تواصل دولة الاحتلال التركي خرقها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنص على حماية حقوق الإنسان في سوريا بحرمان السوريين من حصتهم من مياه نهر الفرات، وسط صمت دولي يدعم مخططات تركيا الاحتلالية والإرهابية ويساهم في تعنتها وقيامها بالمزيد من الهجمات الاحتلالية للأراضي السورية.
بعد أن باءت جميع المحاولات التركية بالفشل باحتلال أجزاء أخرى من مناطق شمال وشرق سوريا، تحاول مجدداً من خلال محاولتها في ارتكاب المجازر النيل من إرادة شعوب المنطقة، هادفة لتهجير سكان المنطقة من مناطقهم، إذ تحاول جاهدةً سرقة حصة السوريين من نهر الفرات وحبس مياهها لتشكل كارثة إنسانية بحق الملايين من السوريين.
تستمر دولة الاحتلال التركي بسرقة حصة السوريين من مياه نهر الفرات منذ ستة أشهر ما أدى إلى تراجع المورود المائي خلال الأشهر الماضية إلى أدنى مستوياته لأول مرة في تاريخ المنطقة، وانخفض منسوب نهر الفرات انخفاضاً هائلاً بمعدل خمسة أمتار، وذلك بسبب حرمان الدولة التركية السوريين من حصتهم من نهر الفرات.
وتراجع الوارد المائي خلال الأشهر الماضية الذي انخفض إلى أقل من 200 متر مكعب أي وصل إلى 150 متر مكعب في الثانية، فيما يُفترض أن تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا بنحو 500 متر مكعب في الثانية، مما أدى إلى تراجع مخزون المياه، والصعوبة في توفير الكهرباء والمياه في المنطقة.
وخلف انخفاض منسوب مياه نهر الفرات آثار سلبية مباشرة على القطاع الزراعي وجفاف الآبار الجوفية، ناهيك عن تأثيره على الثروة الحيوانية في المنطقة، وخاصةً السمكية، فيما تشهد مناطق شمال وشرق سوريا كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين السوريين يعتمدون على النهر في تأمين مياه الشرب والكهرباء والري.
وتشكل تركيا انتهاكاً صارخاً للاتفاقية الموقّعة بينها وبين سوريا عام 1987، والتي أقرت فيها تركيا بإيصال 500 متر مكعب في الثانية من المياه على الأقل مقسومة بين العراق وسوريا، بحبسها وتلاعبها بمنسوب المياه المتدفق من تركيا.
فيما يستمر المحتل التركي بانتهاكاته وممارسته المنافية لجميع المعايير والمواثيق الدولية، وسط صمت مخزي للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية، مما يفسح المجال أكثر أمامه لارتكاب جرائم بحق شعوب المنطقة، ويشير على شراكة المجتمع الدولي مع تركيا بتلك الجرائم والمخططات الإرهابية بحق المنطقة.
المحتل التركي يرتكب أفظع الجرائم بحق شعوب المنطقة
وحول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً مع المحامي والحقوقي عصمت إبراهيم، الذي تحدّث فقال: منذ بدء الحراك السوري وتركيا تحارب الشعب السوري بكافة أساليبها وطرقها القذرة وبالأخص كانت تهدف النيل من إرادة شعوب شمال وشرق سوريا، وخير مثال على ذلك ما يجري في المدن المحتلة من قبل المحتل التركي ومرتزقته حيث تمارس بها أفظع أنواع الجرائم فيها.
وأضاف ابراهيم قائلاً: بعد فشل المحاولات التركية العسكرية بالنيل من إرادة شعوب المنطقة وتوسيع رقعتها الاحتلالية بشكل أكبر في المنطقة، لجأت لأساليب وطرق قذرة أخرى تحاول بها تنفيذ مخططاتها في المنطقة، وهذه المرة كانت عن طريق محاربة أهالي المنطقة بحرمانهم من حصتهم من نهر الفرات لتحدث كارثة إنسانية في المنطقة.
وأشار إبراهيم: سرقة تركيا لحصة السوريين من نهر الفرات هو عمل غير قانوني ومخالف لجميع المعايير والمواثيق الدولية، ففي عام 1987م تعهدت تركيا عبر اتفاقية أُبرمت بينها وبين سوريا بأن حصة سوريا من مياه الفرات هي 500 متر مكعب في الثانية الواحدة من المياه، بحسب القوانين الدولية، أوجِد في عام 1949 بنداً في محكمة العدل الدولية يمنع أي دولة بإلحاق أي ضرر بدولة مجاورة لها.
وأكد إبراهيم بالقول: بحسب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997حول استخدامات المجاري المائية الدولية لغايات غير الملاحية، فإنه في المادة 21 حظرت فيها من إلحاق أي ضرر بالدول المجاورة جراء خفض أو التلاعب بمنسوب المياه لدولة مجاورة أو تغيير مجراها لإلحاق الضرر بدول الجوار.
وحول صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم تركيا بحق السوريين تحدث إبراهيم وقال: المجتمع الدولي بصمته يدعم جرائم وانتهاكات تركيا في المنطقة، ومن هنا على المجتمع الدولي الكف عن صمته المخزي الذي يتيح المجال أمام تركيا بارتكاب جرائم أكثر بحق شعوب المنطقة، والقيام بواجبتهم تجاه شعوب شمال وشرق سوريا الذين قدموا فلذات أكبادهم لحماية الإنسانية من رجس مرتزقة داعش.
واختتم عصمت إبراهيم حديثه قائلاً: العالم بأكمله مَدين لشعوب شمال وشرق سوريا، ويدرك تماماً بأنه ما لم يحارب أبناء شمال وشرق سوريا مرتزقة داعش نيابةً عن العالم، لكان العالم الآن يعاني من ارتزاق ورجس ومجازر مرتزقة داعش، لذا يتوجب على المجتمع الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة بتسديد دينهم لأهالي شمال وشرق سوريا والوقوف في وجه اعتداءات وانتهاكات المحتل التركي.
وتراجع الوارد المائي خلال الأشهر الماضية الذي انخفض إلى أقل من 200 متر مكعب أي وصل إلى 150 متر مكعب في الثانية، فيما يُفترض أن تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا بنحو 500 متر مكعب في الثانية، مما أدى إلى تراجع مخزون المياه، والصعوبة في توفير الكهرباء والمياه في المنطقة.
وحول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً مع المحامي والحقوقي عصمت إبراهيم، الذي تحدّث فقال: منذ بدء الحراك السوري وتركيا تحارب الشعب السوري بكافة أساليبها وطرقها القذرة وبالأخص كانت تهدف النيل من إرادة شعوب شمال وشرق سوريا، وخير مثال على ذلك ما يجري في المدن المحتلة من قبل المحتل التركي ومرتزقته حيث تمارس بها أفظع أنواع الجرائم فيها.
