قصفٌ جديد يخيم بظلاله القاسية على حياة أهالي تل تمر

الحسكة/ آلان محمد ـ يسبب العدوان التركي على الأرياف المجاورة لناحية تل تمر موجة نزوح جديدة حاملة معها قصص نزوحٍ وآلاماً جديدة تدمي القلوب البريئة للأهالي المدنيين العزل

تستمر دولة الاحتلال التركي بممارسة عدوانها الوحشي على المناطق التابعة للإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا, عبر مرتزقتها وأدواتها من العملاء وتروع الأهالي في الأرياف القريبة من ناحية تل تمر, من خلال القصف العشوائي, وتمطر بعض القرى بوابلٍ من القذائف المدفعية, مما تسبب بموجة تهجيرٍ جديدة, ونزوح العديد من العوائل إلى مدينة الحسكة.

لا زالت سلسلة الانتهاكات التي يقوم بها جيش دولة الاحتلال التركي ومرتزقته مستمرةً دون توقف, والتي باتت تصنف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, ليبلور وحشيتهُ المعروفة من قبل المجتمع الدولي, حيث قام بقصف العديد من القرى والأرياف مستهدفاً المواطنين العزل من الأطفال والنساء والمسنين, غير آبهٍ ببرد الشتاء وقسوتهِ, وفي لقاءٍ أجرته صحيفتنا مع بعضٍ من المهجرين الذين تجمعوا في مجلس مقاطعة الحسكة للمطالبة بمركز إيواء يحميهم من البرد, قالت المهجرة “خطر وزو“: “كنا نائمين فاستيقظنا على أصوات الانفجارات القوية, وأصابتنا حالة من الخوف والرعب, ولم نعد نستطع أن نفكر بأي شيء, هربنا على الفور مع أطفالنا, ونجونا بأعجوبة”.

مع تأكيدها على أن قريتها “الدردارة” التابعة لناحية تل تمر, لا تحوي أي مظاهر عسكرية أو مسلحة, ولكنها لم تستغرب الأمر كثيراً, وفي سياقٍ متصل قالت “خديجة خضر الدهام” من قرية “خربة قراج” بأنَّ قريتها هي الأخرى تعرضت للقصف العشوائي, وقد لجأت إلى مدينة الحسكة مع كامل أهالي قريتها البالغ عددهم أكثر من مئتي عائلة, وتحدثت أيضاً عن طفلتها ذات الأربعة أعوام التي أصابتها حالة هستيرية من الخوف, وكيف رأت أثناء هربها موت المواشي وتناثر الأشلاء, معبرةً عن سخطها من ممارسات جيش الاحتلال التركي وزعيمهِ أردوغان.

 وقد طالب الأهالي من خلال صحيفتنا بتأمين مراكز إيواء لهم, وعدم تركهم بين مطرقة غلاء منازل الإيجار, وسندان البرد القارس, ومن ناحيةٍ أخرى وبمشهدٍ يندى لهُ الجبين, قال الطفل “محمد الدهام” وهو يبكي: “ما ذنبنا نحن الأطفال حتى نترك مدارسنا؟ ولماذا يقصفوننا بهذا السلاح؟” غير مدرك للوحشية الدفينة في روح أردوغان ومرتزقته.

غياب مجلس الأمن والأمم المتحدة

مع اكتمال كافة الأدلةّ والبراهين على وحشية وهمجية دولة الاحتلال التركي, واستخدامهم للمرتزقة في ارتكاب أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل, وقضم مساحات هائلة من الأراضي واحتلالها, وتكرار العدوان بشكلٍ متسلسل, ابتداءً من عفرين مروراً بجرابلس وسري كانيه وكري سبي, وحالياً محاولته البائسة باحتلال عين عيسى,  لم نر من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة, إدانة أو استهجان على أقلِّ تعبير, الأمر الذي ترك وسيترك العديد من إشارات الاستفهام حول مصداقية مجلس الأمن والأمم المتحدة حيال مسؤوليتهم الإنسانية والأخلاقية, تجاه شعوب شمال وشرق سوريا, أم أنّ الشعوب على مختلف مكوناتها وأطيافها وعقائدها, أصبحت سلعاً للصفقات وضحيةً للسياسات الخارجية.