إنتاج المطاحن في مدينة الحسكة يُغطي حاجتها من الدقيق

الحسكة/ آية محمد –

أكد إداري المطاحن في مدينة الحسكة “محمد عثمان” بأن إنتاج الطحين في مطاحن الحسكة، يتم وفق المواصفات والمقاييس المعتمدة، وبما يلبي حاجات المخابز لإنتاج مادة الخبز بمواصفات ونوعية جيدة تغطي حاجة المنطقة.

تعتبر المطاحن التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة صِرح إنتاجي وصناعي مهم، وتكتسب أهمية مضاعفة كونها تقع في منطقة تشتهر بإنتاج الحبوب على نطاق واسع، كما تمتاز بطاقتها الإنتاجية المرتفعة وكوادرها الفنية والعمالية.

وفي السياق؛ التقت صحيفتنا “روناهي” إداري المطاحن في مدينة الحسكة “محمد عثمان” والذي بيّن في بداية حديثه: “إن عدد المطاحن التابعة لمدينة الحسكة خمسة مطاحن، اثنان منها عامة تابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية (مطحنة الحسكة) في مدينة الحسكة، (مطحنة حطين) واقعة على الطريق الدولي الواقع بين الحسكة وعامودا، وثلاث مطاحن خاصة تعمل بموجب عقد مع الإدارة الذاتية الديمقراطية (الفيحاء) في ريف الحسكة، (التقوى) في ريف الحسكة، (الأصدقاء) في ريف تل تمر”.

وأشار عثمان إلى اتخاذ المطاحن جميع الإجراءات لاستثمار خطوط التشغيل والإنتاج بطاقتها القصوى، وإجراء عمليات التعقيم والرش الوقائي وكل الوسائل التي تضمن صحة وسلامة الطحين، وإنتاج طحين يكون مطابق للمواصفات القياسية المطلوبة من حيث اللون والنوعية والحؤول دون تعرض الدقيق للإصابات الحشرية التي تظهر عادةً في الصيف.

كفاءة إنتاجية عالية تتجاوز330 طناً من الدقيق يومياً 

وتعمل المطاحن بحسب عثمان بطاقة إنتاجية عالية تصل إلى أكثر من 330 طن يومياً، منوهاً إلى أنه لدى المطاحن مخزون كافٍ من الطحين يضمن استمرار عمل المخابز لإنتاج مادة الخبز بالمواصفات والنوعية الجيدين.

آلية العمل 

وفيما يخص واقع العمل أوضح عثمان، أنه يتم استقبال القمح الطحيني “الدرجة الأولى والثانية” من شركة تطوير المجتمع الزراعي وتخزينه في مستودعات المطاحن، حيث يتم توزيع القمح الطحيني لكل مطحنة بما يناسب استطاعتها الإنتاجية اليومية، وذلك بعد الكشف عليه والتأكد من جودته.

أما مراحل عمليات الطحن والفرز، فهناك قسم التسليم والتخزين ويتضمن: المخبر، ويتم تحليل وفحص عيّنات من حبوب في الشاحنات، ومقارنة النتائج مع جدول المواصفات القياسية الرسمية، فتُصنف عندئذ إلى درجة أولى أو ثانية.

والقبان الأرضي: بالوزن القائم، ويعاد وزن الشاحنة فارغة بعد التفريغ وحاصل فرق الوزنين يساوي وزن القمح المستلم.

أما جورة الاستقبال: تفرغ الشاحنة حمولتها في جورة الاستقبال المغطاة بشبك معدني يحتجز الأجرام والشوائب الكبيرة الحجم.

بالإضافة إلى صومعة الحبوب: هي مقسمة إلى خلايا للقمح القاسي وأخرى للقمح الطري. يعمل الرافع العمودي ذو الأوعية على مبدأ النواعير فيرفع الحبوب من حفر الاستقبال إلى مستوى الطابق الثامن، وثم تمر عبر نواقل أفقية حلزونية إلى الخلايا وتُعقم آلياً. يحتوي هذا القسم على خلايا التحضير اليومي المخصص نصفها للقمح القاسي ونصفها الآخر للطري، وتملأ هذه الخلايا يومياً.

إلى جانب كل ذلك هناك قسم التنظيف ويتألف من: الغربال: تحوي كل خلية من خلايا التحضير اليومي في أسفلها عدادات نسبية لإنتاج الخلطة المطلوبة بنسبة، 70% من القمح القاسي و30% من القمح الطري، وتختلف هذه النسبة من وقتٍ لآخر. وتوزن الخلطة في قبان إلكتروني، ومن ثم تدفع إلى مستوى الطابق السابع لغربلتها في جهاز التنظيف الذي يتكون من غربال علوي لفصل الشوائب والإجرام الأكبر حجماً من القمح، وغربال سفلي لفصل الشوائب والأجرام الأصغر حجماً من القمح، في حين تفصل هوائياً الشوائب الخفيفة الوزن كالقش. أما قسم التكييف والتقشير، تدخل الاقماح المرطبة في خلايا التخمير، وثم تمرر الحبوب المقشرة العمودية لتقشيرها جزئياً.

والمهام الأخير يتم في قسم الطحن: تدخل الاقماح آلة الطحن (الكسرة الأولى فالثانية) ثم ترفع هوائياً إلى المنخل لفرزه إلى جريش الذي يمرر على آلات الكسرة الأخرى والسميد، يوجه الناتج إلى الدقاقات لتنظيفه من القشور وتصنيفه حجماً وإلى دقيق يؤخذ إلى المنخل النهائي. من ثم يوضع الطحين في أكياس مخصصة سعة خمسين كغ للكيس الواحد، وبذلك يكون جاهزاً للتوزيع.

آلية التوزيع 

وبخصوص آلية التوزيع بين عثمان: “يتم توزيع الدقيق (الطحين) على الأفران الخاصة والعامة وفق جدول محدد وضعته هيئة الاقتصاد في مقاطعة الجزيرة”.

منوهاً؛ أنه يتم بيع كيس الطحين الواحد للأفران العامة والخاصة وزن خمسين كغ بسبعة عشر ألفاً وخمسمائة ل.س، بينما كلفته الحقيقية تصل لأكثر من أربعمائة ألف ل.س على الإدارة الذاتية الديمقراطية.

ولفت عثمان إلى أنه تم تزويد ثلاثة وأربعين طن وخمسة كيلو على الإنتاج اليومي، لتلبية احتياجات المواطنين ووصول مادة الخبز بشكلٍ يومي.

مشيراً إلى “أن كمية الطحين الموزعة لعام 2023م على الأفران الخاصة والعامة بلغت (71943500) طن، 51514500 للأفران الخاصة، 20429000 للأفران العامة”.

المُخلّفات

أما عن المُخلّفات الناتجة عن عملية الطحن ذكر عثمان: “إنه يتم تسليم مادة النخالة ونواتج الغربلة الصادرة عن طحن الأقماح إلى مراكز الأعلاف في مقاطعة الجزيرة”.

الصعوبات والمعوقات 

وأردف عثمان عن الصعوبات والمعوقات التي تواجه عملهم، حيث قال “لا تتوفر لدينا قطع تبديل الآلات “المستوردة “وذلك بسبب إغلاق المعابر، كما أدت هجمات الاحتلال التركي على البنى التحتية والمنشآت الحيوية لنقص حاد في مادة المازوت التي تعمل عليها المولدات مما يعيق عمل الآلات وتوقفها أحياناً، فضلاً عن قطع مرتزقة الاحتلال التركي مياه علوك عن مدينة الحسكة وأريافها، الأمر الذي أجبرنا على جلب المياه بالصهاريج “لغسل القمح وترطيبه” وهذا يزيد التكاليف ويهدر الوقت”.

كما تطرق لبعض الشكاوى التي قدمتها إدارة المطاحن لبلدية الشعب في الحسكة، والتي لم تلقى أي إجابة، حيث أن مبنى إدارة المطاحن قديم جداً ومجاري الصرف الصحي فيها شبه مسدودة، ما أدى لتشكل مستنقعات ذات روائح كريهة وأوساخ أمام الباب الرئيسي للمطحنة وداخل حديقة المبنى.

والجدير ذكره: تعرضت مطحنة الخيرات جنوبي ناحية عامودا للقصف من قبل الاحتلال التركي في بداية العام الحالي، والتي تعدُّ ثاني أكبر المطاحن في الناحية بعد مطحنة حطين، ما أدى لتوقفها عن الخدمة.