سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سوريا… محطة وقود

 فيروشاه أحمد –

من السخافة أن تصبح دولة ذات سيادة محطة للوقود لكل الآليات العابرة، لكن في دنيا السياسة لا قواعد تمنع العابرين من تعبئة خزاناتهم بوقود مجاني، ومن سخريات السياسة أن لا يركن الساسة لأبسط القيم والأخلاق في التعامل مع الشعوب، من هنا نجد بأن سوريا ومنذ سبعة سنين باتت ساحة حرب تستعرض فيها كل القوى السياسية الإقليمية والدولية ترسانتها العسكرية بغية إقناع الآخر بأنه الأقوى في امتلاك زمام الأمور.
أجندات كثيرة تطرح في البورصات السياسية لإنهاء الأزمة في سوريا، وشعارات كثيرة رُفعت بخلاص المكونات السورية من الخوف والجوع والقتل، وفي كل صباح يقرأ السوريين عناوينٍ جديدة تُلخص مصيرهم، وحين نتتبع كل ما يقال نتأكد بأن مصير سوريا السياسي لم يُحدد بعد، كون أغلب الدول المتصارعة قد هيئت لذاتها برامج للنيل من سوريا.
كي تستمر الأزمة السورية يلاحظ بأن القوى الدولية والإقليمية تتناوب بقيادة هذه الأزمة، كي تختلط الأوراق ثانية وتعود الفوضى  لتهيمن على كل التفاصيل، وخلال هذا التبادل والتناوب في قيادة الأزمة تختلق هذه القوى شعارات متعددة ولكل شعار أجندة بإنهاء الأزمة، وبالمحصلة لا أجندات ولا مؤتمرات تتكفل بإنهاء الأزمة، بل هي سياسات اقتصادية بين المتخاصمين وتوزيع الحصص وفق أطماع هذه الدول.
عناوين مبعثرة وحلول مقنَّعة:
بعد بحث ترامب الانسحاب من سوريا خرجت الدول عن صمتها مؤكدة على استمرار الأزمة وبآليات مختلفة، لكن ترامب عاد ثانية بتغريدة أخرى يؤكد الانسحاب البطيء من سوريا حين يستكمل القضاء على الإرهاب، بذات السياق استطاعت قوات سوريا الديمقراطية أن تخلط الأوراق بعد أن أوعزت للقوات السورية بالدخول في  منبج لتفوت الفرصة أمام تركيا بالاجتياح لمناطق شمال وشرق سوريا، في هذا الأثناء كانت وزارة الخارجية الروسية تجتمع مع مثيلتها التركية لوضع خارطة طريق للمنطقة  بملء الفراغ السياسي والعسكري وبعناوين مختلفة (محاربة الإرهاب ـ عودة اللاجئين ـ تسوية المسائل الإنسانية) بالإضافة إلى الحفاظ على وحدة تراب سوريا، وكأن الاحتلال التركي لعفرين تأكيد لهذه الوحدة.
هذه الخطوة من قوات سوريا الديمقراطية دفعت كل الدول بإعادة حساباتها حول سوريا وفي مقدمتهم أمريكا التي لم تتأخر حين قرر ترامب بأن الانسحاب سوف يكون بطيئاً، بذات السياق يحاول أردوغان من خلال سياساته العدوانية تجاه شمال وشرق سوريا إخفاء عناوين مهمة منها أنه يحاول أن يخفف من وطأة الوضع الداخلي في تركيا والذي يعاني من أزمة اقتصادية متدهورة، والأهم من كل هذا وذاك تخفيف الصراع بين حزبه وحزب الحركة القومية المتعصب، ولا يخفى على أي متابع بأن دخول جيش تركيا في المنطقة قد يستحوذ على بعض السرقات الاقتصادية (النفط) ويخفف الضغط على داعش بانشغال قوات سوريا الديمقراطية بمحاربتها.
أمريكا كقوة عالمية دون منازع ورغم فشلها في كثير من المحطات ألا أنها تعود ثانية تلملم أخطائها وتعمل وفق آليتين متوافقتين، فهي تعمل عل منع الأزمات أو احتوائها من خلال دبلوماسية براغماتية أو من خلال قوة عسكرية رادعة تنهي كل تمرد أو ثورة أو غزو أو احتلال كي توطد وجودها وترسخ قوتها في كل بقعة من الأرض.
التخبط التركي “سفينة الموت”:
تركيا كثقافة توسعية لا تدري كيف تسوق أزماتها الداخلية نحو البلدان الأخرى، فمنذ سبع سنين تعمل وبكل الوسائل على أن تمارس غطرستها على الشعب السوري، فهي تقدم كل الدعم المادي واللوجستي للمرتزقة، وتعمل مع كل الدول كي تنال من المشروع الديمقراطي في شمال وشرقي سوريا، وحين لم تجد ضالتها توجهت نحو ليبيا بصفقة سلاح للمرتزقة هناك، لكن السلطات الليبية ضبطت هذه السفينة المحملة بشحنتي أسلحة ضخمتين، حينها أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بأن هذه الأسلحة تكفي لقتل 80 % من الشعب الليبي.
بلغت الذخيرة في هذه السفينة أكثر من أربعة مليون رصاصة وآلاف المسدسات والبنادق ولوازمها القابلة إلى التحوير بكواتم صوت لتنفيذ الاغتيالات، من الناحية القانونية تُعدُّ هذه الأعمال خرق لقرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص حظر تسليح الأسلحة إلى ليبيا، أو دعم أي من أطراف النزاع، وقد طالب الجيش الوطني الليبي مجلس الأمن الدولي بتحقيق رسمي، من جانبه أتهم المشير خليفة حفتر تركيا بالوقوف وراء شحنة الأسلحة وطالب بفتح تحقيق أممي بذلك،  سفينة الموت التي أرسلتها تركيا لليبيا هي أدلة واضحة على تدخلها في الشؤون الداخلية لكل البلدان التي تعيش أزمات داخلية، وبهذا الصدد ما زالت ليبيا تترقب المجتمع الدولي بتحقيق عادل في أسباب هذه الشحنة ولمن؟
قبل هذه الشحنة من الأسلحة أقدمت المخابرات التركية وبوسائلها المعروفة باغتيال خاشقجي الملاحق من قِبل السلطات السعودية، وبات من المعروف لدى كل المنظمات الدولية بأن تركيا ترعى الإرهاب وتسانده وتدعمه، وما الفصائل المرتزقة في إدلب وعفرين ألا أدوات طيعة بيد الحكومة التركية وهم جنود تحت الطلب بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
 لغز الانسحاب الأميركي وكشف المستور:
بات لغز هذا الانسحاب متداولاً في أروقة كل العواصم المتصارعة على سوريا، وهي بمثابة (شعرة معاوية) لا تنقطع ولا تصبح متينة، ترامب يمسك بالطرف الأول من المعادلة وكل القوى الأخرى تشد من الطرف الآخر، ولولا عودة ترامب عن قراره وتعديل الانسحاب بـ “البطيء” وإعطاء مهلة أربعة أشهر أخرى، لأصبح كل الشعر بيد بوتين يفعل ما يشاء بأهل الدار.
أهل الدار (منبج) وكل الشمال السوري خيم عليهم شيء من الارتباك وسط توعد تركيا بالهجوم على المنطقة، هذه العودة عن القرار أجبرت كل لاعب بترتيب انتشاره وتجديد دبلوماسيته لا سيما أردوغان الذي لا يهمه إلا إفشال المشروع الديمقراطي القائم في المنطقة، وما جعل الأتراك وغيرهم يصابون بالجنون أن القادة العسكريين الأمريكيين أوصوا ببقاء الأسلحة التي قدمتها أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية أن تبقى في حوزتهم.
من الناحية العملية وبعد الانسحاب –إن تم- سوف تستفاد روسيا وإيران والنظام من عملية الانسحاب، وهذا ما يجعل النظام قوياً مرة أخرى، بينما تصبح إيران من أكبر الرابحين في الاستثمار لهذا البلد المحطم، ومن جهة أخرى تضمن بقائها في سوريا وقد ترسم خارطة جديدة للشرق الأوسط من جديد، وتأتي هذه القوة الإيرانية من خلال تدريب وتجهيز حلفائها في العراق ولبنان واليمن، بينما الرابح الأكبر استراتيجياً فهي روسيا التي ساهمت وبقوة (5000) جندي روسي وعشرات الطائرات بدعم الحكومة السورية، وتحققت رؤيتها بأنها حافظت على نفوذها في الشرق الأوسط، أما تركيا فهي أيضاً ضمن الفريق الرابح إذا ما تحقق الانسحاب، لأن أمريكا سوف تترك الحدود مفتوحة على مصراعيها كي تتخذ أنقرة كل الإجراءات العسكرية بمحاربة قوات سوريا الديمقراطية.
وحدة المصير حقيقة يجب أن تُدرك:
بات من الواضح بأن وحدة المصير للمكونات السورية أمرٌ لا مفر منه، وخاصة بعد دعوة قوات سوريا الديمقراطية الجيش السوري بالانتشار حول منبج ومنع تركيا من التدخل العسكري، عاشت المنطقة بعد قرار ترامب قلاقل نتيجة تهديدات أردوغان للشمال السوري، وجاءت هذه الخطوة تأكيداً على وحدة المصير للمكونات السورية، وتأكيداً على وحدة الأرض، وقد قطعت كل الشبهات حول الاتهامات التي تطرحها الأجندات المعادية بأن قوات سوريا الديمقراطية قوات انفصالية.
مرحلة جديدة من الأزمة السورية قد بدأت، فعلى الصعيد الداخلي أصبح التعاون بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري تمثل قوة وطنية تمنع من أي هجوم تركي محتمل، بذات السياق باتت الحاجة متبادلة بين القوتين الرئيسيتين في سوريا وهنا تكمن قوة ووحدة سوريا، وهي ورقة ضغط بيد السوريين باللعب بشكل جدي أمام أي مشروع إقليمي أو دولي، بالإضافة العمل على قتال المرتزقة وبقايا الإرهاب في سوريا.
أيضاً من الواضح إن التبدلات التي حصلت في إدلب مؤخراً وتوسع نفوذ حركة تحرير الشام وطرد فصائل حركة نور الدين الزنكي الموالية لتركيا منها، وبسط سيطرتها على كامل منطقة إدلب، وكذلك الزيارة الأخيرة التي قام بها أردوغان إلى روسيا والتي أعلن فيها عن جوانب محددة فقط من نتائجها إذ يبدو أن بعضاً من المساومات لم يتم البت فيها بعد، وأن الكثير من الأوراق ما زالت بحاجة إلى ترتيب وتدقيق.
 قد لا يروق للبعض بأن بقاء ترامب في سوريا هو ضمانة حقيقية للأمن الإسرائيلي، ففي لقاء تم بين نتنياهو وبومبيو مؤخراً في البرازيل، أكد بومبيو بل وطمأن نتنياهو: ” التزامنا للاستقرار بالشرق الأوسط والحفاظ على أمن إسرائيل” كلام بومبيو يؤكد بأن توزيع الحصص ومناطق النفوذ سوف تتوضح أكثر، بحيث تبقى منبج تحت النفوذ الروسي ، وما يلي شرق الفرات تبقى منطقة نفوذ أمريكية، وبحسب الوقائع والبيانات من المستبعد أن تنسحب أمريكا من المنطقة حتى بعد استقرار الأمن في سوريا، لأنها ومنذ أربع سنوات تقاتل الإرهاب وصرفت مليارات الدولارات ومن ثم تخرج وتسلم المنطقة على طبق من ذهب لروسيا وحلفائها.
من خلال ما تقدم تتوضح دلالات ومؤشرات جديدة سواء في الداخل السوري أو ما يخص أجندات الدول المتصارعة عليها، فواشنطن سواء بقيت أو انسحبت قد خلقت أرضية سياسية جديدة ربما ترافقها انفراجات بإجاد حلول للأزمة السورية، ووحدة الصف في الخطاب السوري سياسياً وعسكرياً وإيجاد آليات من شأنها أن تصبح قوات سوريا الديمقراطية الدرع الحقيقي  بتحييد تركيا وتهديداتها بمشاركة قطعات من الجيش السوري بذات المهمة، والعمل على إقناع المجتمع الدولي بفرض حظر طيران جوي على المنطقة كي لا نعيش تجربة عفرين مرة أخرى.
من هنا تبقى مهمة كافة القوى السياسية والعسكرية في سوريا تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الدولية والإقليمية والتخلي عن أجنداتها الضيقة، وتفضيل الحوار مع دمشق، أو إيجاد منصة واحدة لكل السوريين والبحث عن الحلول الممكنة والتخلص من كل أشكال الحرب والدمار والتهجير، وإلغاء صفة (محطة وقود) عن سوريا، بل العمل على جعل سوريا محطة وقود لأبنائها. وإخراج كل القوى الإقليمية والدولية من سوريا.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle