سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أطراف أستانه… توافقٌ على الاختلافِ لتحقيق أهدافٍ مشتركةٍ

بدرخان نوري_

لا وجودَ للصدفة في سياساتِ الحكومات والدول عندما تستهدفُ الغايةَ نفسها، بل إنّ وحدة الزمن والهدف دليلُ توافقاتٍ مؤكدةٍ، ورغم بعض التضاربِ المعلن بين أطراف أستانه للمواقفِ السياسيّة، إلا أنّها تشكل سياقاً متكاملاً، تجسده الأحداث المنطقة، ففيما يستمر العدوان التركيّ على مناطق شمال وشرق سوريا، دخلت طهران عبر مرتزقة تابعة لها على الخط مستهدفة قوات سوريا الديمقراطية، وبجمع تفاصيل الوقائع من متغيرات ميدانية ومواقف سياسيّة، يتبين أنّ ما يحدث ترجمة مباشرة لتوافقِ في إطار أستانه.
الخطة تتكامل 
في تفاصيل المشهد الحالي طهران تغيّر قواعد الاشتباك ومن تسمّي نفسها “المقاومة الإسلاميّة” تستهدف قوات سوريا الديمقراطيّة بزعم مناصرة “غزة”، وموسكو تندد بالضربات الأمريكيّة على مواقع مرتزقة محسوبة على طهران، فيما تلوذ بالصمت حيال استمرار جيش الاحتلال التركيّ قصف مواقع في شمال وشرق سوريا، وحتى عندما تستهدف مواقع لجيش حكومة دمشق، وآخرها قصف في 5/2/2024 محيط قرية زيوان بمنطقة الشهباء بريف حلب الشرقي ونقطة لجيش حكومة دمشق ما أسفر عن مقتل جندي فوراً وإصابة آخر. وأما قصف قرى وبلدات الشهباء حيث لجأ آلاف المهجرين قسراً من أهالي عفرين المحتل فهو مسلسلٌ يوميّ.
تستمر خلايا “داعش” بتنفيذ عمليات الاغتيال واستهداف جيش حكومة دمشق في البادية، ويشهد مخيم الهول نشاطاً مكثفاً لخلايا مرتزقة “داعش” واستمرار محاولات الهروب، بل إن “داعش” نظّم نفسه في كنف الاحتلال التركيّ وموجودٌ فعليّاً في عفرين المحتلة، وتحتضن أنقرة أيضاً مرتزقة “هيئة تحرير الشام” المصنفة تنظيماً إرهابيّاً، فيما تزعم بيانات أستانه أنّ محاربة الإرهاب مجرد ذريعة لإيجاد واقع سياسيّ، وتتجاهلُ خطورة إحياء “الإرهاب”.
في سياق آخر؛ نعت موسكو انهيار مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، فيما لم تحقق أستانه على مدى 21 جولة تقدماً على مسار الحل السياسيّ، وجلّ ما توصلت إليه بيانات ختاميّة كانت ضمنيّاً بيانات إعلان حرب على الإدارة الذاتيّة. وما يحدث تكاملُ أدوارٍ لتنفيذِ توافقاتِ أستانه والتضاربُ المعلن مجردُ دعايةٍ لكسبِ الوقتِ.
هذه المتغيرات ما كانت لتحدث لولا كسب مساحات كبيرة من الوقت، والرهان على الأسلوب العسكريّ، ومصادرة مرجعية جنيف والقرار 2254. وخلال الزمن المتاح طبقت أنقرة سياسة التغيير الديمغرافيّ وتثبيت الاحتلال عبر إنشاء عشرات المستوطنات في عفرين والمناطق المحتلة، وفرضت التغيير الثقافيّ والعملة التركيّة في التداول.
طهران تغير قواعد الاشتباك
قالت قوات سوريا الديمقراطية في 5/2/2024، أنّ ستة من مقاتليها استشهدوا بهجومٍ إرهابيّ بطائرة انتحاريّة مصدرها مناطق سيطرة حكومة دمشق استهدفت أكاديمية للتدريب في حقل العمر شرق دير الزور ليل الإثنين. وأكدت القوات حقَّها بالردّ العسكري المناسب على مصدر الهجوم. ونشر مركز “قسد” الإعلاميّ بياناً جاء فيه: إن القوات العسكريّة أجرت تحقيقاً في الهجوم الذي استهدف أكاديمية تدريب لقوات الكوماندوس في “قسد”، وثبُت تنفيذه من “مرتزقة مدعومة من إيران”. واستخدمت مناطق سيطرة حكومة دمشق منطلقاً للهجوم.
ونقلت نورث برس عن مصدر عسكري عامل مع التحالف الدوليّ أنّ الاستهداف أسفر عن إصابة 14 مقاتلاً آخر، حالة بعضهم خطيرة.
وأعلنت من تسمّي نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق” الأحد الرابع من شباط الجاري، استهداف القاعدة الأمريكيّة في حقل العمر النفطيّ، وقالت في بيان: “استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرة لأهلنا في غزة، ورداً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلاميّة في العراق يوم الأحد، بواسطة الطيران المسيّر، قاعدة الاحتلال الأمريكيّ في حقل العمر النفطيّ بالعمق السوريّ”.
ويُعدُّ الهجوم في أسلوبه ونتائجه الأول من نوعه، ويشكّل متغيراً ميدانيّاً كبيراً، لاعتبارات عديدة، أهمّها تغيير قواعد الاشتباك، وتنفيذه من مكونٍ عسكريّ لم يسبق لقوات سوريا الديمقراطية أنّ اشتبكت معه. فيما ربط الهجوم بحرب غزة محاولة تبرير لفتح جبهات جديدة. لا بل إنّ المتغيّر يعني توسعاً في المواجهة ويتقاطع مباشرة مع أهداف أنقرة، ومعلوم أنّ قوات سوريا الديمقراطيّة تخوض منذ سنوات وحتى اليوم معارك ضد الإرهاب المتمثل بمرتزقة “داعش”، والاحتلال التركيّ والمرتزقة السوريين التابعين له.
ضربات أمريكية انتقاميّة 
أعلن الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، فجر السبت 3/2/2024، أنّه بتوجيه منه ضربت القوات الأمريكيّة أهدافاً داخل منشآت في العراق وسوريا ردأُ على مقتل ثلاثة جنود أمريكيّين وإصابة العشرات بهجوم مسيّرة استهدفت قاعدة عسكريّة أمريكيّة شمال شرقي الأردن الأحد الماضي. وقال بايدن، إن “المنشآت المستهدفة في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيرانيّ وجماعات تابعة له لمهاجمة قواتنا”.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي: “شاركت طائرات عديدة، بما في ذلك قاذفات بي-1 أرسلت من الولايات المتحدة، في هذه العملية، وأطلقت أكثر من 125 ذخيرة موجّهة بدقة على مدار 30 دقيقة”.
ونقلت شبكة “NBCnews” الأحد عن مسؤول أمريكيّ لم تسمّه، إنه “إذا تبين أنّ بعض الأهداف في سوريا والعراق لم تدمر بالكامل فقد تصدر أوامر بقصفها مجدداً”. وفيما يتعلق بتأثير الضربات على مفاوضات واشنطن وبغداد بشأن سحب قوات أمريكيّة من العراق قال المسؤول إنّه “من السابق لأوانه”.
أدانت موسكو الضربات الأمريكيّة الأحد 4/2/2024 صرّح نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أنّ البعثة الروسيّة في مجلس الأمن طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدوليّ بشأن الضربات الأمريكيّة على سوريا والعراق.
داعش في عفرين 
أضحت المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ ملاذاً آمناً لمرتزقة “داعش” الفارين من دير الزور والرقة، وخاصة قياداته، الذين أعيدت صياغتهم مجدداً إما ضمن مجموعات مرتزقة تابعة للاحتلال، أو جماعات متطرفة مثل مرتزقة “كتيبة القوقاز” و” جماعة الإمام البخاري”.
في مطلع الشهر الحالي كشف مدير المركز الإعلاميّ لقوات سوريا الديمقراطية “فرهاد شامي” لأول مرة عن وجود “كتيبة القوقاز” و”جماعة الإمام البخاري” في عفرين، واللتين تتشكلان من قيادات “داعش” الإرهابي، التي هربت من الموصل ودير الزور. وأوضح أنّ تلك التنظيمات تعد من أخطر التنظيمات المتطرفة وتتحرك وفق تعليمات وأوامر استخبارات الاحتلال التركيّ. ونوّه أن تلك التنظيمات الإرهابية قد اشتبكت مؤخرًا في محيط قرية “باسليه/ باصلحايا” مع قوات تحرير عفرين HRE.
في 6/2/2024 أعلن عن نتائج المرحلة الثالثة لعملية “الإنسانيّة والأمن” لتطهير مُخيَّم الهول من خلايا “داعش” الإرهابيَّة، التي قامت بها قوّات العمليَّة المشتركة (قوى الأمن الدّاخليّ – قوّات سوريّا الدّيمقراطيَّة – وحدات حماية المرأة) وفي حصيلة العمليّات خلال عشرة أيام، ألقي قوّات القبض على /85/ مرتزقاً من خلايا “داعش”، وضُبطت ألغامٌ وأسلحة، وكُشف عددٌ كبيرٌ من الأنفاق التي كانت تُستخدم في إخفاء المرتزقة والأسلحة. وشددت قوّات عمليَّة “الإنسانيَّة والأمن” بأنَّها لن تتساهل مع الإرهابيّين لزعزعة أمن واستقرار المُخيَّم وقاطنيه وتعريض أمنهم للخطر.
وكانت عملية أخرى مماثلة قد أطلقت في 29/2/2024 في منطقة الحمرات التابعة للرقة وتم اعتقال العديد من المطلوبين بمن فيهم عناصر إجرامية ومرتزقة من خلايا داعش. وذلك استجابة لمناشدات وجهاء العشائر بعد الاقتتال الدمويّ بين عشيرتَي “المدليج الطاهر” و”جمّاسه”، التي استثمرها مرتزقة “داعش” وحكومة دمشق، وبدأوا بتنظيم أنفسهم فيها.
قال مصدر من “قوى الأمن الداخلي” في 3/2/2024 إنّ “مسلحين مجهولين يستقلان دراجة ناريّة استهدفوا عضوين من الأسايش داخل محل مواد غذائيّة قرب مقر عملهم بنقطة تفتيش الهنكار ببلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي ولاذا بالفرار. وأسفر الهجوم عن استشهاد عضو وإصابة آخر من مركز هجين”.
الاحتلال التركي يخلي نقاطاً في جندريسه
قالت شبكة “عفرين بوست” في 3/2/2024: إنّ جيش الاحتلال التركيّ قد بدأ منذ أسبوع بإخلاء نقاطِ عسكريّة في ناحية جندريسه من العتاد والجنود، واقتصر الوجود العسكري على مرتزقة تابعة له. وشملت إجراءات الإخلاء التي قام بها جيش الاحتلال التركيّ موقع تل جندريسه الأثريّ الواقع جنوبي المدينة وتمت إزالة الجدران الإسمنتية وباقي المعدات، كما تمّ إخلاء ثلاث نقاط أخرى في محيط قرى ساتيا ومروانية وحج حسنا وهي قرى تابعة لناحية جندريسه. فيما ⁠لم يطرأ أيّ تغير على النقاط العسكريّة لدولة الاحتلال التركي الأخرى المنتشرة في نواحي شيراوا وشران وبلبل وراجو وموباتا وعفرين المركز.
ويأتي إخلاء القاعدة العسكريّة الواقعة على تلة جندريسه بعد سنوات من عمليات النهب المنظم للموقع الأثريّ وأعمال التجريف.
وكان جيش الاحتلال قد أقام سوراً عالياً من القطع الإسمنتية حول التل، الذي تبلغ مساحته هكتارين، وأنشأت فوقه القاعدة العسكريّة، ومنعت أهالي المنطقة من الاقتراب من التل واتخذت إجراءات حراسة مشددة، وكذلك نظام مراقبة عبر الكاميرات. وفي أيار 2019 قام بأعمال تجريف كبيرة وشق طريق إلى أعلى التلة، ثم استقدم إليها الجرافات والمداحل لتجريف وتسوية سطح التلة واستخدامه مهبطاً للحوامات. وتمَّ تدمير معظم المنازل الموجودة حول التل الأثريّ خلال العدوان التركيّ على المنطقة.
ويعدُّ إخلاء بعض النقاط العسكريّة عملية إعادة انتشار لجيش الاحتلال لتحقيق أهدافٍ عسكريّة وأمنيّة، وليست لتغيير الواقع العسكريّ الاحتلاليّ للمنطقة، وما تزال تركيا تدير مفاصل الإدارة العسكريّة والمدنيّة والأمنيّة والاقتصاديّة عبر مندوبيها في كل دائرة، علاوة على وجود مراكز جهاز الاستخبارات “الميت” في مركز كلّ ناحية وفي مركز مقاطعة عفرين.
وتزامنت هذه الخطوة مع انعقاد الجولة 21 لاجتماع أستانه في 24/1/2024، والتي كان جدول أعمالها وبيانها الختاميّ معلوماً مسبقاً، وتم التركيز على الإدارة الذاتيّة ومناقشة الوضع في إدلب.
ومعلوم أنّ ناحية جندريسه وقراها هي بوابة عفرين من جهة الغرب وتقع على حدود إدلب التي تسيطر عليها مرتزقة “هيئة تحرير الشام” المصنّفة على لوائح الإرهاب، وأيّ متغيّر عسكريّ في ناحية جندريسه سيكون على صلةٍ بالوضع في إدلب. ويمكن أن يكون إخلاء القاعدة العسكرية على تلة جندريسه من قبيل إخلاء المسؤوليّة وإجراءً تمهيدياً لمتغيّر ميداني قادم. وفعلياً شهدت المناطق القريبة من المعابر تحشيداً لمرتزقة “تحرير الشام/ النصرة”.
انهيار المسار التصالحيّ
أعلنت موسكو تدخلها العسكريّ في سوريا في 30/9/2015، ولم تتحقق طيلة أشهر إنجازات ملحوظة على الأرض، فاستدرجت أنقرة بإثارة حفيظتها وأوحت بإيجاد متغيرات كبيرة في سوريا سياسيّاً ودستوريّاً، وبذلك انعقدت الاجتماع المفصليّ في سان بطرسبرغ في 9/8/2016، وأول نتائجه الاحتلال التركيّ لمدينة جرابلس، ورغم وجود الآلاف من مرتزقة “داعش” بالمدينة لم تقع أيّة مواجهات. ومن بعدها أُعلنت حلب خالية من المسلحين في 22/12/2016، كان ذلك مدخلاً لإنشاء “ترويكا أستانه” التي تعهدت معارك كسبِ الوقتِ، وكرتِ السبحة بعدها لتحتل أنقرة مناطق الباب وعفرين وكري سبي/ تل أبيض وسري كانيه، وأنشأت مناطق خفض التوتر، وعبر آلية القضم التدريجيّ استعادت حكومة دمشق السيطرة على مناطق بريف دمشق ونقلت عوامل الأزمة إلى المناطقِ الحدوديّة شمالاً، وفتحت جبهات إدلب واستعادت مدن خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب. وعقد اتفاق سوتشي في 17/9/2018 لإنشاء مناطق منزوعة السلاح بإدلب، وتم التوصل لاتفاق موسكو لوقف إطلاق النار في 5/3/2020 بعد مقتل 36 جندياً تركياً في إدلب.
وفي إطار أستانه بدأ المسار التصالحيّ بين أنقرة ودمشق برعاية روسية في موسكو في 28/12/2022، وعقدت سلسلة اجتماعات على مستويات أمنية وسياسيّة، لكن أنقرة أبدت مزيداً من التعنت بعد الانتخابات الرئاسيّة في 28/6/2023، وفوز أردوغان بولاية جديدة وواصلت العدوان على مناطق شمال وشرق سوريا.
أكّد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في حديث إلى وكالة “تاس” الروسيّة، 29/1/2024، انهيار مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق ورفض أنقرة الانسحاب من الأراضي السورية. وقال: إنّ محادثات التطبيع بين أنقرة ودمشق “انهارت” نهاية 2023، موضحاً أنّه منذ الخريف الماضي، توقفت العملية إلى حد ما، وعزا السبب الرئيسيّ إلى شعورِ حكومة دمشق بأنّه من الضروري الحصول على ضمان لانسحاب جيش الاحتلال التركي من سوريا على المدى الطويل.
وأضاف أنّ انسحاب جيش الاحتلال التركي من سوريا غير مقبول للجانب التركيّ لأسبابٍ محددة، وذلك رغم أنّ أحداً لم يقُل إنّ جيش الاحتلال التركي سينسحب في المنظور القريب، مؤكداً أنّ الانسحاب “سيتم عندما تُستوفى بعض الشروط المناسبة”، وفق ما أعلنه المسؤولون الأتراك على أعلى المستويات في وقت سابق، “بشكل غير رسميّ”.
وعقب انتهاء اجتماعات الجولة 21 من أستانة، في 25/1/2024، كشف مبعوث الرئيس الروسيّ ألكسندر لافرينتيف في مقابلة مع برنامج “نيوزميكر” على قناة RT وجود اتصالات رباعيّة بين الأجهزة الأمنيّة لروسيا وسوريا وتركيا وإيران، مشيراً إلى عدم إحراز تقدم بمسألة انسحاب تركيا من سوريا.
قال وزير الخارجية التركيّ هاكان فيدان في لقاء تلفزيوني الأحد 4/2/2024، إنّ سعي حكومة دمشق للقيام بخطوة دبلوماسيّة من خلال وضع شروط مسبقة على تركيا هي طريقة خاطئة. وأضاف فيدان أن حكومة دمشق لاتزال غير قادرة على الاجتماع مع تركيا لأسباب مختلفة، وحتى عندما يجتمعون معنا لا يكونون على طبيعتهم. وأشار فيدان إلى عدم وجود فرصة لعقد لقاء ثنائيّ.
ويذكر أنه عقب محادثات الجولة 20 من “أستانة”، في 20/6/2023، ذكرت صحيفة “يني شفق” المقربة من الحكومة التركيّة، أنّ أنقرة طرحت أربع شروط تتعلق بانسحاب جيش الاحتلال التركي من سوريا وهي: تعديل دستوريّ، وعودة اللاجئين السوريين، والتعاون بمكافحة الإرهاب، وتقصد تحديداً قوات سوريا الديمقراطيّة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle