No Result
View All Result
المشاهدات 0
فوزي سليمان-
أثارَ أنموذج طابع مالي قدمته من بين خمس طوابع وزارة المواصلات مؤخرا ولم يعتمد بعد ، حفيظة وغضب واستنكار دول عدة وعلى رأسها تركيا وايران، ويحمل الطابع صورة رأس البابا مع خلفية خارطة كردستان، ورأت هذه الدول على انه عمل غير مسؤول وبحاجة إلى توضيح عاجل من قبل ادارة البارزاني كما جاء على لسان المسؤولين الاتراك. وفي الجهة المقابلة أثير بنفس الشكل غضب الشارع الكردي ولكن في اتجاهين، الأول هو على الدول الغاصبة لكردستان وموقفها العدائي تجاه أي عمل يشير إلى هذه الخارطة، بداية وقبل كل شيء أن خارطة كردستان هي أرض يعيش فيها ومنذ عشرات الالاف من السنين شعب له لغته الخاصة به وتاريخه حافل بالإنجازات والاختراعات التي ساهمت وبشكل كبير في جعل مسيرة الحضارة تطلق أولى خطواتها منها نحو العالم، وللذين لا يدركون ذلك نذكر، أن كردستان هي الموطن الأم للقمح واول من قام بزراعتها والاستفادة منها، ومن هنا من كردستان كان اكتشاف أول قناة لنقل المياه للري، واختراع اول محراث لشق الأرض للزراعة، ووضع اول نوطة غنائية، وأول ابجدية، واول قانون ينظم حياة البشر، وأولى الديانات، واول مدنية قامت هنا على هذه الخارطة “كردستان”، والعديد من المنجزات التي لا يمكن لاحد نكرانها، فبأي الشرائع يتم إنكار شعب ووطن.
والثاني هو غضب الشارع الكردي على بعض قيادات جنوب كردستان وموقفها المتخاذل عن أبسط الحقوق المشروعة للشعب الكردي، إلى درجة صارت مواقفها في العديد من القضايا محل استنكار واستهجان ويصنع في مخيلة كل كردي المئات لا بل الملايين من علامات الاستفهام والتعجب، ولا يعبر باي شكل من الأشكال عن كينونة نبض الشعب، بل على العكس تماما ومع كل اسف وفي العديد من المواقف يسير في الاتجاه المعاكس، اننا هنا لا نلوم النظام التركي ولا الفارسي وغيرهم من اصحاب نفس المواقف الذين يعيشون كابوس الكرد، لأن هذه هي طباعهم التي لا تتغير، ولكن ككردي من أين لك هذه الطباع …؟! واخيرا نقول يمكن وبكل سهولة تغيير طابع ولكن لا يمكن تغيير الطباع . ورحم الله من قال الطبع غلاب .
No Result
View All Result