منبج/ آزاد كردي –
قلّل السياسي أحمد شعبان، من شغل سوريا مقعدها بالجامعة العربية، موضحاً أن الأزمة السورية لا تزال تراوح مكانها طالما أن هذه الاجتماعات لا تبالي بمصالح السوريين، وأكد بأن مبادرة الإدارة الذاتية أساس الحل في سوريا.
أصدر وزراء خارجية جامعة الدول العربية، عقب اجتماع استثنائي في القاهرة، قراراً يحمل الرقم 8914، يقضي بعودة سوريا إلى الجامعة، بعد 12 عاماً على تجميد عضويتها.
ففي يوم الأحد السابع من أيار الجاري، من خلال عقد مؤتمرين بالرياض ثم بالقاهرة، عاد بها النظام لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، ما أثار التساؤلات وراء فائدة بعض الدول العربية من هذا الدفع طالما لا بوادر من حكومة دمشق نفسها المضي بحل الأزمة السورية؟
قرار الجامعة العربية جاء بناء على مذكرة المندوبة الدائمة لمصر رقم 1335 بتاريخ الثالث من أيار الحالي، وعلى مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رقم 5/484، لكن ما بين هذه الخطوة التي تشير على أن حكومة دمشق تتخذ خطوات إيجابية لاستعادة مكانتها بين العالم العربي، يعتقد سياسيون أنه كان أجدى بالجامعة العربية مناقشة آليات فاعلة لحل الأزمة السورية.
دور عربي متذبذب منذ البداية
حول ذلك تحدث لصحيفتنا الكاتب والسياسي، أحمد شعبان، فقال: إن “الحراك العربي كان حرياًّ به أن يضع حداً لمعاناة السوريين منذ 12 عاماً حيث تعرض الشعب السوري لكل أنواع الأسلحة والتشريد والتهجير، بينما هم يتفرجون فقط دون إصدار أي قرار صارم لإيقاف الحرب بل أن موقف بعض الدول العربية كان سلبياً من الأحداث، ولم يتحركوا قيد أنملة لاستقبال السوريين كما فعلت دول أجنبية حين سهلت لهم التأشيرات والإقامة والعيش الكريم”.
واستغرب شعبان، الدور العربي المتذبذب من الأزمة السورية، وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان من أكثر المناصرين للشعب السوري في بداية الأزمة، في حين أن موقفهم تغير نتيجة التحولات الأخيرة، التي تحدث بالمنطقة نتيجة دخول الصين لاعباً دولياً بعقد التقارب السعودي – الإيراني، والملف السوري – العربي الذي يبدو أنه حصل عبر تقديم تنازلات عربية خاصة من المملكة العربية السعودية، التي كانت ذات يوم من الرافضين لعودة رأس حكومة دمشق للجامعة العربية، وبرز هذا التحول منذ وقت قصير عبر زيارة وزير الخارجية السعودي لسوريا، فضلاً عن روايات أخرى تتحدث عن قرب زيارة مرتقبة للأسد للمملكة العربية السعودية.
وتابع شعبان: أن “الحراك العربي تجاه التطبيع مع حكومة دمشق يفترض أن يكون نابعاً من أولوية العمل على مصلحة الشعب السوري، لا ببناء خيم أو تقديم مساعدات، بل بحل جذري وسريع للأزمة السورية بكل المناطق السورية بما فيها مناطق حكومة دمشق، التي تعد من أكثر المتضررين جراء غلاء المعيشة وتدهور الليرة السورية وضغط أمني وتضخم ورواتب متدنية وغيره”.
مبادرة الإدارة الذاتية أساس للحل
ودعت الجامعة العربية في قرارها الأخير إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حول حلّ الأزمة، وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 بمواصلة الجهود التي تتيح توصيل المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين في سوريا.
حيث قال أن “المحادثات الثنائية أو الجماعية للدول العربية ينبغي أن تنسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، من أجل تلبية تطلعات الشعب السوري، الذي ناضل منذ أكثر من 12 عاماً حتى يأتي اليوم الذي تتحقق فيه مطالبه، بعدما فقد الشعب السوري أعزاء على قلوبهم وبيوتهم وأملاكهم وعوائلهم، في المقابل هناك تضرر معنوي حيث أصيب أشخاص بأزمات نفسية جراء الحرب، فكيف لهؤلاء أن يعوضوا في مثل هذه الظروف؟، وبالتالي ينبغي تقديم ضمانات أممية ودولية وليس الاعتماد على مبدأ خطوة بخطوة”.
وأشار شعبان: “مبادرة الإدارة الذاتية التي صدرت مؤخراً تنطلق من أكثر المناطق أمناً وأماناً، ولذا يحق لها الحديث عن حلول بغض النظر عن امتلاكها للثروات أو ما شابه ذلك، لكن في واقع الأمر هي الوحيدة التي قدمت مشروعاً سياسياً حتى الآن انطلاقاً من قاعدة شعبية تقدر بخمسة ملايين سوري، ولمَ لا؟ فهم سوريون قادرون على اتخاذ ما يرونه مناسباً يتماشى مع مصالحهم”.
واختتم الكاتب والسياسي، أحمد شعبان حديثه بالقول: “يمكن اعتبار مبادرة الإدارة الذاتية البديل عن المحادثات، التي تجري في أروقة الجامعة العربية، أو في الاجتماعات الأخرى، أو التي تجري بشكل ثنائي حيث لا تزال جكومة دمشق غير جادة بالسعي لحل الأزمة السورية، وكان الأجدى بالعرب مناقشتها على محمل الجد لكن على ما يبدو أن الحقيقة قد تأكدت ألا حل للأزمة إلا بالحوار السوري – السوري”.
