أربعة وعشرون عاماً من المؤامرة… الفكر الحر يحطم أسوار إيمرالي 

قامشلو/ دعاء يوسف –

بيّن الوطني أحمد كلو، أن المؤامرة الدولية على القائد عبدالله أوجلان، مخطط للقضاء على الكرد، وكسر إرادة الشعوب المطالبة بالحرية، والقضاء على حركة التحرر، التي تتغذى بفكر وفلسفة القائد أوجلان، كونها الوحيدة القادرة على تغيير المفاهيم الرأسمالية إلى مفاهيم ديمقراطية.

تدخل المؤامرة الدولية، التي استهدفت الشعب الكردي من خلال شخص القائد آبو عامها الرابع والعشرين، ورغم الكشف عن كثير من أبعادها، وأطرافها إلا أن كثيراً من جوانبها لازال مجهولاً، ولا زال الشعب الكردي بل وشعوب الشرق الأوسط بالعموم تشعر بالظلم وبالإجحاف، اللذين لحقا بها، وتناضل من أجل فك أسره، وتستمر المؤامرة على شعوب المنطقة، ولكن بأساليب أكثر خباثة، وانحطاطاً.

تعرض القائد عبد الله أوجلان لمؤامرة دولية في التاسع تشرين الأول عام 1998، شاركت فيها أنظمة رأسمالية والعديد من الدول القومية، التي تطبق سياسات الهيمنة على العالم، لأنها وجدت في مشروع القائد خلاص الشعوب لتكون عقبة لتحقيق أطماعها الاحتلالية التوسعية، ومفتاحاً لإخراج الشرق الأوسط من أزماته العالقة.

منذ ثلاثة وعشرين عاماً، والقائد آبو يتعرض للتعذيب البدني والنفسي، وهناك محاولات القضاء عليه بشتى الوسائل في سجنه المعزول في إيمرالي، والقوى التي أسرته تتجاهل المعايير القانونية والأخلاقية كلها، والقوانين الدولية، التي أُصدرت بحق السجناء السياسيين تدعو لحماية حقوق المعتقلين، والسماح للعوائل والمحاميين بزيارتهم، لكن المعتقلين في سجن إيمرالي، وعلى وجه الخصوص القائد عبد الله أوجلان يُمنع اللقاء بهم، فتركيا كل يوم تشدد العزلة عليهم، وتحرمهم من أبسط حقوقهم، وتهدف من هذه العزلة إلى ذبح الإنسانية على أسوار سجونها.

ولكن الشعوب، التي ارتوت من بحر أطروحات، وأفكار القائد عبد الله أوجلان، تسعى في أنحاء العالم كله؛ لتخليص جسده من الأسوار، فنصبوا الخيام، وأضربوا عن الطعام، وخرجوا بمسيرات كثيرة تجوب شوارع العالم، مبرهنين أن الاحتلال التركي لن يستطيع إيقاف شعلة الحرية، التي أشعلها القائد في أجسادهم.

مرت عقود، والخطط والمؤامرة ضد الشعب الكردي تُحاك، وتُرسم لتوقع بهم، ولتُنهي انتفاضاتهم، في محاولات فاشلة لمحو وجودهم في العالم، ولا زالت الدول الرأسمالية تستمر في المؤامرات بحق الشعب الكردي، والشعوب المضطهدة، فالهجمات الوحشية، التي يتعرض لها أبناء المنطقة، هي استمرار للمؤامرة بحقهم.

أرادوا إبادة الكرد، فتآمروا ضد قائده 

وفي الذكرى الأليمة للمؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، التقت صحيفتنا الشخصية الوطنية أحمد كلو، الذي حدثنا عن المؤامرة الدولية، التي طالت القائد عبد الله أوجلان، فقال: “منذ أن فشلت خطة المؤامرة، ولم تحقق تركيا هدفها في إبادة الشعب الكردي، لم تعد تدرك كيفية القضاء على الكرد، وما يثبت ذلك هجماتها المتكررة على شعوب المنطقة، وكل من سلك الطريق، الذي رسمه القائد “آبو” بهدف كسر إرادتهم”.

وبين كلو: أن “إرادة الشعب لن تنكسر بهذه الأفعال، ولا بأساليب أخرى، الشعب الكردي سيقاتل حتى آخر لحظة في حياته، يداً بيد مع شعوب المنطقة، وفي النهاية سيتحقق النصر، تخشى القوى السلطوية الفاشية من أفكار أوجلان الحرة، التي تدعو إلى وضع الإدارة بيد الشعب، أو بالأحرى وضع الدولة، تحت تصرف المجتمع، وليس وضع المجتمع تحت تصرف، وخدمة الدولة”.

انتهاك صارخ للقوانين والعهود الدولية

وقد لفت كلو إلى الهدف من العزلة: “العزلة التي فُرضت على القائد عبد الله هدفها قطع صلة الوصل بين القائد أوجلان، والشعب الكردي، ودولة الاحتلال التركية تخرق القوانين الدولية كلها، التي تحفظ حقوق الإنسان بتعاملها اللاأخلاقي مع القائد أوجلان، وهذه الانتهاكات تجري وسط صمت دولي غير مقبول”.

وأكد كلو: أنه “يجب على لجنة مناهضة التعذيب التابعة للاتحاد الأوروبي، ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، أن تقوم بالتزاماتها، وأن تراعي تطبيق المبادئ الدولية، وتعمل على إصدار بيانات رسمية ضد الاحتلال التركي بخصوص الانتهاكات، التي تمارس بحق المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم القائد عبد الله أوجلان.

وعلى الرغم من تلك الممارسات اللاأخلاقية كلها، استطاع القائد تطوير أفكاره، وفلسفته، التي أضاءت الطريق أمام شعوب المنطقة، للتعرف على أسباب شقائها، وكيفية حل قضاياها من خلال مشروع الأمة الديمقراطية، بينما الجسد الذي أرادت قوى الهيمنة تقطيعه وتشتيته حافظ على وحدته وصموده؛ ليتحول إلى قوة تدافع عن الشعب الكردي ومصالحه، بل وإلحاق الهزيمة بأشد أدوات قوى الهيمنة فتكاً ووحشية، فأصبح محط آمال الشعوب المظلومة، التي تعاني من الإرهاب.

العام 2023 عام الحرية للقائد أوجلان

وأشار كلو، إلى أن أفكار القائد آبو، وفلسفته أدت لفشل المساعي التركية، وبالرغم من العزلة المفروضة على القائد منذ أكثر من 23 عاماً، إلا أن شعوب المنطقة كسرت ظروف العزلة، وقال: “الثورة التي نعيشها الآن مستمرة بفضل أفكار القائد أوجلان وفلسفته، الملايين الذين اتبعوا فلسفة القائد “آبو” ولدوا من رحم الثورة، ليكونوا صوتها المنادي بالحرية، وهم اليوم أيضًا يقودون ثورتهم بناءً على فكره ومعتقداته، وثورتنا، التي انطلقت من فكرة حقيقية وصادقة ستنجح بالتأكيد”.

وأوضح كلو، أن العلاقة بين القائد وشعبه علاقة متينه: “لن تستطيع تركيا، وأعوانها تحقيق مبتغاها من حبس القائد، فهي تعلم أن القائد أعطى القوة للشعب الكردي ليدافع عن حقوقه، والمؤامرة التي بدأت قبل ثلاثة وعشرين عاماً، لا زالت مستمرة، رغم كل ما تحقق بفضل مقاومة الشعوب التواقة للحرية، ولن تنتهي حتى ينال القائد حريته، ويعود للقيام بدوره التاريخي في قيادة شعبه”.

واختتم أحمد كلو، الشخصية الوطنية، حديثه: “بحرية القائد ستتحرر شعوب العالم، وهذه الخطوة ستكون بداية ميلاد جديد للشعوب المضطهدة، والعام 2023 سيشهد الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وانتصاراً لشعوب الشرق الأوسط والمنطقة، فبحرية القائد ستحل الأزمات، وسيحصل الشعب الكردي على حقوقه المسلوبة”.