قامشلو/علي خضير-تستخدم دولة الاحتلال التركي، ومنذ قرابة ستة أشهر، أنواعاً متعددة من الغازات والأسلحة الكيمياوية المحظورة عالمياً، وسط صمت المنظمات الدولية، ومنها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.
استخدم المحتل التركي السلاح الكيمياوي 2476 مرة خلال الأشهر الستة الماضية، وتم استخدامه 778 مرة في غضون شهرين، راح ضحية تلك الاستخدامات 17 شهيداً من قوات الكريلا، ولجأ الجيش التركي، الذي فشل في مواجهة الكريلا المحترفة، وتكتيكات حرب الخنادق والأنفاق، إلى استخدام الأسلحة المحظورة، حيث تم توثيق جرائم الحرب هذه عدة مرات من خلال مشاهد مصورة، وشهادات حصلة عليها وكالة فرات للأنباء.
وفي تشرين الأول صرحت رابطة الأطباء الدوليين، لمنع الحرب النووية، أنه تم الحصول على أدلة على استخدام الأسلحة الكيمياوية، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل، ومن جانبها حصلت وكالة فرات للأنباء على مشاهد جديدة حول استخدام الدولة التركية للأسلحة الكيميائية، حيث يظهر في المشاهد، أن مجموعة من الجنود الأتراك، الذين عثروا على أنفاق في منطقة ورخليه، يتركون جنوداً آخرين، والحبل مربوط حول خصورهم أمام الأنفاق، وبعد أن يلقي الجنود القنابل الكيماوية، التي كانت بحوزتهم في مداخل الأنفاق، يلوذون بالفرار.
إدانات شعبية للهجمات الكيماوية
تضامناً مع حركة التحرر الكردستانية، واستنكارا لاستخدام دولة الاحتلال التركي للأسلحة الكيمياوية، تتواصل الإدانات الشعبية، وبأشكال وطرق شتى، حيث نصبت لجنة الفعاليات في مدينة الحسكة خيمة اعتصام، وذلك في ساحة السريان الواقعة في حي الناصرة بمقاطعة الحسكة، مستنكرةً هذا العدوان الغاشم.
كما ونظم مجلس عوائل الشهداء في إقليم الفرات، مراسم عزاء للشهداء، الذين استشهدوا جراء استخدام الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية في جبال كردستان، وذلك في ساحة الشهيد عكيد وسط مدينة كوباني.
وضمن سياق الفعاليات ذاته، تظاهر أهالي شمال وشرق سوريا في معظم الأقاليم للتنديد بالصمت الدولي تجاه ما يحصل في مناطق الدفاع المشروع من خروقات.
يناضلون لحماية شعبهم
وحيال هذا الموضوع عبر أيضاً أهالي مقاطعة قامشلو عن استيائهم لهذا التصرف الجائر والعدوان الوحشي، الذي يمارسه الاحتلال التركي، وسط صمت منظمات حقوق الإنسان الدولية
المواطنة “حلوة يوسف” عبرت عن موقفها الرافض لتلك الجرائم: “نحن ندين بشدة العدوان التركي الوحشي أولاً؛ وندين موقف الدول المتهاونة جراء هذا الاعتداء الغاشم ثانياً، ونقول لهم: لا تكونوا شركاء في قتلنا واحتلال أرضنا، وقتل الكريلا في باشور كردستان، هؤلاء الشهداء ذنبهم الوحيد أنهم يناضلون من أجل حماية أرضهم ووجودهم، هؤلاء المقاتلون، الذين تركوا أهاليهم وديارهم في سبيل تحقيق الحرية والعيش بسلام وأمان”.
صمتكم دليل تعاونكم مع الاحتلال الفاشي
وبهذا الشأن أيضا حدثنا المواطن “سليم شيخو” عن رأيه تجاه هذا الموقف حيث قال: “نحن شعب روج آفا، نقف وقفة عز وشموخ، وفاءً لشهداء المقاومة والصمود، شهداء الكريلا، ونستنكر المؤامرة الدولية، والسكوت المبرم حيال القصف التركي لمقاتلينا في باشور كردستان، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً بحقهم، نحن شعب يريد فقط السلام، والعيش بأمان نحن لا نعتدي على أحد، ولا نريد الحرب”.
وأضاف شيخو: “نحن ضد كل من تعاون مع الاحتلال التركي، الذي يقتلنا، ويدمر أرضنا ومستقبل أطفالنا، سواءً روسيا أو إيران أو أي دولة كانت، فنحن ندينهم في كل ما يحصل في أي منطقة كردية، وفي شمال وشرق سوريا، ونعدهم شركاء في قتلنا، واحتلال أرضنا، ونقول لمنظمة الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة المحرمة دولياً، أين قراراتكم بتحريم الأسلحة الكيميائية، التي استخدمت بحق الأبرياء، ومقاتلي الكريلا في باشور كردستان؟”.
واختتم “شيخو” حديثه قائلاً: “هؤلاء الشهداء ذنبهم الوحيد، أنهم هم الذين يضحون لأجل أن تعيش شعوب المنطقة بسلام وحرية، فسكوتكم هذا دليل على تعاونكم مع العدوان التركي ضدنا وضد عيشنا بسلام”.
