نساء الحسكة يهتفنَ: “أن من لا يناضل ضد قمع النساء ليس له حق أخلاقي في مجتمعنا”

استطلاع/ دلال جان  –

روناهي/ الحسكة – استنكر مؤتمر ستار ومنظمة سارة بمدينة الحسكة العنف ضد المرأة، وذلك من خلال بيان للرأي العام في دوار الشهيدة أفستا بالحسكة، مطالبين بوقف الاعتداءات وحالات التعذيب التي تتعرض لها النساء في العالم أجمع.

في خضم نضال المرأة في ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا من أجل الحصول على كامل الحقوق والحريات، وعيش الحياة الحرة في مجتمع خالٍ من العنف، ومع البدء بحملة مناهضة العنف ضد المرأة, استنكر مؤتمر ستار ومنظمة سارة بمدينة الحسكة العنف ضد المرأة، وذلك من خلال بيان للرأي العام في دوار الشهيدة أفستا بالحسكة، وقد كانت لصحيفة روناهي لقاءً مع بعض المشاركات في إصدار بيان الاستنكار.

نطالب بوقف الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة

وفي هذا السياق حدثتنا الإدارية في مجلس عدالة المرأة في مقاطعة الحسكة ريجين خلف بالقول: “تتعدد أشكال العنف ضد المرأة فمنها الجسدية والنفسية وهناك التحرش الجنسي وكذلك الاغتصاب, فبالرغم من حالات التوعية التي تنشرها مؤتمر ستار والمنظمات النسائية في روج آفا وشمال وشرق سوريا, نجد حالات كثيرة من العنف التي يمارس ضدها، وخاصةً في المجتمعات ذات الطابع الديني المتشدد والعصبية القبلية والعشائرية, والتي مازالت تنظر إلى المرأة باعتبارها كائن غير مرغوب بها في المجتمع, وخلقت لتلبية حاجاتهم اليومية وتربية الأطفال, وآلة للإنجاب فقط”.

ونوهت أيضاً بأن المرأة تعاني الكثير من العنف المتمثل بالضرب والتعذيب والشتائم بألفاظ بذيئة والإساءة لكرامتها، والسخرية منها أمام الجميع وحرمانها من العمل والتعليم والإرث، والمشاركة في الحياة والانخراط في المجتمع, كل ذلك يترك آثاراً سلبية على نفسية المرأة وينجم عنها حالات الكآبة والأمراض النفسية، لذلك تحاول بعضهن إنهاء حياتهن لعدم ثقتهن بنفسهن، وذلك يؤثر سلبياً على الأسرة والمجتمع ومحيطها”.

وأدانت ريجين حالات العنف ضد المرأة، وتابعت قائلةً: “نحن اليوم كعضوات مؤتمر ستار ومنظمة سارا ندين جميع حالات العنف ضد المرأة، ونطالب بوقف الاعتداءات وحالات التعذيب التي تتعرض لها النساء في العالم، ونطالب المنظمات النسائية العمل بجدية أكثر من أجل الحد من هذه الممارسات ونقول: “المرأة حياة لا تقتلوا الحياة”.

رُقي المجتمع وتطوره يكون بتحرّر المرأة

كما أشارت في السياق ذاته الإدارية في مؤتمر ستار في الحسكة حليمة أحمد بالقول: “لا يمكن لأي مجتمع الوصول إلى الرقي والتطور إذا كانت المرأة فيها مضطهدة وتعاني من الظلم والقتل والاغتصاب والتحرش الجنسي وكل الوسائل التي تحط من شأنها وتسيء لكرامتها، فالمجتمع الذي تكون فيها المرأة نصفها هو مجتمع خالي من العيوب، والمجتمعات التي تتعرض فيها المرأة إلى جميع أنواع وأشكال العنف وانتهاك حقوقها هو المجتمع الذي ينتشر فيه التخلف والاستبداد، لأن المرأة أن لم تتمتع بالحرية لا يمكن أن تربي الأجيال على الحرية، وبالرغم من وجود قوانين خاصة بالمرأة أصدرتها هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، ووجود منظمات نسائية تعمل من أجل حرية المرأة ومنحها جميع حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، نجد حالات كثيرة قد تعرضت فيها المرأة إلى إحدى وسائل العنف والتعذيب، سوآءً كانت نفسية أو جسدية أو اقتصادية، ونقول لهؤلاء بأن المرأة لم تُخلق لتكون عبدة وأمة بأيد الرجل، بل خُلِقت كإنسانة تتمتع بكامل حقوقها وتمارس حياتها بكل حرية دون إساءة لها ولشخصيتها ولكرامتها”.

وأكدت حليمة بأنه تقع على عاتقهن مسؤولية التعاون في مواصلة توعية الآباء والأمهات والأبناء والبنات، حتى تحرير المجتمع من هذه الآفات المجتمعية التي تنهش عقولهم، فالمرأة هي عماد العائلة وهي عماد المجتمع.

نرفض رفضاً قاطعاً الذهنية التي تقتل المرأة

كما تحدثت بهذا الصدد الإدارية في مؤتمر ستار في الناحية الشرقية عنود قرو قائلةً: “تعاني المرأة في مجتمعنا مشكلات كثيرة بالرغم من وجود طبقات واعية ومثقفة تنادي بحرية وقضية المرأة، ولكن في الواقع العملي نجد أن حقوق المرأة تأخذ منحاً آخر، ومن وراء القضبان نجد أشياء أخرى، حيث ينظر الرجل إلى المرأة نظرة مختلفة عما يتناوله في صفحات الكتب والمجلات، فينظر على المرأة كأداة تابعة له ولرجولته بحجج واهية ليحكم سيطرته عليها، فالكثير من الحالات الواردة إلى مؤتمر ستار يكون الرجل فيها متسلطاً وعدوانياً تجاه المرأة ويمنعها من ممارسة حياتها الاجتماعية وحالات الطلاق وحرمانها من رؤية أطفالها، لنجد أن المرأة تصل إلى مرحلة  صعبة جداً تُقدِم فيها على قتل نفسها بيدها، فالمرأة كائن جميل وتحب الحياة كثيراً لن تقدم على التخلص من نفسها لأسباب بسيطة، فمع التحقيق في ملابسات الجرائم النسائية نرى أن المرأة قد تعرضت في المنزل إلى إحدى أنواع العنف من قبل الذهنية الذكورية”.

واختتمت عنود حديثها بالقول: “نوجه للرأي العام العالمي ولجميع المنظمات وجمعيات مناهضة العنف وحماية حقوق الإنسان رفضنا القاطع لهذه الذهنية، ونؤكد لجميع الشعوب أن يأخذ أفرادهم دورهم الفاعل والفعّال للحد من هذه الحوادث المُؤسِفة بحق المرأة، وعدم التسامح لأي حالة عنف مهما كانت، لكي لا نخسر مزيداً من الأرواح البريئة، وأن من لا يناضل ضد قمع وقتل النساء ليس له حق أخلاقي في مجتمعنا”.