داوود: فكر القائد أوجلان أسس مفهوم النضال والمقاومة

الحسكة/ آلان محمد ـ

لأكثر من عقدين من الزمن، ولا زال الجّسدُ خَلْفَ القضبان محتجزاً في إيمرالي، وعلى الرغم من ذلك لم تستطع زنازين العزلة أن توقف حرية الفكر والنضال في بناء الحضارة الديمقراطية ومحاربة القوى الإمبريالية والرأسمالية، وعلى رأسها الاحتلال التركي الذي لا يدخر جهداً في محاربة فكر الأمة الديمقراطية.

القائد أوجلان وحّد شعوب المنطقة

مع اقتراب الذكرى الثالثة والعشرين للمؤامرة الدولية التي أدت لاعتقال القائد الأممي (عبد الله أوجلان)، التقت صحيفتنا مع الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة الحسكة فرحان داوود، فتحدث بقوله: “لا زال المحتل التركي يُقدم العروض المغرية والمجزية والتي يحلم أي إنسان بالحصول على جزءٍ يسير منها، ومنها الحرية التي لا تُقدر بثمن والعديد من الامتيازات الخاصة، فقط كي يتخلى عن القضية الأساسية في توحيد الشعوب ونشر الفكر الديمقراطي، ولكنه آثر السجن خلف القضبان والتضحية بحريتهِ، على أن يتنازل عن مبدأهِ في خدمة الشعوب وتوحيدها في إطار الحرية والديمقراطية والتعايش المشترك تحت مظلة أخوّة الشعوب”.

وتابع داوود فقال: “من أهم المنجزات الحقيقية التي حصلت على الطابع المميز كنتيجة لكسر الصورة النمطية للقيود المفروضة على المرأة في مجتمعاتنا، هي تحرر المرأة وانخراطها في كافة مفاصل الحياة سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً، وبالتالي تحدي الذهنية الإخوانية لحزب العدالة والتنمية والأحزاب الإسلاموية الأخرى”.

وأردف داوود وقال: “شهدت الكثير من مناطق النزاع المسلح حول العالم ظهور قادة بارزين غيّروا موازين الحروب، وكرّسوا معنى المقاومة في مواجهة الدول الدخيلة الساعية إلى عبودية الشعوب كالزعيم الجنوب إفريقي (نيلسون مانديلا) والذي كانت حالته مشابهة نسبياً لحالة القائد عبد الله أوجلان، من حيث الاعتقال إنما بمدةٍ أقل والفرق بين مانديلا والقائد عبد الله أوجلان، كان التوسع في الأيدولوجيا، فكان الأول مركزاً على الوضع الداخلي في جنوب إفريقيا وهدفه توحيد العرقين الأبيض والأسود وإنهاء النزاع العنصري بين الطرفين، أما في حالة القائد عبد الله أوجلان، فكانت ولازالت أيدولوجيته تتسم بتوحيد الشعوب المتعددة الأديان والأعراق، وبناء مجتمع حر تحكمه الديمقراطية غير مرهون بالأنظمة الشمولية مصدّراً فكره الفريد لكافة الشعوب المضطهدة أينما وجِدتْ”.

بالنضال والمقاومة سنحقق الهدف

 وأشار داوود بالقول: مع ذكر كافة الشخصيات البارزة في مقاومة الدول الاستعمارية كفيدل كاسترو والمهاتما غاندي وغيرهم، إلا أنَّ المخاوف الحقيقية لتلك الدول كانت كبيرة، فيما يخص القائد عبد الله أوجلان تجلت المقاومة في اعتقاله، بعد أن أدركت تركيا يقيناً بأنًّ القائد عبد الله أوجلان يمثل السد المنيع في مواجهة مشروع (الفوضى الخلاقة) الذي تبنته تلك الدول في منطقة الشرق الأوسط، وتأكدت جازمة أيضاً بأنّ الفكر الحر والذهنية المنفتحة على الحرية، ستقف في وجه الجماعات الراديكالية التي تنتجها هذه الدول لخدمة أجنداتها الخاصة، والدليل على ذلك انزعاج دولة الاحتلال التركي من الانتصارات المبهرة على تلك التنظيمات الإرهابية، ولكن ستبقى للتاريخ كلمتهُ الفصل في تحقيق العدالة وكشف الحقائق الإجرامية لتلك الدول التي تآمرت على القائد الأممي عبد الله أوجلان، ومن خلفهِ شعوباً اكتسبت حريتها بالكفاح والنضال والمقاومة”.

وفي ختام حديثه عاهد الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة الحسكة فرحان داوود القائد عبد الله أوجلان على المُضي قُدماً في مواصلة الكفاح والمقاومة، وبناء المجتمع الحر والديمقراطي على أساس فكر الأمة الديمقراطية وقائدها عبد الله أوجلان.