أمهات الشهداء في قامشلو: “بيوم الشهداء علينا التحلي بروح المقاومة لتحقيق النصر”

استطلاع/ إيفا إبراهيم –

روناهي/ قامشلو – أكدت أمهات الشهداء في قامشلو بيوم الشهداء بأنهم يستمدون القوة من مقاومة ليلى كوفن في إضرابها عن الطعام، وأن التحلي بروح مقاومة الشهداء هو الطريق الأمثل للوصول إلى النصر وتحقيق الأهداف.

يُعرف شهر أيار بالنسبة للكرد باسم شهر الشهداء، وهذا الشهر له أهمية خاصةً، وذلك باستشهاد العديد من الشبان الكرد ممن كانوا يدافعون عن قضيتهم ومنهم المناضل (حقّي قرار), وبشهادتهم بدأت المقاومة والنضال المقدّس من أجل الحريّة والكرامة، لأنهم كانوا رمزاً للنّضال والتّضحية, وقدوة لكل مناضل ومقاوم، وبداية لانطلاق خطوة نوعية لا مثيل لها في تاريخ نضال الكرد, حيث اعتبر يوم الثامن عشر من أيار يوماً للشهداء الذين رسموا المستقبل بدمائهم وتضحياتهم, ولكن لم تنطفئ  النيران التي أشعلتها الأبطال بمقاومتهم، وها هي انتصاراتهم تمتد إلى روج آفا من خلال انتصارات قوات سوريا الديمقراطية التي حررت روج آفا والشمال والشرق السوري ورفعت راية الحرية، ليغدوا أولئك الشهداء قدوة لكل الأحرار في العالم، لنرفع لهم قبعاتنا وننحني إجلالاً أمام شجاعتهم، فشهدائنا هم قوة الانتصار نفتخر بهم، ونتخذ منهم شمساً للحرية.

وبهذه المناسبة أجرت صحيفتنا روناهي العديد من اللقاءات مع أمهات الشهداء للتعبير عن آراءهن بمناسبة هذا اليوم المقدس.

من شِدة حُبه لوطنه انضمَّ إلى صفوف وحدات حماية الشعب

وفي البداية التقينا مع والدة الشهيد يسار؛ “حكمية يوسف حسن”، التي استشهد ابنها في قرية باب الخير التابعة لمدينة الحسكة على يد المرتزقة في عام 2015م، وحدثتنا قائلةً: “منذ بداية اندلاع ثورة روج آفا والشمال السوري انتفض الشهيد يسار ضد الظلم والعدوان وحمل السلاح للدفاع عن حقوق شعوبنا في روج آفا والشمال السوري للعيش بحرية وسلام، فمن شدة حبه لأرضه ووطنه انضم الشهيد يسار إلى صفوف قوات حماية الشعب لأداء واجبه الوطني تجاه تراب وطنه، حيث شارك الشهيد يسار في العديد من جبهات القتال ضد القوى الظلامية التي بسطت نفوذها على أرض وطنه، ولكن يد الغدر التي طالت حياته كانت أسرع وسرقت منه حياته خلال جبهة القتال مع المرتزقة”.

والجدير بالذكر بأن مواليد الشهيد يسار هو 1994م، وهو الابن الأصغر لوالدته.

ولاستذكار جميع الشهداء ومقاومتهم في شهر الشهداء نوهت حكيمة قائلةً: “التحلي بروح مقاومة شهداء هو الطريق إلى النصر وتحقيق الأهداف، فبفضل أبنائنا الشهداء وتضحياتهم، إضافةً إلى شجاعة المقاتلين والمقاتلات في محاربة المرتزقة استطاعت ثورة روج آفا والشمال السوري أن تصل إلى هذه المرحلة من النضال”.

وأضافت حكيمة قائلةً: “نفتخر بشهادة الشهيد يسار وجميع شهدائنا، لأنهم ضحوا بأرواحهم فداءً لتراب وطنهم، ولكي يعيش شعبهم بأمن وسلام وحرية”.

واختتمت حكيمة حديثها بترديد الشعار “شهيد نامرن”.

في شهر أيار ظهرت إرادة الشعب الكردي

وفي السياق ذاته التقينا مع والدة الشهيدين “عيسى وعلي”، ليلى كلو والتي أفادتنا قائلةً: “منذ اشتعال شرارة ثورة روج آفا والشمال السوري، وتشكيل وحدات حماية الشعب من أجل الدفاع عن أبناء شعوب المنطقة ضد أي قوى ظلامية تتعرض لها، انضم ولدي الشهيدين “عيسى وعلي” إلى صفوف وحدات حماية الشعب منذ بداية تأسيسها، وشاركوا في كافة المعارك ضد المرتزقة سوياً، ولكن خلال المعارك مع مرتزقة النصرة في عام 2014م، أصيب “عيسى” بضربة رصاص في صدره مما أدى إلى استشهاده، وأخيه “علي” عاهد باستكمال طريق النضال، وذلك تمجيداً لأخيه ولجميع الشهداء، وخلال هجوم المرتزقة على قرية تل براك تصدى وحدات حماية الشعب لهم والشهيد علي كان يقاتل هناك وأثناء الاشتباكات استشهد ولدي الثاني علي”.

وأشارت ليلى في حديثها بأن أبنائها ساروا في طريق الشهادة من أجل تخليص الشعب وتحريرهم من ظلم المرتزقة، وضحوا بدمائهم من أجل تحقيق مبادئ الأمة الديمقراطية، مؤكدةً بأنه مهما كانت التضحيات كبيرة فالنضال على خطى شهداء شهر أيار مستمرة، لأنه في شهر أيار ظهرت إرادة الشعب الكردي وبدأت مقاومته.

نستمد القوة من مقاومة ليلى كوفن

وأكدت ليلى في حديثها قائلةً: “لا نستذكر الشهداء في يوم الشهداء فقط، فهم دائما موجودين في قلوبنا، ونعاهد جميع الشهداء، بأننا سائرون على دربهم فهم مشاعل الحرية”.

واختتمت ليلى حديثها بالقول: “بسواعد الأبطال ونضال ومقاومة الشعوب وبروح مقاومة السجون سنحرر عفرين أيضاً، وأننا كأمهات الشهداء في يوم الشهداء نستمد القوة من مقاومة ليلى كوفن في إضرابها عن الطعام”.