No Result
View All Result
المشاهدات 0
أثرت قلة الأمطار هذا العام على الزراعات البعلية في شمال وشرق سوريا؛ بالإضافة إلى حرب المياه التي تمارسها تركيا على المنطقة وذلك بتكرارها حسر المياه عن نهر الفرات.
حذر رئيس اتحاد الفلاحين في الرقة من وقوع كارثة إذا استمرت تركيا بحرب المياه وتكرار حسرها لمياه نهر الفرات، خاصة هذا العام الذي يعتبر عام جفاف بسبب قلة الأمطار الموسمية التي هطلت على المنطقة، وأثرت بشكل كبير جدّاً على الزراعة البعلية.
تحتل الزراعة في الرقة المرتبة الأولى في دعم الاقتصاد، حيث يعمل بها أكثر من 85% من سكان الرقة، خاصة أن نهر الفرات يروي مئات آلاف الهكتارات فيها، والذي أقيمت عليه العديد من المشاريع الزراعية الضخمة، ناهيك عن الـ ثلاثة سدود التي بنيت عليه، وقد ساهمت في ازدهار المنطقة وتغذية سوريا بشكل عام بالطاقة الكهربائية.
وفي كل مرة تلجأ تركيا إلى قطع مياه نهر الفرات وحسرها خلف سدودها، استمراراً لعدوانها الذي أضر بشكل كبير بشعوب المنطقة التي تعيش على حوض الفرات، وتعتمد على الزراعة وتربية المواشي في تأمين قوتها، والتي تراجعت إلى حد كبير خلال الشهرين الماضيين، خاصة مع تراجع الزراعة البعلية وقلة المراعي للمواشي بسبب قلة الأمطار هذا العام، مما ينذر بسنة جفاف لم تشهد المنطقة مثلها منذ سنوات، حيث سيزيد انحسار مياه نهر الفرات وانخفاض منسوبه الذي أثر على الزراعة المروية المشكلة تعقيداً.
رئيس اتحاد الفلاحين في الرقة محمد السالم، وخلال لقاء مع وكالة هاوار، وصف انقطاع مياه نهر الفرات بـ “انعدام الحياة”، حيث يعتبر نهر الفرات شريان الحياة في المنطقة، والذي إذا استمرت تركيا بقطع مياهه ستواجه المنطقة كارثة إنسانية حقيقية، خاصة وأن العالم أجمع يقف صامتًا أمام انتهاك تركيا لكل المواثيق والقوانين الخاصة بتقاسم المياه الدولية.
وحذر محمد السالم من الوضع الاقتصادي الذي سيمر بالمنطقة خلال الفترة المقبلة، بسبب عدم قدرة الفلاحين على زراعة أراضيهم بالمحاصيل الصيفية الاستراتيجية، وخاصة القطن، الذي يحتاج إلى الري بكميات كبيرة ومتواصلة. وأضاف: “إن مياه الفرات وسدوده هي سبب وجودنا في هذه المنطقة، ولولا وجودها لكانت هذه المنطقة صحراوية، واليوم تريد تركيا تجويع شعوب المنطقة وتحويل المنطقة إلى صحراء”.
وتابع: “توجد عشرات الآلاف من الأسر التي تعتمد في معيشتها على نهر الفرات، سواء بالزراعة أو صيد الأسماك أو تربية المواشي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالمنطقة ككل، فنهر الفرات كان عوناً لها في مواجهة الأزمة، واليوم تريد تركيا تجويعها”.
وطالب رئيس اتحاد الفلاحين في الرقة محمد السالم المجتمع الدولي بإخضاع تركيا لقوة القانون واحترام جميع المعاهدات والمواثيق التي تتعلق بتقاسم المياه الدولية، مشددًا على أن قطع مياه نهر الفرات هو استهداف لشعوب المنطقة بالمقام الأول.
يذكر أن انخفاض منسوب مياه نهر الفرات أثر على جميع نواحي الحياة، فعدا تأثر الزراعة والثروة الحيوانية إلى حد كبير، تشهد المنطقة حاليّاً أزمة كهربائية، نتيجة توقف مجموعات التوليد الكهرومائية في سد الفرات التي تغذي سوريا بشكل عام بالكهرباء، مما أجبر مديرية الكهرباء في الطبقة على إيقاف مجموعات التوليد، وقطع الكهرباء حوالي 12 ساعة يوميّاً، حفاظاً على منسوب البحيرة التي يحتجزها السد، والتي تؤثر إلى حد كبير على بنية السد إذا انخفض المنسوب أكثر من ذلك.
No Result
View All Result