زهيدة إسحاق: “إخلاء عوائل داعش إبراز لدور مشروع الأمة الديمقراطية”

منبج/ آزاد كردي ـ

أخرجت إدارة مخيم الهول منذ أيام الدفعة التاسعة من مهجري مدن شمال وشرق سوريا إلى مدنهم، بما في ذلك عشرات العوائل من مدينة منبج؛ بهدف إعادة دمجهم في مجتمعاتهم بطابعٍ سلمي.

ويعد إخراج إدارة مخيم الهول العشرات من الأسر السورية من أحد أكبر المخيمات في شمال شرق سوريا، نقطة تحول في طريقة تعامل الإدارة الذاتية مع ملف عوائل داعش أيضاً، حيث يحتجز عشرات الآلاف من النساء والأطفال، والعديد منهم مرتبطون بملف مرتزقة داعش. ويأتي هذا الإخراج ضمن سلسلة قادمة لإخراج جميع المواطنين السوريين البالغ عددهم 25 ألفاً، بينهم 17 ألفاً من الأطفال والنساء في مخيم الهول، مما سيسمح لهم بالمغادرة كجزء من عفوٍ عام من قبل الإدارة الذاتية لتخفيف الضغط على إدارة المخيم والمنطقة معاً. ويعتبر الإفراج عن أسر داعش من مخيم الهول طواعية على عكس عمليات الافراج السابقة، إذ لا يتطلب الأمر اتفاقيات رعاية مع العشائر المحلية التي ينتمي إليها المحتجزون إذ يحتاج الأمر الهوية فقط وفقًا لمركز توثيق البرامج.

قرار بالإفراج عن السوريين

وجاء إخراج إدارة مخيم الهول الدفعة التاسعة من مهجري مدن شمال وشرق سوريا إلى مدنهم، وشملت 64 أسرة من مدينة منبج، وذلك تنفيذًا للقرار الذي أصدرته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في العاشر من تشرين الأول 2020م استناداً إلى الاجتماع المنعقد بتاريخ الخامس من الشهر ذاته، بينها وبين مجلس سوريا الديمقراطية وهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة الداخلية. وأصدرت الإدارة الذاتية القرار رقم 146، القاضي بإخراج العوائل السورية النازحة والمقيمة في مخيم الهول الراغبين بالخروج من المخيم والعودة إلى مناطقهم بعد استكمال الإجراءات اللازمة أصولاً. وبحسب إدارة مخيم الهول؛ فإن الدفعة الجديدة التي حملت رقم  9 خرجت بعد معاينة أوراقها الثبوتية، والتأكد من وجهتها وأنها من أبناء منبج وممن يودون الذهاب إليها. ورافقت قوى الأمن الداخلي الرحلة التي أخرجت من مخيم الهول حتى وصولها إلى وجهتها لحماية الأسر واستلامها من قبل ذويها. وتعمل إدارة المخيم على تسجيل أسماء جديدة للراغبين بالخروج دون الإفصاح عن مدنهم أو تاريخ خروجهم. ولمزيد من التفاصيل، التقت صحيفتنا “روناهي” بالرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية في منبج وريفها؛ “زهيدة إسحاق”.

عملية الاستلام والتسليم ناجحة

بداية وعن سبب إخراج العوائل؛ حدثتنا الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية في منبج وريفها؛ زهيدة إسحاق عن عمل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مشيرة إلى أن التنسيق مع مكتب العلاقات العامة في منبج لاستلام أسر عوائل داعش الذين تيسر إخراجهم من المخيم ضمن القرار الذي أصدرته الإدارة الذاتية. وبناءً عليه عملت لجنة العلاقات الاجتماعية على استلام أسر عوائل داعش.

وأضافت: “إن عملية استلام أسر داعش كانت ناجحة بالفعل ولم تحدث أي خروقات، بل كانت هناك سهولة بالتعامل مع هذه الأسر، وبموجب التنسيق مع إدارة مخيم الهول، فقد استلمنا بتاريخ 26/1/2021م ستين عائلة من أصل أربع وستين؛ تتكون من 216 فرداً وأعيد أربع عائلات بعدد أحد عشر فرداً من قبل الأمن العام إلى دير الزور”.

الإخلاء رغبة في إصلاح ذات البين

واختتمت الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية في منبج وريفها؛ زهيدة إسحاق حديثها بالقول: “ينبغي التوضيح أن من تم إخراجهم من أسر داعش هم أولئك الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، وغرر بهم للانضمام لداعش، وأغلبهم كانوا من النساء والأطفال. ولا بد من التنويه إلى أن احتجاز عوائل داعش ليس بهدف الانتقام أو مصلحة ما، بل لإعادتهم إلى الطريق الصحيح واندماجهم بمجتمعاتهم وإصلاح ذات البين. وفي المحصلة فإن مشروع الأمة الديمقراطية تأسس على شراكة الشعب السوري في رأب النسيج السوري استناداً على العملية الإصلاحية بتلاحمهم وتآخيهم مع بعضهم البعض من أجل بناء الوطن من جديد”.

 الجدير ذكره أن مخيم الهول يقع 40 كم شرق الحسكة، ويؤوي المخيم نحو 65 ألف شخص، حسب إحصاءات الأمم المتحدة، ويضم عوائل مرتزقة داعش من النساء والأطفال بشكل رئيسي، ويتوزعون بين نازحين سوريين وعراقيين، إضافة إلى آلاف من عائلات المرتزقة الأجانب المتحدرين من أكثر من 50 دولة.