127ساعة من الموت

 قامشلو/ لورين داوود ـ

آرون رالستون رجل أمريكي يهوى رياضة تسلق الجبال، عاش لحظات عصيبة خلال 127 ساعة، اضطر خلالها أن ينحت اسمه وتاريخ ميلاده ووفاته وبتر ذراعه فكيف حدث ذلك؟

آرون رالستون مهندس ميكانيكي مجهول الهوية من دنفر ولديه شغف بتسلق الصخور, درس الهندسة الميكانيكية وعمل في إحدى الشركات الأمريكية، وبعد خمس سنوات من العمل قرر أن يترك وظيفته و يتفرغ لرياضته المفضلة وهي تسلق الجبال وأراد أن يصعد أعلى قمة في أمريكا الشمالية.

تسلقه للجبال الجليدية

 في عام 2002 انتقل رالستون إلى آسبن كولورادو ليتسلق الجبال لوقت طويل, كان هدفه تسلق أكبر عدد من الجبال حتى أنه تسلق جبال يبلغ طولها 14000 قدم على الأقل، وفي أحد أيام فصل الشتاء حقق انجازاً كبيراً في تسلق الجبال وفي شباط عام  2003 ذهب رالستون للتسلق مع صديقيه، حتى وقع في انهيارٍ جليدي ودفن حتى رقبته بالثلوج ثم أخرجه صديقه وأخرجوا معاً الصديق الثالث كان الأمر مريعاً, لم يصب أحد بأذى خطير لكن ربما كان من المفترض أن يثير الحادث بعض انتباههم، فقد أُصدر تحذير جليدي شديد في ذلك اليوم قبل تسلق الجبل وكان بإمكانهم إنقاذ أنفسهم من موقف خطير ولكن في حين أن معظم المتسلقين اتخذوا خطوات ليكونوا أكثر حذراً، إلا أن رالستون فعل عكس ذلك.

الاستمرار في ممارسة الخطر

استمر أرون في تسلق واستكشاف التضاريس الخطرة وحيداً, وبعد شهرين فقط من الانهيار الجليدي سافر آرون رالستون في 25 نيسان 2003 إلى جنوب شرق ولاية يوتا لاستكشاف متنزه كانيون لاندز الوطني, كان ينام في شاحنته  وفي الساعة 9:15 من صباح اليوم التالي يوم سبت مشمس جميل ركب دراجته على بعد 15 ميلًا إلى بلو جون كانيون, وهو ممر طوله 11 ميلًا يبلغ عرضه في بعض الأماكن 3 أقدام فقط, أقفل دراجته وسار نحو فتحة الوادي وفي حوالي الساعة 2:45 بعد الظهر بينما كان ينحدر إلى الوادي انزلقت صخرة عملاقة فوقه وسقط رالستون وأصبحت يده اليمنى مثبتة بين جدار الوادي والصخرة التي يبلغ وزنها 800 رطل, مما جعله محاصراً على بعد 100 قدم تحت سطح الصحراء وعلى بعد 20 ميلاً من أقرب طريق مرصوف.

معاناته بعد سقوطه

 لم يخبر رالستون أي شخص عن خططه للتسلق، ولم يكن لديه أي وسيلة للإشارة إلى المساعدة ولم يكن لديه سوى بعض فتات الحلوى وزجاجة ماء حاول دون جدوى أن ينقذ نفسه لكن نفد الماء, طوال الوقت كان يفكر فيه في قطع ذراعه وقام حتى بإجراء العديد من التجارب السطحية لاختبار حدة سكاكينه, استاء آرون رالستون من مصيره واستخدم أدواته لنحت اسمه ويوم ميلاده واليوم الذي هو فيه لأنه يفترض أنه كل يوم سيكون معرض للموت وكان يقول: “كنت اكتب تاريخ اليوم الذي انا فيه لعله يكون تاريخ وفاتي”، واستخدم كاميرته لتصوير فيديو يودع فيه عائلته.

حلم رالستون وانقاذه لنفسه

في تلك الليلة التي صور فيها رالستون فيديو الوداع، كان يتجول داخل وخارج الوعي وكان رالستون يحلم بنفسه مع نصف ذراعه اليمنى فقط يلعب مع طفل, عندما استيقظ اعتقد أن الحلم كان علامة على أنه سوف ينجو, باستخدام عزم الدوران من ذراعه المحاصرين تمكن من كسر الزند وبعد أن تم فصل عظامه قام بتصميم عاصبة من أنابيب زجاجة ماء الخاصة به, بعد ذلك كان قادراً على استخدام سكينة رخيصة طولها 2 بوصة لقطع جلده وعضلاته وزوج من الكماشة لقطع الأوتار لقد ترك الشرايين إلى النهاية، مع العلم أنه بعد قطعها لن يكون لديه الكثير من الوقت, استغرقت العملية ساعة خلالها فقد رالستون 25 بالمائة من دمه، خرج رالستون من فتحة الوادي وتسلق جرفاً منحدراً يبلغ طوله 65 قدماً وتسلق مسافة 6 من أصل 8 أميال إلى سيارته وكل ذلك بينما كان يعاني من الجفاف الشديد وفقد الدم, بعد ستة أميال من السير عثر على عائلة من هولندا كانت تمشي في الوادي أعطوه القليل من الماء وتم إبلاغ السلطات وتم تنبيه مسؤولي كانيون لاندز إلى أن رالستون مفقود، حيث كان رالستون محاصراً في الوادي بعد أربع ساعات من بتر ذراعه، تم إنقاذ رالستون من قبل الأطباء ولو قام رالستون ببتر ذراعه في أي وقت قريب لكان قد نزف حتى الموت لو كان ينتظر لكان قد مات في الوادي.

حياة آرون رالستون بعد البتر

بعد إنقاذ آرون رالستون تم استرداد ذراعه المقطوعة ويده بواسطة حراس الحديقة من أسفل الصخرة, ومن هنا تحولت قصته إلى فيلم سينمائي، وظهر رالستون في البرامج التلفزيونية الصباحية والعروض الخاصة في وقت متأخر من الليل والجولات الصحفية, والآن رالستون هو أب لطفلين ولم تعيقه ذراعه المبتورة من ممارسة حياته الطبيعية.

واقتبست هوليوود قصته لإنتاج فلم المعاناة والرعب الملحمي قصة آرون رالستون، وتلك الأيام الخمسة الفظيعة التي قضاها محتجزاً في أخدود بلو جون في ولاية يوتاه الأمريكية.