أهالي الدرباسية: الاعتراف بالإدارة الذاتية بات ضرورة ملحة

روناهي/ الدرباسية-

طالب أهالي ناحية الدرباسية في شمال وشرق سوريا، المجتمع الدولي بضرورة الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية، ورؤوا، أن مثل هذا الاعتراف من شأنه أن يسهل عمل هذه الإدارة، ولا سيما جهودها في محاربة الإرهاب.

لا يزال العمل بين الإدارة الذاتية، والمجتمع الدولي مقتصراً على الجانب العسكري، بالرغم من افتتاح ممثليات للإدارة الذاتية في عدد من الدول الأوروبية، إلا أن هذه الإدارة لم تحصل حتى اللحظة على أي اعتراف سياسي دولي، يساعدها في تثبيت بنيانها السياسي والاقتصادي والخدمي.

تعزيز جهود محاربة الإرهاب

 وقد طالب أهالي ناحية الدرباسية المجتمع الدولي الاعتراف بهذه الإدارة؛ كونها أثبتت على مدى عقد، قدرتها على الوقوف في وجه التهديدات الخارجية، وكذلك تنظيم وإدارة المجتمع.

 وحول هذا الموضوع، تحدثت لصحيفتنا هيفاء فندي، من أهالي ناحية الدرباسية: “حتى اللحظة، بذلت الإدارة الذاتية الديمقراطية جهوداً حثيثة للحفاظ على أمن مناطقنا، ومنطقة الشرق الأوسط عامة، وذلك من خلال محاربة أعتى التنظيمات المتطرفة، كداعش وأشباهها، الأمر الذي ساعد في دحر المرتزقة، إلا إن غياب الاعتراف الدولي بهذه الإدارة، سيقوض الجهود كلها، التي بُذلت حتى اللحظة لتحقيق هذا الهدف”.

وبينت، أن التعاون العسكري مع الإدارة، كان له تأثيرات إيجابية، وتابعت: “لكن مع الأسف، حتى الجانب العسكري، فإن الأمر لم يتعدَّ حدود التعاون، ولم يصل حتى الآن إلى مرحلة الاعتراف بقوات سوريا الديمقراطية، كقوات منظمة فاعلة على الأرض، لها حاضنتها الشعبية، وكانت المساند القوي لدحر الإرهاب”.

وأوضحت: “عدم وجود مثل هذا الاعتراف بالإدارة الذاتية يضع عدة إشارات استفهام، فبالرغم من التضحيات، والشهداء الذين قدمتهم قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن هذه القوات، لم تلق حتى اللحظة، أي اعتراف رسمي يساعدها على خطو خطوات إضافية على طريق محاربة الإرهاب، الأمر الذي أوصل ملف مرتزقة داعش إلى حدود معينة، وأوقفته تلك القوات، فحتى اللحظة لا نزال نعاني من خطورة هذا الملف بين الفترة والأخرى، وذلك من خلال تحرك فلول وخلايا داعش النائمة”.

هيفاء فندي اختتمت حديثها: “لو كان للإدارة الذاتية اعتراف دولي بها، لاستطاعت أن تقيم محاكمات دولية لمرتزقة داعش الموجودين لديها، وكذلك كان باستطاعتها أن تتواصل بشكل أكبر مع الدول الخارجية؛ لكي تقوم هذه الدول باستلام رعاياها من عوائل مرتزقة داعش، إلا أن عدم الاعتراف بهذه الإدارة، يبقي الملف معلقاً دون حل، فنشهد بين الفينة والأخرى، مسلسلاً إرهابياً من إنتاج فلول مرتزقة داعش، وخلاياها النائمة”.

الاعتراف يعني الحل

 من جهته تحدث لصحيفتنا حول هذا الموضوع، إسماعيل حسن، من أهالي ناحية الدرباسية قائلاً: “تمتلك الإدارة الذاتية مشروعاً ونموذجاً ناجحاً في سوريا، ويمكن لهذا النموذج أن يعمم على كامل الجغرافية السورية، كشكل من أشكال إدارة الشعب نفسه بنفسه، وتسعى الإدارة الذاتية لتعميم هذا النموذج، إلا أن عدم وجود اعتراف سياسي بهذه الإدارة، يجعلها بعيدة عن كل المفاوضات الجارية بشأن حل الأزمة السورية، وإن لم تكن هذه الإدارة مستبعدة بفعل فاعل، لكانت هذه المفاوضات قد خطت خطوات كبيرة باتجاه الحل”.

وأضاف: “استبعاد الإدارة، وعدم الاعتراف بها، يتم بفعل من يعادون حل الأزمة السورية، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي، التي طالما احتجت على مشاركة الإدارة الذاتية في النقاشات الجارية بين الأطراف السورية؛ ومرد ذلك هو أن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، يضع حداً لسياساتهم التخريبية تجاه سوريا وشعبها، أي إنهم متضررون من إدارة الشعب لنفسه، ويسعون للإبقاء على النظام المركزي، الذي عانت منه سوريا عقوداً طوالاً، ولا يريدون تطبيق أي مشروع ديمقراطي، قادر على حل المعضلة السورية”.

إسماعيل حسن، أنهى حديثه: “انطلاقا مما سبق، فإنه يتعين على الأطراف السورية كافة، المطالبة بالاعتراف بالإدارة الذاتية؛ لكونها صاحبة المشروع الوحيد في سوريا القادر على تخليص سوريا، وشعبها من المأساة التي يعيشونها”.