سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الثورة السورية… من ثورة سلمية  إلى حروب إقليمية ـ1ـ

لم تكن الثورة السورية عام 2011 مجرد حالة عرضية أو مشاغبات أفتعلها أطفال درعا، أو مظاهرات عفوية عمت بعض المدن السورية فحسب، بل هي نتيجة تراكمات سياسية واجتماعية وإدارية واقتصادية لحقت بشعوب سوريا منذ بداية الستينات من القرن العشرين وتحديداً بعد الانفصال وتسلم البعث الحكم في سوريا.
ففي عام 1970 اكتمل المشهد الدرامي بعد الانقلاب الذي قام به حافظ الأسد وتسلمه السلطة حتى عام 2000 فكانت تلك السنين العجاف بمثابة امتحان لصبر السوريين، لقد عمل في البداية على زج واعتقال وقتل رفاقه وخصومه وجعل من سوريا وشعبها مزرعة له ولمن والاه من البعثيين والطائفة، وهذه حقائق لا ينكرها أحد.
عمل الأسد رويداً رويداً على إخفاء الحياة السياسية الحقيقية، حين أبعد كل الطيف السوري من المشاركة بالسلطة، أو المشاركة فيها بشكل صوري بحت، من جانب آخر ألغى الانتخابات الرئاسية، وغض الطرف عن محاسبة المسؤولين والإداريين من مفاسدهم، وهكذا أنتشر الفساد في أدق المراكز السياسية والاقتصادية، وحظي برئاسة مؤبدة لسوريا بعد أن الغى تداول السلطة، وربط كل مؤسسات الدولة الإنتاجية وغيرها بالأجهزة الأمنية.
هذه المقدمات كانت كفيلة بغياب الطبقة الوسطى وهي الطبقة الحيوية والديناميكية والقادرة على فعل التغيير في الوضع السوري.

وما زاد طين الشعب السوري بلة، تسلم بشار الأسد السلطة عام 2000 ، ليبقي المشهد السوري كما هو بل ازداد سوءاً حين أصبحت الحياة السياسية والاقتصادية في قبضة الأجهزة الأمنية التي لم توفر جهداً بتضييق الخناق وكم الأفواه وتجويع الأهالي، هذه المقدمات جعلت من سوريا تعيش حالة اختناق سياسي ومعيشي، لهذا كله عندما أعلن الشعب السوري عن ثورته في منتصف آذار 2011 هب كل السوريين بشعار واحد، يطالبون الحرية لا الحرب.
الكرد مثلهم مثل كل المكونات السورية خرجوا للساحات والشوارع يطالبون بحريتهم وكرامتهم ضمن الجغرافية السورية، فقاموا بثورتهم؛ ثورة روج آفا وشمال سوريا التي لا تماثل الثورات الأخرى بشيء. هذه بعضاً من الأسباب الداخلية  التي فجرت الثورة، ولا يمكن أن نتجاهل الأجواء الإقليمية والعربية التي عصفت بها الثورات والتمردات والقلاقل بدءاً من تونس مروراً بمصر وليبيا والعراق وانتهاءً بتركيا وإيران وتدخلاتهما في دول المنطقة، لكن الثورة السورية كانت تختلف عن بقية ثورات الشعوب كونها كانت أكثر وعياً وتنظيماً، بعيدة عن كل مظاهر العنف والقتل.
أول الغيث قطرة!؟
لم تكن الثورة في تونس سبباً في انطلاقة ثورات الشعوب في المنطقة فحسب، بل ما آلت إليه الأوضاع في عموم المنطقة بعد الثورات التحررية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ففي منتصف القرن العشرين، في هذه المرحلة عملت الشعوب على خلق تغيير جذري في حياتها، حين تخلصت من الاستعمار القديم، لكنها لم تكن تتوقع بأنها ستعيش في ظل أنظمة قومية شمولية أكثر وحشية في علاقاتها مع شعوبها.
تبنت بعض هذه الأنظمة مشروع الاشتراكية (سوريا نموذجاً) وحملت شعار الدفاع عن القطاع العام كغطاء لفشلها في قيادة الدولة، لأن مجموعة صغيرة من النخب تحكمت بكل مؤسسات الدولة وكأنها أصبحت ملكية خاصة لهم ولحاشيتهم وأبنائهم وأزلامهم.
هذه الأسباب وغيرها فجرت ثورات الشعوب في المنطقة وكأنها كانت متفقة على شعار واحد ” تحرير شعوبها من الاستعمار الداخلي” وتحقيق المساواة بين كل أفراد المجتمع، وإنهاء عهد سلطة الأب الأوحد والأخ الأكبر، ومن جانب آخر كان للعامل الخارجي تأثيره الواضح في اندلاع هذه الثورات، فبعد سقوط المنظومة الاشتراكية 1991 تسيَّد “العم سام” العالم، وأصبحت إيران بعد مجيء الخميني كالمارد في وجه سياسات أمريكا وبعبعاً يهدد بالتهام دول الخليج والمنطقة متجاهلة حق شعوبها في الحياة وبخاصة الكرد الذين يشكلون عضواً هاماً في بناء إيران الحديثة.
وفي السياق ذاته في عام 1980 أصبحت تركيا نتيجة الحراك السياسي والثوري تترنح في رسم سياساتها الداخلية والخارجية، وفي الوقت نفسه؛ بات اقتصادها ضعيفاً بسبب تخبط قادتها في التعامل مع الكرد ومنحهم حقوقهم القومية، أما الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 فكان الشرارة الحقيقية لشعوب المنطقة بإعلان الثورة عليها وعلى الأنظمة المترهلة في المنطقة.
تونس أشعلت شرارة الثورة لتتبعها شعوب مصر وليبيا واليمن وسوريا، بينما القوى الكبرى (أمريكا) لم تمنع هذه الشعوب من التغيير السياسي للأنظمة حتى تتمكن من وضع قواعد وأسس جديدة لنظام جديد يمثل مصالحها، لكن روسيا من جانبها حافظت على النظام في دمشق مؤكدة لنفسها بأن لا مستقبل لها في غياب نظام الأسد، فتحالفت مع إيران وأججت الحرب كي تعيد حساباتها في المنطقة، وتعمل وفق استراتيجية تضمن لها الاستحمام في المياه الدافئة (البحر الأبيض المتوسط).

هذه التباينات واختلاف السياسات والمصالح بين الدول الإقليمية والدولية حولت المنطقة إلى صندوق حار، وباتت شعوب المنطقة تعيش بين مطرقة الأنظمة المحلية وسندان رياح التغيير، وبشكل طبيعي انقسمت هذه الشعوب إلى تيارات وأحزاب وفصائل تعمل بالوكالة لأطراف وسياسات خارجية كونها تتلقى الدعم المادي واللوجستي منها، والكرد كجذور تاريخية وسياسية في المنطقة, انتفضوا معلنين عن ثورة وجود لهم.
خصوصية ثورة روج آفا وشمال سوريا
لم تمضِ شهور قليلة على الثورة في سوريا؛ حين لملم الكرد صفوفهم بشكل منظم وبدأوا بحماية مناطقهم من الفصائل المرتزقة القادمة من الشمال بدعم من الحكومة التركية، قد كان للكرد وحراكهم السياسي خصوصية تختلف بشكل أو آخر عن بقية التيارات والفصائل المتصارعة في سوريا، لأن أغلبها أعلنت الحرب على النظام وكذلك تحاربت فيما بينها أيضاً، وتلقت المال السياسي من الخارج، وعملت بالوكالة لتحقيق أجندات تلك الجهات. بينما الكرد ومن خلال العمل السياسي والعسكري المنظم الذي ساهم بشكل كبير على حماية مناطقهم والشمال السوري عامة وحماية كل المكونات من الجماعات المرتزقة وقوى الظلام (داعش) جعل رسالتهم مميزة، لأن الشمال السوري تخلص من بؤر التوتر والصراعات القومية والطائفية، من جهة أخرى باتت المنطقة بفضل هذه الثورة التي انطلقت في 19 تموز من عام 2012 تحمل عنوان ثورة المرأة الحرة، والتغيير في الذهنية السلطوية مؤكدة على حقوق كل المكونات وفق مبادئ التعايش المشترك. لهذا؛ كانت ثورة روج آفا وشمال سوريا متميزة عن باقي الحراك السياسي والعسكري في سوريا، وما ميزها أكثر أنها نظمت المكونات في اتخاذ مواقف متقاربة في بناء مؤسسات وهيئات مدنية وخدمية، من خلال إعلان الإدارة الذاتية عام 2014 في ثلاث مناطق حيوية (الجزيرة ـ كوباني ـ عفرين)، ولا يمكن تجاهل تضحيات الكرد خلال هذه السنين وقد تمثلت أجمل صورها في تحرير كوباني من رجس داعش قبل نهاية 2014، وتتالت الانتصارات بفضل تلاحم المكونات في المنطقة وكان تحرير الرقة من قوى الظلام بمثابة صفعة للسياسات التركية، التي كانت وما زالت الداعم الرئيس لهذه العصابات المرتزقة.
لا يمكن للحديث أن يكتمل عن تميز ثورة روج آفا ما لم نذكر المشروع المجتمعي -بريادة الكرد- الذي كان بمثابة عقد اجتماعي اتفقت عليه كل المكونات كقانون مجتمعي وأخلاقي يتناسب وثقافة المنطقة، هذه الثقافة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ منذ آلاف السنين، وعملت الهيئات على إحيائها وتفعيلها لتصبح ذهنية مجتمعية تلتحم في ظلها كل المكونات كي تبني سوريا جديدة وبرؤى ديمقراطية.
 حين تأكدت بعض التيارات والفصائل من الداخل وبعض الدول الإقليمية والدولية بأن المشروع الديمقراطي بات قاب قوسين أو أدنى من التحقيق؛ سارعت إلى خلق أسباب واهية لضرب هذا المشروع الوطني، فحشدت من قواتها العسكرية معتمدة على فصائل مرتزقة من الداخل وعملت بدبلوماسية براغماتية كي تمرر أجنداتها في تعقيد الأزمة والتصعيد في الاقتتال ونشر الفوضى.
عسكرة الثورة والمزادات الإقليمية

الأحداث التي وقعت في الأشهر الستة الأولى من الثورة السورية لم تُحدِث تغييرات في مسار الثورة، كون الصراع كان قائماً بين النظام والمتظاهرين، لكن حين لاحت في الأفق بوادر انتصار المتظاهرين، أعلنت كلاً من إيران وروسيا دعمهما المطلق لبقاء الأسد، من هنا دخلت سوريا برمتها مجال العسكرة والتسلح والعنف والقتل والدمار العشوائي.
لم تكن العسكرة في مفهوم المعارضة استراتيجية، بقدر ما كانت حروباً بالوكالة في خدمة الدول الخارجية، لأن من قواعد الثورة المسلحة الناجحة متطلبات ومقاتلون محترفون وموارد مالية ودعم لوجستي، وفي حال فقدانها تدخل الثورة في حسابات إقليمية ودولية ترتبط بشكل أو بآخر بأجندات ومراهنات وسياسات مختلفة، وهذه العوامل تؤدي إلى فشل الثورة كون المعارضة لا تمثل إرادة الجماهير.
كان التخوف من نجاح الثورة يُقلِق الأنظمة الشمولية القريبة والبعيدة، لهذا سارعت إلى معاداتها والتحرك لإيقاف مسيرتها، وكأن نجاح هذه الثورة يشكل تهديداً لها، وقد تصبح كأحجار (الدومينو) تقتلع تلك الأنظمة من جذورها، ومن جهة أخرى سقط القناع عن وجه المجتمع الدولي وهيئاته الدولية الحقوقية منها والقانونية.
هذه هي سياسات الأنظمة الحداثوية تتابع وتراقب حلفائها من الأنظمة القوموية، وحين تتأكد الأنظمة القمعية من انتصار الشعوب على سلطاتهم تعمد إلى لملمة صفوفها وتعيد ترتيب أوراقها الصفراء كي تنال من عزيمة انتصار هذه الشعوب.
هذا حال الأنظمة المجاورة لسوريا بدعم من الأنظمة الدولية التي تبحث دائماً عن ذرائع للدخول في نزال كسر إرادة الشعوب، ولأن مصالح هذه الدول لا تسمح لها أن تستقر سوريا سياسياً واجتماعياً عمدت إلى تحول الحراك السياسي السلمي إلى صراع عسكري مسلح بين النظام والفصائل المرتبطة بتلك الدول، وباتت سوريا ملعباً تتنافس فيه عشرات الدول بأجنداتها من خلال عسكرة كل من له أطماع في سوريا.
من هذا التباين في السياسات الإقليمية والدولية تحولت سوريا من ثورة سلمية إلى ساحات صراع مسلح، وتجاهل الكل بأن هذه الثورة كانت تهدف إلى إصلاح نظام الحكم، لكن التطورات المتسارعة جعلت الثورة تعيش أزمة بحروبها الأهلية وحروب خارجية، وكي نكون معتدلين في رؤيتنا بطرح هذه الأسباب لا بد أن نقرأ المشهد من الداخل أولاً، فالمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري مسؤولة عن أخفاق الثورة والأسباب غير مبهمة لكل متابع.
التشرذم والانقسام وعدم التجانس وعدم الاتفاق على أهداف أو مشروع وطني أفقد الثورة التأييد الجماهيري الواسع، والأهم من هذا عدم ظهور شخصية قيادية وطنية تمثل كل الطيف السوري، وأصبحت الانتماءات  لمنصات متعددة لدول إقليمية ودولية هي السائدة، من هنا كان ثمة خلاف واختلاف صارخ بين مواقف الدول التي ادّعت تأييدها للثورة والدول التي وقفت إلى جانب النظام والطبقة الحاكمة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle