لكن ما هو مؤكد أن موقف صالح قبل اغتياله ومن بعده التيار الذي يمثله أكد أن النفوذ الإيراني في اليمن وحتى في المنطقة ليس قدرا لا راد له، بل هو حالة يمكن إضعافها أو إزالتها إذا تواجدت الأدوات.

فإيران كما وصفها بعض أهل الخبرة نمر من ورق له مخالب من فولاذ، وهذه المخالب هم من ارتضوا أن يكونوا أتباعا لها بدوافع طائفية أو مصالح.

لكن إذا استقرت معادلة اليمن الجديدة وانضمت قوات حزب المؤتمر الشعبي إلى التحالف العربي، وأصبحت ميليشيات الحوثي الإيرانية الولاء وحيدة دون غطاء عسكري واجتماعي من أي طرف يمني، فإن التأثيرات ستتجاوز اليمن إلى كل الإقليم، وسيتم كسر خطاب العنجهية الإيراني الذي أعلن أنه يحكم القرار في أربع عواصم عربيه في اليمن وسوريا ولبنان والعراق .

هذه العنجهية شاهدناها جميعا في جولات قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق حيث كان يتجول باعتباره الحاكم بأمره.

ما يجري في اليمن، إذا اكتمل بانحسار قوه الحوثي فإنه سيكسر أحد أجنحة المشروع الإيراني، وربما يفتح الباب لخسارة أخرى للمشروع الإيراني في لبنان الذي يخوض معركه سياسية جوهرها التبعية لإيران من قبل حزب الله، وربما نرى بعض آثاره في العراق الذي يستعد لانتخابات هامة العام القادم إضافة إلى ما يجري على صعيد الأزمة السورية.

لن نستبق الأمور لكن ما جرى في اليمن أمر هام يمنيا وربما يكون مهما أيضا في ملفات الإقليم الأخرى، ولنتذكر أن نفوذ إيران لم يكن ليكون لولا تبعية بعض القوى في عالمنا العربي للمشروع الفارسي الإيراني.