاق مشاتل بغية تشجير المدينة وإعادة الرونق الجميل إلى حدائق الطبقة، بالإضافة إلى بخ المبيدات الحشرية لمكافحة الحشرات والآفات في المنازل والشوارع والمشافي والمسلخ حيث تمَّت إزالة الركام والسواتر التربية من مداخل الطبقة وفي وشوارعها الرئيسة وتفعيل الحدائق العامة.

مكتب العقود

فيما يخص ملكيات البلدية مِن منازلَ وأراضٍ زراعية ومحلات تم إبرام عقود إيجار مع المواطنين وتجديدها وفق تقييمات لجان مختصة بوضع أسعار تناسب المواطنين وإعلان مزايدات بالظرف المختوم لعدة محلات تتبع ملكيتها لبلدية الشعب. هذا وأخذت البلدية تنحو منحى تحقيق الاكتفاء المالي من خلال قيامها بعدد من المشاريع الاستثمارية (تأجير محلات، المطاعم، الكافتيريات، جباية خدمات، المخالفات، واستثمار الحدائق) ووضعت استراتيجيات اقتصادية بعيدة المدى تُوفِّر حاصلاً مادِّياً وكتلاً مالية ضمن مشاريع مستقبلية قيد الدراسة من المكتب الفني.

ومن المشاريع المستقبلية للبلدية تأسيس مشروع سياحي متكامل على ضفاف البحيرة يشمل مواقع ترفيهية ومدن ألعاب للأطفال ومسارح وتل فريك يصل بين جزيرة جعبر وضفة البحيرة الغربية مرورا فوق بحيرة الفرات، كما تمّ تقديم دراسة لإقامة سوق مركزي منظم بعيداً عن الفوضى والعشوائية المعتادة، ومشروع إقامة مدينة صناعية، مشروع ترميم الأرصفة والمنصفات وترميم الطرقات بمادة الزفت.

وأكد الرئيس المشترك لبلدية الشعب في الطبقة عبد الوهاب السليمان: “ركز العمل المبدئي على بناء الثقة مع أبناء الطبقة بغية دفعهم للعودة إلى مدينتهم لا سيما أولئك الذين هجروها لسنوات عبر توفير أرضية صحية “.

وأضاف: “وضعت البلدية على رأس أولوياتها النظافة والمياه على خط متوازن فتم استهداف الأسواق والشوارع ومدخلي المدينة الشمالي والجنوبي وجسم السد والمباني العامة والمؤسسات الرسمية بحملات تنظيف واسعة بعد أن طهرت من الألغام بغية إنعاش الاقتصاد التجاري للمدينة وإعادة نبض الحياة إلى مراكزها العصبية والإدارية رغم أعداد العاملين القليلة، حيث لم يتجاوز عدد عمال النظافة في ذلك الحين الخمسين عاملاً وبإمكانياتهم الضئيلة فالبلدية لم تكن تملك غير جرارين بالكاد يصلحان للعمل”.

وأنهى الرئيس المشترك لبلدية الشعب في الرقة عبد الوهاب السليمان حديثه بالقول: إنَّ البلدية ما تزال تفتقر إلى العديد من الآليات ورغم ذلك أنجزت العديد من الأعمال خلال فترة وجيزة.