سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إسطنبول ميدان الهزيمة والثأر في الانتخابات البلديّة القادمة

بدرخان نوري_

كان إعلان أردوغان أسماء مرشحي حزب العدالة والتنمية للانتخابات البلدية تأكيداً على أنّه يقود البلاد بعقليّة حزبيّة، إذ من المفترض تحييد منصب الرئاسة، ومؤسسات الدولة كلها من السجال الانتخابيّ، إلا أنّ القضية، فيما يتعلق به، معركة ثأر للهزيمة الانتخابية، التي لحقت به وبحزبه في كبرى البلديات التركيّة في انتخابات آذار 2019، ويسعى في الانتخابات القادمة إلى إحكام قبضته على كامل مفاصل الدولة وتفاصيل الحياة.
وصاية على أصوات الناخبين
كشف رئيس النظام التركيّ أردوغان في 7/1/2024 أسماء مرشحي حزب العدالة والتنمية؛ لخوض النزال الانتخابيّ في 31/3/2024، منها أسماء 11 مرشحاً للتنافس على رئاسة بلديات المدن الكبرى: إسطنبول وآيدن وباليكسير وبورصة ودنيزلي وأرضروم، وأسكي شهير، وقوجة إيلي، وموغلا، وأوردو، وصمصون. كما أعلن أسماء مرشحين لـ15 بلدية أخرى. وبذلك جدد أردوغان استهدافه للديمقراطيّة، وتجاوز أدنى شروطها التي تفترض تحييد منصب الرئاسة ومؤسسات الدولة الأمنيّة والإعلاميّة عن السجالات الانتخابيّة، وممارسة الوصاية على أصوات الناخبين، ليقودَ بنفسه الحملة الانتخابيّة.
لكنَّ مدن إسطنبول وأنقرة وإزمير، تستأثر باهتمامٍ خاص للحزب الحاكم، ولذلك أعلن أردوغان ترشيحَ وزير البيئة التحضّر العمرانيّ السابق والبرلمانيّ الحالي “مراد قوروم”. وسبق أنّ أكّد أردوغان في اجتماعٍ لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية نهاية تشرين الثاني الماضي، وبذلك يكون الهدفَ الرئيسيّ للحزب، هو استعادة بلديتي إسطنبول، وأنقرة.
في الواقع بدأ أردوغان مبكراً التمهيد للدعاية الانتخابيّة، وذلك مع إعلان نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28/5/2023، وتحدث حينها عن استعداده لحملة انتخابية جديدة، بهدف استعادة بلدية إسطنبول في الانتخابات المحليّة القادمة، وربط بين نتائج الانتخابات العامة في التنافس على المدينة ذات الرمزيّة الشديدة. وخاطب أردوغان أنصاره، الذين احتشدوا في منطقة أسكودار بمدينة إسطنبول، قائلاً: “نحن عشاق إسطنبول، معها بدأنا مسيرتنا ومعها نستمر”، وتعهد بكسب الانتخابات المحلية عام 2024.
خطاب قوميّ صداميّ 
اتسمت الحملة الانتخابية لمراد كوروم مرشح لرئاسة بلدية إسطنبول عن “تحالف الجمهور” الذي يقوده أردوغان، بسياسةٍ واضحةٍ بعد إعلانه مرشحاً في 24/12/2023، تقوم على تجنب الصدام المباشر مع منافسه رئيس بلدية إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو، ومحاولة احتواء أكبر قدر ممكن من ناخبي المعارضة.
حاول الحزب الحاكم تقديم هذه الصورة لمرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول مستفيداً من السمة المعروفة عن شخصية كوروم غير المعروفة إعلاميّاً كثيراً، وتجنبه التراشق السياسيّ، وتوظيف شعار “إسطنبول”، في حملته الانتخابية.
ولعل ترشيح حزب العدالة والتنمية شخص كوروم تحديداً؛ جاء بسبب التوصيف المتعارف عليه؛ لأنه شخصية مسالمة هادئة ومحبوب من الجميع، ويتجنب الجدالات مع الأحزاب الأخرى، ويُراد أن يكون المنافس أمام كاريزما أكرم إمام أوغلو بأسلوب الهادئ في خوض الانتخابات. إلا أنّ المتغير في أسلوب كوروم قد يؤدي إلى نتائج عكسيّة، ويطيحُ بالتصورات الأولية عنه لدى الناخبين الأتراك وشعار خدمة إسطنبول، ويجعل المنافسة الانتخابيّة معركة سياسيّة صرفة بين الأحزاب.
هذا التكتيك الانتخابيّ مستمدٌ من عبرة الانتخابات البلدية السابقة والهزيمة المريرة في المدينة التاريخيّة وحاضرة تركيا وواجهتها، فقد ركزت حملة مرشح العدالة والتنمية “بن علي يلدرم” حينها على استهداف مباشر لمرشح حزب الشعب الجمهوريّ أكرم إمام أوغلو، الذي فاز برئاسة البلدية وانتزعها من قبضةِ الحزب الحاكم. وفي تلك الانتخابات، فقد تبنى مرشحو الشعب الجمهوريّ خطاباً هادئاً، وتجنبوا مطبات الجدل السياسيّ.
لكن سرعان ما تغيّرت لهجة كوروم في شباط الماضي لتكشف تحولاً كبيراً في خطابِ حملته الانتخابيّة، وبدأ باستهداف منافسه أكرم إمام أوغلو، وربطه بـحزب العمال الكردستانيّ، عبر الإشارة إلى تحالف “الشعب الجمهوريّ” مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب DEM Partî  الذي تتهمه أنقرة بأنّه واجهة سياسيّة لحزب العمال.
ويعود سبب التغيّر الجذريّ في خطاب “كوروم” إلى الصدمة بنتائج استطلاعات الرأي العام التي أظهرت تدني شعبية مرشح أردوغان، ليتم التدخل السياسيّ في مسار الحملة الانتخابيّة. ولكن انسياقه وراء حملة العدالة والتنمية محفوف بالمخاطر والمسألة تتعلق بالمزاج العام لدى سكان مدينة إسطنبول وقدرة الخطاب الخدميّ في الاستقطاب والتأثير أكثر من السجال السياسيّ وإمام أوغلو يتقن دوره.
اعتمد العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانيّة والرئاسيّة خطاباً هجوميّاً، وسخّر مؤسسات الدولة الإعلاميّة والأمنيّة لصالح الحملة الانتخابيّة، وروّج لمعركة الشعب المصيريّة والحقيقة أنّ المسألة لا تتعدى مصير العدالة والتنمية، ورفع سوية الهواجس الأمنيّة ليدفع الناخبين إلى صناديق الانتخاب مدفوعين بها، وبالمقابل لم ترتقِ الحاضنة الشعبيّة لأحزاب الطاولة السداسيّة المعارضة إلى مستوى التحدّي بسبب خلافاتها واستغراقها زمناً طويلاً لتدوير زوايا الخلاف، والمشهد السياسيّ للمعارضة أكثر تعقيداً لأنّ خسارة الانتخابات البرلمانيّة وخسارة كمال كليشيدار أوغلو في السباق الرئاسيّ عمّقا جراح المعارضة غير المنسجمة بالأصل. ووفق مراقبين يعد عدم دخول المعارضة التركية في تحالفات لخوض الانتخابات هدية مجانية للحزب الحاكم.
لا يمكن تجاهل أصوات الكرد
يتماهى “كوروم” في توجهات حزب العدالة والتنمية والموقف الهجوميّ الثابت لأردوغان وحرصه الشديد على استعادة بلدية إسطنبول، ويّعرف أنّه مرشح “الإسلاميين”. الأمر الذي ينطوي على احتمال رد فعل عكسيّ لا يمكن التكهن بمدى نجاحه
وفي تجمع انتخابيّ في منطقة آقجلار بمدينة إسطنبول الأحد 25/2/2024، وصف مراد كوروم، منافسه أكرم إمام أوغلو بأنّه مرشح عن “المساومات” مع قنديل (يقصد حزب العمال)، وقال كوروم: “اليوم، وللأسف، وُضعت إسطنبول على طاولة المفاوضات القذرة أمام أكرم إمام أوغلو”، والمطلوب اقتسامها بإجماع من قنديل من أجل شخص واحد، وأضاف: إن أكرم إمام أوغلو “هو الذي جعل إسطنبول موضوعاً لهذه المفاوضات من أجل أطماعه السياسيّة”، وفي محاولة تجييش مشاعر الأتراك وخاصة القوميون: “أولئك الذين وضعوا إسطنبول في هذا الوضع يجب ألا ينسوا أبدا أنّه منذ التاريخ، كلما تمّ التفاوض على إسطنبول أو أرادوا تقاسمها، لم تسمح هذه الأمة بذلك أبداً”.
يستند خطاب “كوروم” الجديد إلى عاملين أساسيين، الأول أنّه يخوض النزال الانتخابيّ مباشرة أمام أكرم إمام أوغلو بثقله الانتخابيّ الوازن، والثاني استثمار اتهام حزب الشعب الجمهوري وتوصله لاتفاق مع العمال الكردستانيّ، وليس مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوبDEM Partî ، وتلك فرية انتخابية سبق وأن استخدمها أردوغان في الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانية التي جرت في أيار الماضي. ويبدو أنّ إمام أوغلو غير مستفزٍ من هجوم كوروم عليه، بل قابله بعدم ذكر اسمه والاستخفاف به، ونأى عن مجاراة منافسه وليُظهرَ مزيداً من الثبات.
في الانتخابات البلدية الماضية ركز إمام أوغلو على نتيجة الانتخاب وتوجه إلى ناخبيه مباشرة، وتشاغل عن أردوغان، وبن علي يلدريم، وكوروم سيرتكب خطأ بن علي يلدريم مستخفاً بمنافسه معولاً على الدعم الحكوميّ وتجيير الخطاب الإعلاميّ الرسميّ لصالحه.
التغيّر في خطاب “كوروم” متوقع، والمرحلة التي تسبق الانتخابات غير مستقرة وتنطوي على تغيرات وخفض وارتفاع نبرة المرشح حسب ظروف منافسه، ويلقي كل مرشح آخر أوراقه لجذب الناخبين، ولا يمكن الركون إلى نتائج استطلاعات الرأي والاستبيان لأنّ كلّ مراكز البحث والاحصائيات التركيّة مرتبطة بجهات سياسيّة وليست مستقلة، وتعمل على التحريض والاستقطاب وإثارة ردود الفعل. وبذلك فالكتل الانتخابيّة غير حقيقيّة. يتقلب حزب العدالة والتنمية بين نموذجي خطاب في الحملة الانتخابيّة الأول إعادة لسيناريو انتخابات آذار 2019 والذي ينطوي على نبرة هجوميّة، والثاني تحكمه نشوة الفوز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أيار الماضي والذي يركز على البقاء. وإذ يدرك تحالف “الجمهور”، أنّ هذا الخطاب يدفع الناخبين الكرد نحو أكرم إمام أوغلو أكثر مما يجذبهم إلى مرشحه “كوروم”، إلا أنّه يعول أيضاً على استقطاب ناخبي الأحزاب المحافظة، مثل حزب يني رفاه (الرفاه من جديد).
أصوات الكرد في انتخابات بلدية إسطنبول هي التي تحدد الفائز، ولا يمكن لحزب الشعب الجمهوريّ تجاهلها، والأمر لا يستدعي تحالفاً رسميّاً معلناً، وإنّما تكتيكاً انتخابيّاً وكان ذلك كلمة السر في فوز إمام أوغلو السابق.
سننظف مدننا منكم
يُذكر أنّ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب DEM Partî أعلن عن مرشحه الخاص لرئاسة بلدية إسطنبول في هذه الانتخابات، إلا أنّه عاد إلى طاولة المفاوضات مع “الشعب الجمهوري”، ليتبع التكتيك الانتخابيّ الذي تبناه في الانتخابات البلدية الماضية، ولن يقدم مرشحين في بعض أحياء إسطنبول.
الرئيسة المشتركة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب تولاي حاتم أوغلاري قالت في تجمع انتخابيّ في ناحية بسمل في آمد: “الولاية تعني السرقة والارتزاق، الوكيل يعني عدم تقديم الخدمات، ويعني معاقبة الشعب الكردي، شعوب كردستان، وليس بناء الطرق، البنية التحتية وبدون مياه، ماذا فعل الوكيل غير تدمير مدننا؟ نحن لا نقبل هذا، سنعيد تفعيل كافة الآليات التي دمرها النظام، سنحقق الانتصار في كردستان في 31 آذار ولن يتذكر أحدٌ اسم الوكيل حتى، ونقول لأولئك الذين لا يتحملون اللغة الكرديّة أننا سوف ننظف مدننا منكم في 31 آذار، ونضع لافتات كرديّة مرة أخرى، وننشئ بلدية متعددة اللغات”.
وسبق أنّ أعلنت المتحدثة باسم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب DEM Partîعائشة غول دوغان أنهم يسعون لاسترداد البلديات التي سُلبت منهم بالقوة. وقال أحمد ترك مرشح الرئاسة المشتركة لبلدية ماردين: “قدم شعبنا تضحيات ثمينة من أجل السلام، المستقبل وحرية الشعب الكرديّ، نعلم أن شعبنا لن يتخلى أبداً عن نضاله ولن يستسلم، ويقاوم الشعب الكردي اليوم ضد هذا الظلم، هناك مرحلة طويلة أمامنا، البلديات مهمة وقيّمة للغاية بالنسبة إلينا، لكن نضالنا ليس فقط من أجل البلديات، إنّما من أجل حرية شعبنا”.
خلال افتتاح المكتب الانتخابيّ لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في بلدة ديرغول في شرناخ قال الرئيس المشترك لمؤتمر المجتمع الديمقراطيّ بدران أوزتورك: “شعبنا سيعيدكم إلى رشدكم، لا يمكنكم القضاء على شعبنا بالحرب وارتكاب الإبادات الجماعيّة”.
هزيمة الجولة الماضية
من التقاليدِ الانتخابيّة في تركيا، أنّ بلدية إسطنبول هي مفتاح السلطة في تركيا، لأنّها أضخمُ خزانٍ انتخابيّ في البلاد، بمجموع يتجاوز عشرة ملايين صوت، ما يشكّل ما نسبته 18% من مجملِ عدد الناخبين في تركيا، وفي الانتخابات البلدية التي جرت في 31/3/2019، فاز أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري بفارقٍ ضئيلٍ على منافسِه رئيس الحكومة السابق بن علي يلدريم المقرّبِ من أردوغان. إلا أنّ المجلس الأعلى للانتخابات أبطل النتائج استجابة للطعن الذي قدمه الحزب الحاكم، وفي 18/6/2019 شن أردوغان هجوماً على إمام أوغلو، وذلك قبل أيام من جولة الإعادة الحاسمة لانتخابات بلدية إسطنبول واتهمه بالتحالف مع الداعية فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة والمتهم بالوقوف وراء محاولة في 15/7/2016. وأثار قرارُ إعادةِ الانتخابات بعدما أدى إمام أوغلو اليمين الدستوريّة، إدانةً عالميّةً وموجة دعمٍ كبيرةٍ لإمام أوغلو رئيس البلدية المنتخب.
 أعيدت انتخابات بلدية إسطنبول في 23/6/2019، وجدد إمام أوغلو فوزه بفارقٍ أكبر، وبعد أشهر، وصف أكرم إمام أوغلو من ألغى نتائج الانتخابات الأولى بأنّهم “حمقى” ما أدى إلى رفع دعوى قضائية ضده. وبالنتيجة حصل حزب الشعب الجمهوريّ في جولتي الانتخابات البلدية على أكبر المدن التركيّة: إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، وأضنة، وإنطاليا، ومرسين، وهاتاي، وإسكي شهير، برصيد إجمالي 21 ولاية تركيّة. وأظهرت تلك الانتخابات تراجع شعبيّةِ حزبِ العدالة والتنمية الحاكم، وكانت بورصة أكبر المدن التي حصل عليها، وبالتالي وجد نفسه أمام تحدٍّ كبيرٍ لترميمِ شعبيّته. وأضحت إسطنبول أحد أهم ميادين الهزيمةِ الشعبيّة لأردوغان والحزب الحاكم، ولذلك يحاول أن يجعلها ميدان الثأر أيضاً.
الواقع أنّ حاجةَ تركيا للديمقراطية تتزايد بمرور الوقت لحلٍّ شاملٍ للقضايا الشائكة والمزمنة، والتي يستثمرها سياسيّاً الحزب الحاكم، والذي خلق أشكالاً من الفوبيا، مكرّساً سياسة أحاديّة أبعد من ثلاثيّة الأحاديّة التي وضعها أتاتورك “شعب واحد، لغة واحدة، وعلم واحد”. ليضيف إليها أردوغان الحزب الواحد والرجل الواحد، والحديث عن تعدديّة سياسيّة أو حزبيّة لا يتوافقُ مع الواقع.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle