مركز الأخبار ـ كشفت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، عن انتهاكات صادمة تتعرض لها العاملات الكينيات في السعودية وصلت لحد العمل القسري والإتجار وتعرضهن لاعتداءات جنسية ولفظية وجسدية، وطالبت المنظمة السلطات السعودية والكينية باتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتهن.
أصدرت منظمة العفو الدولية الاثنين 12 أيار الجاري، تقريراً سلطت فيه الضوء على شهادات أكثر من 70 عاملة منزلية كينية، تحدثن عن ظروف معيشية مروعة، تتراوح بين الاعتداءات الجنسية واللفظية والجسدية ومصادرة جوازات سفرهن وهواتفهن المحمولة، فضلاً عن الامتناع عن دفع الرواتب في كثير من الحالات.
وبحسب ما وثقته المنظمة، تعرّضت النساء، في كثيرٍ من الأحيان، للخداع على أيدي وكلاء الاستقدام والتوظيف بشأن طبيعة عملهنّ، وما إن وصلن إلى السعودية، حتى أُجبرن على العمل في ظروف قاسية جداً، حيث كُنّ يكدحن لأكثر من 16 ساعة، ويُحرمن من الإجازات، ولا يُسمح لهنّ بمغادرة المنزل. كما عانَين ظروفاً معيشية فظيعة ومعاملة غير إنسانية شملت الاعتداء الجنسي واللفظي والبدني. وكان أصحاب العمل عادةً ما يصادرون هواتفهنّ وجوازات سفرهنّ، وأحياناً يحتجزون أجورهنّ.
قال المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في كينيا، إيرونغو هيوتون: “سافرت هؤلاء النساء إلى السعودية بحثاً عن عمل يعينهنّ على إعالة أسرهنّ، ولكنهن تعرّضن بدلاً من ذلك لانتهاكاتٍ لا توصف في منازل أصحاب العمل. تشجع الحكومة الكينية بوضوح على هجرة العمالة، وتدّعي السلطات السعودية أنها أجرت إصلاحات على قوانين حقوق العمال، إلا أن الواقع خلف الأبواب المؤصدة يكشف عن استمرار تعرّض عاملات الخدمة المنزلية لمستوياتٍ صادمة من العنصرية والانتهاكات والاستغلال”.
وكشف التقرير عن بيئة العمل غير الإنسانية تصل إلى مستوى العمل القسري، مشيراً إلى أن متوسط الراتب الشهري يعادل نحو 240 دولاراً أمريكياً، دون احتساب ساعات العمل الإضافية، وهو ما يساوي نحو 50 سنتاً فقط في الساعة.
وقالت المنظمة: “إن العديد من العاملات حرمن من الطعام وأجبرن على النوم في أماكن غير إنسانية مثل خزائن المؤن أو على الأرض”، مضيفةً: “إن إحدى العاملات قالت خلال شهاداتها أنه ليس لديها أي حريات وبمجرد دخولها لأي منزل لا تخرج أبداً “تشعرين وكأنك في سجن””.
وأوضح التقرير، أن عدداً من العاملات تعرضن للاعتداء الجنسي المروع، منها حالة لامرأة قالت إنها تعرضت للاعتداء الجنسي خمس مرات من رجل كانت تعمل لديه.
ولفتت المنظمة في تقريريها إلى العنصرية النظامية في السلوك تجاه الكينين، الذين غالباً ما يناديهم أفراد الأسرة بعبارات مثل “حيوان” أو “قرد”. وحمّل التقرير الحكومة الكينية جزءاً من المسؤولية، مؤكداً أنها تسهل هجرة اليد العاملة رغم علمها بالانتهاكات، بينما تزعم السلطات السعودية، أنها أجرت إصلاحات في نظام العمالة المنزلية، لكن المنظمة تؤكد أن الواقع خلف الأبواب المغلقة لا يزال بعيداً عن تلك الإصلاحات.
والجدير بالذكر، وفقاً لإحصائيات سوق العمل في السعودية، أنه يقدر عدد العمالة المنزلية في السعودية بأكثر من أربعة ملايين عامل، بينهم نحو 150 ألف كيني، ولم تتلقَّ المنظمة أي رد على استفسارات وجهتها إلى الحكومتين السعودية والكينية حول هذه الانتهاكات. فبسبب ارتفاع معدلات البطالة في كينيا، دأب المسؤولون هناك على تشجيع الشباب على البحث عن فرص عمل في دول الخليج بما في ذلك السعودية، والتي تعد واحدة من أهم مصادر التحويلات المالية إلى كينيا.