هل سيُصبِح الفروج وجبة الأعياد فقط؛ وما السبب الكامن وراء ارتفاعه بقامشلو؟

قامشلو/ رؤى النايف ـ

ارتفاع أسعار اللحوم يُثقل كاهل المواطن ويزيد من أعبائه، فالدخل المحدود لا يسمح للأهالي بشراء كل ما تحتاجه العائلة من احتياجات يوميّة؛ والسؤال المطروح؛ هل سيُصبح الفروج وجبة الأعياد فقط!!

أصبح المواطن السوري لا حول ولا قوة له في سوريا دون استثناء أي منطقة أو حتى حي منها؛ بسبب عدم قدرته على شراء كل ما يلزم عائلته نتيجة تذبذب سعر صرف الدولار الأمريكي وانهيار الليرة السوريّة، بالإضافة إلى تحكم بعض التجار بلقمة عيشهم ورفع الأسعار حسب ما تهواه أنفسهم الضعيفة…

“أصبح بمثابة حلم على المائدة” هكذا تصف ربة المنزل حنان خالد، زوجة لرجل عاجز لا مُعيل لها سوى ابنها الذي يعمل عامل مياومة مختلفة الفروج، وتقول “أصبح شراء الفروج حلم لنا”.

سجلت أسعار الفروج في مدينة قامشلو ارتفاعاً جديداً ليصل سعره اليوم إلى 4850 ليرة سورية للكيلو الواحد، وعلى ما يبدو أن هذه المادة قد خرجت كلياً عن قاموس مشتريات المستهلك السوري، الباحث عن منتج رخيص الثمن بسبب قلة المورد، إن كان قياساً بمتطلبات الحياة والأسعار المفروضة أو قياساً بالعملات الصعبة.

 أسباب الارتفاع عديدة

 المعلمة “س.خ” التي تُدرّس في مدارس النظام السوري لا يتجاوز راتبها الشهري الـ 50 ألف ليرة سوريّة، وتعمل بعد انتهاء دوامها بأشغال النسيج داخل منزلها، تصف لنا عجزها عن شراء مادة الفروج وملحقاته منذ ثلاثة أشهر، وتفضل عوضاً عنه شراء مواد غذائية أخرى وتستعين بنكهة الفروج بمكعبات الماجي وإضافتها إلى طبخ عائلتها، كي تتمكن من إطعام أطفالها لمدة يومين بذات التكلفة التي تتكبدها لقاء تحضير وجبة فروج واحدة بحسب وصفها “اقتصاد منزلي”.

ارتفاع سعر الدولار الذي أدى بدوره إلى ارتفاع سعر العلف فأصبح العلف ذو تكاليف باهظة الثمن، حيث يبلغ سعر الطن الواحد من العلف 500 دولار أمريكي، ويحتاج الطير الواحد المستورد إلى أربعة كيلو غرام من العلف ليبلغ وزنه اثنين كيلو غرام، هكذا يصف لنا فراس البشير صاحب شركة فراس للدواجن، وقد اشتكى من الربح القليل بسبب ارتفاع كلفة النقل، و”الخثيان” أي نقص الوزن الذي يفقده الفروج عند ارتفاع درجة الحرارة، وهامش الربح القليل، وأشار إلى أن المصاريف كثيرة “كأجرة العمال وثمن الأكياس واشتراك الكهرباء”.

 مُنافس للفروج الحي حسب قول البعض

 يطالب البشير أن تسمح لهم الإدارة الذاتية، باستيراد “الفروج المجمد” من باشور كردستان، “فالمنافس الوحيد للفروج الحي هو الفروج المجمد بالصواعق”، وأن يتم استيراده ضمن المواصفات القياسية والصحية التي لا تضر بصحة المواطن.

ويؤكد البشير بالقول: “إذا تم استيراد الفروج المجمد وتم وضع خطة عمل لتسويقه ومراقبته من خلال لجان التموين، فإن هذه الطريقة الوحيدة التي تساعد في تخفيض سعر الفروج الحي إلى نصف القيمة، وبذلك يتم التخفيف من الأعباء المعيشية التي يعيشها أهالي شمال وشرق سوريا في الوقت الراهن، ويصبح الفروج بمتناول جميع الأهالي باختلاف مستوياتهم”.

وفي هذا السياق يقول المواطن خليل المحمد إنه يشجع على دخول الفروج المجمد ضمن المواصفات القياسية، “أنا أب لثلاثة أطفال” وأضاف بلهجته العامية “اليوم الي ما في شغل ما في أكل، بلكي المجمد يفرح ولادي بشرط ما يكون فاسد”.

أما المواطن أحمد عيشة الذي يعمل على مركبة نقل صغيرة يشير إلى أنه رغم قلة العمل وصعوبة الأوضاع المعيشية، يرفض دخول الفروج المجمد لأنه يرى بأن هذا المنتج غير صحي بالرغم من شكواه “الفروج من ثلاثة أشهر ما فات بيتي”.

رد المعنيين على هموم المواطن

 وحملت صحيفتنا “روناهي” هموم وشكاوى وطلبات الأهالي وتوجهت إلى مكتب الثروة الحيوانية ووضعت كل ما قاله المواطنون على طاولتهم للإجابة عن تساؤلات الأهالي، وبهذا الخصوص تقول روكن شيخ موسى الرئيسة المشتركة للثروة الحيوانية بإقليم الجزيرة: “لا توجد مفقسة في المنطقة لتفقيس البيض وتأمين الصيصان، وبذلك يتم استيرادها من الخارج، بالإضافة إلى استيراد العلف إما من الداخل أو الخارج، ويكون سعر الصوص ما يقارب 600 ليرة سوريّة، وبذلك يصل الفروج إلى مناطق شمال وشرق سوريا من مصدرين أساسين هما المداجن الموجودة في المنطقة، ومن مناطق الداخل من خلال عملية الاستيراد ويُفرض عليه جمارك؛ لأن المنطقة يتم التعامل معها من حيث الاتجاه السياسي”.

وأضافت روكن بالقول: “في العام الماضي كنا قد قدمنا عدة مشاريع من أجل بناء مفقسة ومعمل علف، لكن لم يأتي الرد عليها حتى الوقت الراهن بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم والإجراءات الوقائية لعدم تفشي الفيروس في مناطق شمال وشرق سوريا بفرض الحظر الكلي والجزئي على المناطق وهذا سبب تأخر العديد من المشاريع المطروحة، إضافة إلى الأوضاع والضغوطات على المنطقة”.

وبخصوص الفروج المجمد تقول روكن: “إن الإدارة الذاتية ترفض دخول الفروج المجمد ولا ترجح دخوله لأنه غير صحي ويحتاج إلى رقابة صحية عالية، وبسبب الجو والعوامل الأخرى قد يسبب أمراض كثيرة”.

واختتمت روكن شيخ موسى الرئيسة المشتركة للثروة الحيوانية بإقليم الجزيرة قولها: “يوجد في مقاطعة قامشلو 55 مدجنة خاصة كانت تغطي احتياجات المنطقة، ولكن التأرجح المستمر لليرة السوريّة والارتفاعات المتتالية لسعر صرف الدولار أغلقت غالبية تلك المداجن”.