الحكومة الألمانيّة: سنستمر بالتواصل مع الإدارة الذاتية لإعادة مواطنينا من داعش

إعداد/ رفيق إبراهيم-

ذكرت الحكومة الألمانية أن هناك معلومات لديهم تؤكد وجود 148 امرأة ورجل من الجنسية الألمانية كانوا قد انضموا لداعش في فترات سابقة، يعيشون هؤلاء الآن في ألمانيا، وأشارت أن من هؤلاء ستة فقط لا يشكلون خطراً على الأمن والاستقرار في البلاد.

التعامل مع العائدين تحدي كبير للحكومة

وجاء ذلك للحكومة على استفسار كتلة حزب الخضر في البرلمان الألماني، حيث أوضحت الحكومة بأن 78 شخصاً من الألمان مزدوجي الجنسية والعائدين من سوريا والعراق يعتبرون خطيرين أمنياً، وأضافت الحكومة أن 64 شخصاً من العائدين تصنفهم الشرطة الألمانية في قواعد بياناتها على أنهم أشخاص ذوي صلة مع التنظيمات الإرهابية وهؤلاء من المصنفين الخطيرين أمنياً أيضاً، حيث تتوقع الشرطة بأن دوافعهم السياسية قد تجرهم للقيام بجرائم ضد الأشخاص أو المؤسسات وما إلى ذلك.

وبحسب الحكومة الاتحادية، أن هناك عدد من العائدين هم قيد الاحتجاز بسبب صلاتهم بالسفر إلى سوريا والعراق وعددهم 42، قد يتم الإفراج عن عدد من هؤلاء ويترتب على ذلك مزيداً من المراقبة من قبل الشرطة، خوفاً من عودتهم للعنف والإرهاب مرة أخرى، كما حدث في مدينة درسدن في تشرين أول الماضي.

داعش لا زال يُشكّل خطراً كبيراً

وفي هذا السياق تحدثت خبيرة شؤون السياسة الداخلية بحزب الخضر الألماني إرينه ميهاليك وقالت: إن التعامل مع العائدين من مواقع (داعش) يعد تحدياً كبيراً بالنسبة للقضاء والأجهزة الأمنية، ومن هنا يجب فعل كل شيء من أجل التحقيق بسرعة كبيرة لمعرفة أي من العائدين الـ 78 شخصاً لا يزال مصدر خطر كبير للأمن الداخلي في ألمانيا.

وهناك معلومات لدى الحكومة الاتحادية تؤكد بأن 71 شخصاً ممن يحملون الجنسية الألمانية و30 شخصاً من المسافرين من ألمانيا يشتبه أنهم انضموا لتنظيم إرهابي وهم قيد الاعتقال في شمال وشرق سوريا لدى قوات سوريا الديمقراطية (قـسـد)، أعادت الحكومة الألمانية منهم ثلاث سيدات و12 طفلاً استلمتهم من مناطق شمال وشرق سوريا (مناطق الإدارة الذاتية)، من بين هؤلاء الأطفال سبعة أيتام.

وأوضحت الحكومة الألمانية بأن هذا العدد من الدواعش الألمان متمرسون في العمليات القتالية ولا يزالون يشكلون خطراً كبيراً وبإمكانهم التورط في أعمال عنف وارتكاب جرائم، وهناك عدد من الأشخاص تخلصوا من أفكار داعش وانفصلوا عنها، والحكومة الاتحادية قضت في ثمان قضايا بإعادة أطفال وأمهاتهم فيما تم البت في تسع قضايا أخرى بأنه ليس هناك إلزام للإعادة، وهناك أربع قضايا لم يتم البت فيها حتى الآن، بحسب البيانات التي أصدرتها الحكومة.

واتهمت إرينه ميهاليك الحكومة الاتحادية بالرغبة في السكوت عن مشكلة المؤيدين لداعش الألمان الذين لا يزالوا محتجزين في سوريا والعراق، وانتقدت الحكومة بأنها لا تعمل على تسوية أوضاعهم وهي بذلك تفاقم حجم المشكلة، يتعين على الحكومة التعامل مع تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن على محمل الجد والتي كان حذّر فيها من أن التهديد العالمي من جانب (داعش) سوف يزداد، إذا لم يعيد المجتمع الدولي مواطنيه.

ومن الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الألمانية أعلنت في كانون الأول الماضي أنه يتم العمل لإتاحة إمكانية إعادة أطفال ألمان بصفة خاصة من شمال وشرق سوريا بالتعاون مع الإدارة الذاتية، ولا بد من الإشارة إلى أن هناك الكثير من أنصار (داعش) السابقين والحاليين في مخيم “الهول” للاجئين في سوريا، حيث ارتكب هؤلاء جرائم قتل بحق من يرفضون موالاة داعش.