بعشقها للسلام انتصرت

بيريفان خليل –

خصص يوم واحد من السنة كيوم سلام عالمي حيث يحتفل العالم أجمع به، وتردد الهتافات وتتعالى الأصوات من أجل أن يعم السلام أرجاء العالم!.

في مقالي هذا أود التحدُّث بشكل خاص عن السلام في سوريا، هذا البلد الذي عانى الكثير في السنوات السبع الأخيرة، حيث عمت الحرب أرجاءَها، وغاب عنها السلام نتيجة تفاقم الأزمة، وانتشار العنف. فسوريا المنادية بالسلام؛ أصبحت كلقمة يود الجميع أكلها، وفي سبيل الحصول عليها يسعى كلُّ طرف على حِدة لتحقيق ذلك ببث الاضطرابات وهدر دماء هذا الشعب من أطفال ونساء وشيوخ دون تفرقة.

كما ذكرت آنفا سادت الحرب عموم سوريا، لذا عمل أبناء الشعب السوري وبخاصة في الشمال السوري على المضي نحو الخلاص من الأزمة والسير نحو السلام الذي بات مفقوداً منذ عدة سنوات.

ولأنَّ المرأة بفطرتها تحبُّ السلام، جهدت كثيراً في سبيل تحقيق السلام لها ولشعبها، فناضلت وقاومت وتحملت الصعاب من أجل هذا الهدف، ونظمت نفسها من جميع النواحي وتقدمت حتى باتت تشارك في أخذ القرار بشأن بلدها، وقد حققت هذا بإصرارها، وصارت تعقد الاجتماعات وتقوم بمناقشة الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة ووضع الحلول لها.

وانخرطت في الأحزاب السياسية كحزب سوريا المستقبل وغيره، وكذلك تم تشكيل مجلس المرأة السورية الذي كان خطوة ناجحة لها للدخول في مراكز اتخاذ القرار.

وفي عفرين الصامدة أثبتت المرأة بمقاومتها ونضالها ووقوفها في وجه أردوغان ومرتزقته، أنها عاشقة السلام لأنها صمدت في عفرين ولم تترك أرض الزيتون، فلم ترهبها وحشية أردوغان وأعوانه، إنما بقيت صامدة كصمود شجرة الزيتون متشبثة بالأرض؛ من هنا بحثت عن طرق السلام وواجهت من يخلق الفوضى وينشب الحرب، فكانت مواجهتها لمرتزقة داعش متمثلة بوحدات حماية المرأة وصمودها، خير دليل على أن المرأة كانت في مقدمة من يودون السلام ويسعون لتحقيقه. واستشهدت الكثيرات في سبيل ألا ترضخ لمحبي الحرب والفوضى وعلى رأسهم المرتزق أردوغان.

إن مشهد عفرين بالذات دلالة على أن المرأة مسالمة وتحب السلام، ولشدة حبها للسلام نجحت في مسعاها وانتصرت على جميع القوى الظلامية ونشرت السلام في الكثير من المناطق في أرجاء الوطن سوريا، وما زالت تبحث عن السبل المؤدية إليه، إنها المرأة كما عرفناها وكما عرفها التاريخ، فهي رمز السلام والمساواة والديمقراطية.