أفرام إسحاق: النوروز والأكيتو يرمزان للخلاص من العبودية ومن الظلام

حاوره/ غاندي اسكندر_

أوضح عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد السرياني في سوريا، أفرام إسحاق في حوار أجرته صحيفتنا معه بأن أي دستور يهمش الشعوب الأصيلة، التي تعيش على الجغرافيا السورية، هو عودة إلى ما قبل الحراك الجماهيري في 2011، وأن التشبث باللون الواحد، وباللغة الواحدة هي عرقلة للحلول، وللأزمة السورية المستعصية، وأضاف: إن أردنا أن نرى سوريا حاضنة للسوريين كلهم، فعلى الأطراف كافة الجلوس إلى طاولة مستديرة، مشيرا بأن (النوروز والأكيتو) أمثلة حية على التنوع القومي السوري.

وهاكم نص الحوار: 

-قدم وفد المجتمع المدني عن اللجنة الدستورية المصغرة، التابع لحكومة دمشق، فيما يتعلق بهوية سوريا ستة بنود، تمثلت في السعي إلى ترسيخ مبدأ تماهي الشعوب في بوتقة القومية العربية، كيف تقرؤون هذا التوجه، وهذه الرؤية لمستقبل سوريا؟

إن اللجنة الدستورية السورية منذ بداية تشكيلها، لا تمثل القوى السياسية كافة، ومؤسسات المجتمع المدني السورية، ولأنها أقصت معظم الفاعلين على الساحة السورية، فكانت النقاشات دائما تنتهي بالفشل، والجلسات لا تكتمل بسبب حدة الخلافات الداخلية، وفيما يتعلق بالبنود، التي تحدد هوية الدولة المقدمة من قبل وفد المجتمع المدني المرتبط بحكومة دمشق، نلاحظ أن الرؤية والبنود المحددة لهوية سوريا، هي عودة لما قبل 2011، وعلى الرغم من افتخارنا بالشعب العربي، وبالثقافة وباللغة العربية، إلا أن هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها في سوريا، وهي التعددية القومية التي تشكل بنية المجتمع السوري، فالشعب الكردي، والشعب السرياني الأشوري، والشعب العربي هم شعوب أصيلة في سوريا، وهي موجودة على الجغرافيا السورية منذ آلاف السنين، ولكل منها ثقافة، ولغة وحضارة، تميزها من هذا المنطلق، فإن أي تهميش لهذه الشعوب عودة إلى نقطة الصفر قبل الحراك الجماهيري.

وأي حديث في الوقت الراهن عن الهوية السورية، ذات اللون الواحد، يدل على أن الطرف، الذي يعمل على تثبيت هذا الطرح هو طرف يعادي السلام والأمن، والاستقرار في سوريا، ولا يريد أن يعطي أي طابع وطني لسوريا، وهو عدو للثقافات المتنوعة، وأحد أهم معرقلي الحل السوري.

-كممثل لأحد أهم أحزاب الشعب السرياني في سوريا، الذي تعرض لأبشع أنواع الظلم، ولاسيما في تركيا، برأيكم، كيف تجابه الشعوب المحتل التركي، وكيف تكون سوريا المستقبل؟

نحن كحزب الاتحاد السرياني نعمل على الجغرافيا السورية، ونتطلع أن نكون من صناع القرار في سوريا، مع  الأحزاب الأخرى كلهم، التي تمثل الشعوب السورية كافة، ونحن تعرضنا، ونتعرض كغيرنا من القوميات الموجودة في سوريا إلى هجوم مستمر من قبل العديد من الأطراف، ولا شك أن الذين يعادون التعددية القومية السورية، هم يعادون المفهوم الوطني السوري، وفيما يتعلق بتركيا وبدورها في سوريا، فتركيا هي دولة محتلة لأجزاء غالية من التراب السوري، وهي تتعدى على السيادة السورية بشكل فاضح، وعلى الشعوب السورية كلها، ونحن معهم أن نساند بعضا لمجابهة المحتل التركي، وأي تدخل أجنبي آخر في الشأن السوري.

وإذا أردنا أن نرى سوريا للسوريين كلهم، يستوجب على كافة الشعوب كافة، والطوائف، والاتجاهات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، الجلوس حول طاولة مستديرة، والتباحث في إيجاد حل واقعي للأزمة السورية، يلامس الوضع المعيشي للشعب، ويراعي طبيعة اختلاف الثقافات، وخصوصية القوميات، التي تتشكل منها سوريا، ولابد أن يكون الحل شاملا، بحيث لا يكون هناك تهميش لأحد، بل الكل يعيش تحت حماية القانون، والدستور الذي يُرسم بيد الكل.

-الشعب الكردي إضافة إلى الشعب السرياني الأشوري، يحتفلان بأعياد الربيع (النوروز والأكيتو)، هل من رسالة توجهونها إلى أصحاب ذهنية اللون الواحد، واللغة الواحدة، بهذه المناسبة؟

شهر آذار مليء بالمناسبات، ولاسيما المناسبات، التي تخص الشعب الكردي، والشعب السرياني الأشوري، ففي الحادي والعشرين من آذار، يحتفل شعبنا الكردي بعيد (نوروز)، هذا العيد الذي يرمز إلى تجدد الحياة، وهو يوم الخلاص من الظلم والطغيان، بل هو يوم الاستمرار في النضال من أجل الوجود والحرية، ويمتد النوروز إلى الأول من نيسان حيث عيد (الأكيتو)، الذي يحتفل به الشعب السرياني الآشوري، والأكيتو يحمل معاني النوروز نفسها من حيث الرمز، إلى التجدد والخصب، والخلاص، ومن خلال منبركم أهنئ الشعب الكردي، والسرياني الأشوري بحلول هذين العيدين السعيدين، كما أهنئ شعوب سوريا كافة، بقدوم النوروز والأكيتو، هذه الأعياد القومية التي نحتفل بها منذ غابر الأزمان تدل على أن سوريا تتشكل من حديقة ملونة، وشعوب متنوعة، وثقافات ولغات مختلفة ستفخر بها سوريا أبد الدهر.