الأكاديميات في شمال وشرق سوريا المرشد الأعلى للمجتمع

روناهي/ الدرباسية ـ

تعد أكاديميات المجتمع الديمقراطي التي افتتحت عام 2013 في مناطق شمال وشرق سوريا, من أهم الوسائل التي تساعد على إيصال ونشر الفكر الذي تقوم على أساسه ثورة شمال وشرق سوريا، وهو فكر الأمة الديمقراطية.

ترافقت ثورة شمال وشرق سوريا مع نهضة فكرية وتوعوية عالية المستوى, وذلك لتعريف الشعب بأهداف ومبادئ هذه الثورة، وفي سبيل إدراك هذه الغاية تم افتتاح العديد من مراكز التدريب الفكري مثل المعاهد والأكاديميات.

تتألف الأكاديميات من سلسلة مراكز افتتحت تباعاً في المنطقة, حيث افتتح أول مركز لأكاديمية المجتمع الديمقراطي في بلدة رميلان باسم مركز نوري ديرسمي, ومن ثم أخذت تتوسع حتى بلغ عددها 21 أكاديمية شملت جميع بلدات ونواحي شمال وشرق سوريا.

تطوير أساليب الأهالي

وفي ناحية الدرباسية افتتح مركز تابع لأكاديميات المجتمع الديمقراطي, والذي يُعنى بتدريب أبناء المجتمع بكافة فئاته وخاصة الشباب الذين لم ينخرطوا بعد في ميادين العمل, إضافة إلى من استطاع أن يؤمن عمله, وذلك لتطوير أساليب عملهم بوسائل متطورة, فضلاً عن إقامة دورات لمسؤولي وأعضاء الكومينات التابعة لمدينة الدرباسية، وذلك من أجل تنمية مجتمع ديمقراطي قادر على الاعتماد على ذاته.

وللاطلاع عن قرب على واقع عمل هذه الأكاديمية التقينا بـ كيفارا شيخ نور, عضو لجنة التدريب في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في الدرباسية, الذي قال: “نقوم بإعطاء دورات مختلفة في نوعها وتوقيتها, فبعضها يتم بشكل مغلق ضمن الأكاديمية ومدتها حوالي الشهر. بالإضافة إلى الدورات التي تُقام في قرى الدرباسية والتي تكون مفتوحة ومدتها من أسبوع إلى عشرة أيام”.

 وعن مضمون هذه الدورات أشار نور إلى أنها ترشد الشعب إلى كيفية إدارة نفسه بنفسه بشكل ديمقراطي, كما تستند هذه الدورات بشكل رئيسي على مبدأ الأمة الديمقراطية, أي المساواة بين جميع أفراد المجتمع الموجود في شمال وشرق سوريا. والدورات التي تُعطى هي دورات مختلطة ما بين ذكور وإناث, ولكن بين حين وآخر تُنظم دورات مختصة بالمرأة, بالإضافة إلى الدورات المخصصة للشعوب الأخرى, حيث تكون هذه الدورات باللغة العربية, ولكن مضمونها لا يختلف عن مضمون الدروس التي تُعطى باللغة الكردية, وهذه الدورات تكون في القرى العربية.

كيفارا شيخ نور اختتم حديثه بالتأكيد على أن أكاديميات المجتمع الديمقراطي هي أكاديميات معنية بجميع شعوب شمال وشرق سوريا, وغير موجهة لفئة معينة أو لشعب معين دون شعوب المنطقة الأخرى.

التوعية الركيزة الأساسية

كما التقينا مع شيلان حسن، إحدى الفتيات اللواتي خضعن لدورة تدريب مغلقة خاصة بالمرأة، وقالت لنا: “دورتنا استمرت لمدة شهر، تعلمنا من خلالها أسس تنظيم المجتمع، وكيفية المساواة بين الرجل والمرأة في كافة ميادين الحياة، كما أننا أصبحنا على دراية كاملة بمبدأ الأمة الديمقراطية، وهو مبدأ القائد عبد الله أوجلان، الذي يسعى من خلاله إلى تحرير الشعوب المستعبدة، كما يسعى إلى تحرير المرأة من الظلم الممارس بحقها على يد المجتمع الذكوري منذ عقود خلت”. وتابعت شيلان: “لكي نستطيع بناء مجتمع حر وديمقراطي، لا بد لنا أن نسعى بداية إلى توعية أبناء هذا المجتمع، كما أننا لا نستطيع الوصول إلى مجتمع واعٍ بما فيه الكفاية، ما لم تكن المرأة في هذا المجتمع صاحبة إرادة حرة بحيث تستطيع المشاركة في إدارة هذا المجتمع”.

شيلان حسن اختتمت حديثها بدعوة النساء إلى الانخراط في مثل هذه الدورات، لكي تستطيع المرأة الحفاظ على المكتسبات التي حققتها في ظل ثورة شمال وشرق سوريا والتي عُرفت أساساً بثورة المرأة.