سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تتريك سوريا وتقسيمها

بهاء العوام (كاتب)-

تعمل أنقرة ليل نهار على تحويل المناطق التي تحتلها شمال سوريا إلى ولايات تركية، لا يتعلق الأمر فقط بحشد الجنود والآليات والأسلحة في تلك المناطق، وإنما بفرض الهيمنة التركية على السكان في اللغة والتجارة والشرطة والمدارس والجامعات والمؤسسات هناك.
مرسوم رجب طيب أردوغان القاضي بافتتاح كلية للطب ومعهد عالٍ للعلوم الصحية في بلدة الراعي بريف حلب يؤكد ذلك صراحة، وهو ليس أول خطوة لتتريك التعليم العالي في مناطق السيطرة “التركية”، لقد سبق ذلك مرسوم لافتتاح ثلاث كليات تابعة لجامعة غازي عنتاب في تشرين الأول عام 2019؛ كلية للعلوم الإسلامية في أعزاز، وثانية للتربية في عفرين، وثالثة للاقتصاد وإدارة الأعمال في الباب.
بين المرسومين وقبلهما كان التتريك على قدم وساق وعلى مستويات ابتدائية وإعدادية وثانوية في التعليم، ومع كل خطوة لأنقرة نحو إنتاج أجيال ممن يتعلمون ويعملون بلغة الاحتلال، كان الجيش التركي والأجهزة الأمنية التركية يتعاونان لتغيير الواقع الديمغرافي في تلك المناطق التي يحتلها “أردوغان” شمال وشرق سوريا، إما بإقصاء وطرد الشعب الكردي من مناطقه، وإما بتجنيس السكان العرب لتحويلهم إلى تركمان يدينون بالولاء لأردوغان.
واقع الحال يقول إن سكان المناطق التي يسيطر عليها الجيش التركي شمالاً مجبرون على التعامل مع الدولة التركية، إلا أن السوريين في المناطق التي يسيطر عليها الأتراك يعيشون فوق أرض الوطن ومعظمهم من السكان الأصليين، وحتى النازحون لا يشعرون بتغريبة اللاجئ في دول الجوار أو أي مكان حول العالم.
هذه الحقيقة لن تغير من طبيعة الدور التركي كمحتل ولا تبرر لهيئات ما يسمى “المعارضة السورية” قبول الوصاية التركية على قرارها بأي شكل من الأشكال، كما أنها لا تقدم مبرراً للجماعات المسلحة للقتال تحت العلم التركي على سبيل الارتزاق داخل الحدود أو خارجها.
إن ما يسمى الائتلاف السوري تديره وتحركه المخابرات التركية وينفذ أجندة أنقرة الخارجية في الأزمة السورية لتحقيق مصالحها فقط، كما أن رئيس “الحكومة السورية المؤقتة” يتحدث التركية بطلاقة ويحلم بالعودة إلى أحضان “الإمبراطورية التركية” سيئة الصيت، كذلك لا يجرؤ فصيل ممن يطلق عليهم “فصائل المعارضة المسلحة” على رفض أوامر “الباب العالي” بإرسال المرتزقة للقتال في ليبيا أو التدخل في النزاع بإقليم ناغورنو كاراباخ أو غيرها من مناطق العالم.
على الرغم من ذلك لا تكفي رغبة عملاء أنقرة في سوريا لتحويل مناطق الشمال وشمال شرق سوريا إلى ولايات تركية، حتى ولو أرادوا ذلك بالقوة، ولا يكفي أيضاً افتتاح أنقرة لجامعات ومعاهد أو تعميمها للغة أو العملة المحلية لبلوغ هذه الغاية، ثمة تفاهمات دولية لا بد أن تكتمل، واتفاقات بين الأطراف المعنية يجب أن تنجز لمنح أنقرة الوصاية الدائمة على هذه المناطق أياً كان الحل النهائي للأزمة السورية.
ثمة سابقة في هذا الأمر وقعت عام 1939 عندما قدمت فرنسا لتركيا لواء إسكندرون السوري كهدية مقابل عدم مشاركتها إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، قد تفيد هذه السابقة في إطار التعرف على التفاهمات التي قد تنشأ بين الدول الكبرى على حساب شعوب مستعمراتها السابقة، خاصة أن السياق الزمني الذي تتحرك فيه الأزمة السورية لا يوحي بأن المعنيين حول العالم يرغبون في إنهائها على المدى القصير، أو بالطريقة التي تضمن وحدة أراضيها كما يدعون في تصريحاتهم الإعلامية.
لقد سمحت واشنطن عدة مرات لأردوغان بالتوغل شمال سوريا خلال السنوات الست الماضية، كان آخرها عملية (نبع السلام) التي شنها الجيش التركي على سري كانيه وكري سبي أدت إلى احتلالها، تلك المناطق التي يعيش فيها الكرد الذين حاربوا الإرهاب وانتصروا عليه، مع أن الأمريكان ودول التحالف تحالفوا معهم في الحرب على الإرهاب، ولكن ذلك لم يمنع الدولة العضو في حلف الناتو من احتلال مزيد من المناطق السورية بذريعة صون الأمن القومي ومحاربة حزب العمال الكردستاني.
لم يمنع الروس والأوروبيون أيضاً الاحتلال التركي من التمدد بشمال سوريا، مع انطلاق كل عملية للأتراك هناك كانوا يعبرون عن “قلقهم البالغ”، ثم يمضون لعقد التفاهمات والاتفاقات مع أنقرة وكأن شيئاً لم يكن، وباختصار فإن كل الأطراف الدولية المعنية بالأزمة منحت الأتراك الأمل في التوسع جنوباً، وهي مسؤولة أكثر من عملاء أنقرة في سوريا عن محاولات تحويل مناطق مثل عفرين وأعزاز وإدلب وغيرها إلى ولايات تركية.
في المحصلة محاولة تتريك مناطق الشمال السوري بدأت منذ سنوات طويلة، وكلما امتد أمد الأزمة ازداد احتمال نجاح هذه المحاولة على ضوء الصمت الدولي وصمت المنظمات الدولية المعنية، عامل الزمن هو ما بات يُخشى منه الآن، ومَن يماطل بحل الأزمة من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، يسعى بنفسه لإنجاح المحاولة التركية وتقسيم البلاد ككل، لأن اقتطاع حصة من الأرض السورية حلم يداعب مخيلة الأتراك ورئيسهم أردوغان والإيرانيين على السواء.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle