No Result
View All Result
المشاهدات 2
مصطفى عبدو-
أصدر ولي العهد السعودي، بياناً أكد فيه أن “قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ستكون قمة جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار”، وجاء إعلان المصالحة عشية قمة خليجية مرتقبة الثلاثاء في السعودية، وبعد أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين منذ عام 2017 العلاقات مع قطر واتهمتها حينها بدعم مجموعات إسلامية متطرفة بينما نفت الدوحة اتهامها بالإرهاب واعتبرته “محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل”.
كانت تركيا من أهم القوى الإقليمية التي تفاعلت مع أزمة حصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر متأملةً الاستفادة من هذه الأزمة لتحقيق غايات وأهداف لها في بقاء منطقة الخليج منطقة توتر؛ فسارعت تركيا إلى تمتين علاقاتها مع قطر؛ الأمر الذي سبب عدم ارتياح للعديد من الأطراف.
ومن الملاحظ هنا أن الرؤية التركية وحكامها في حزب العدالة والتنمية ترتكز على ضرب استقرار المنطقة عامة بما فيها منطقة الخليج، وخاصة بعد دخول الحرب في سوريا والعراق مراحل جديدة، فحرصت دائماً على الإبقاء على حالة الفوضى كي تستفيد منها، وعملت دوماً على إبقاء الأزمة معلقة لأن نتائج انتصار أيٍّ من أطراف الأزمة وهزيمة الآخر ستكون خسارة لتركيا.
أدركت تركيا أن الانقسام الخليجي يصب في مصلحتها وسياساتها إلا أنها تحتاج في الوقت نفسه للتعاون والتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي في حل أزماتها المتصاعدة، لهذا تعزف أنقرة اليوم على وتر واشنطن وتجاريها قبل انعكاس الأزمة الخليجية عليها بسبب موقفها المساند لقطر، وبسبب تحريضها وتصعيدها الإعلامي وأملاً منها في أن تقوم الدول الخليجية بلعب دورها في إعادة المياه إلى مجاريها بين انقرة وواشنطن.
تجد تركيا اليوم أنها غير مضطرة للاصطفاف الواضح مع قطر وتتسبب في مواجهة إجراءات قد تتضرر بسببها، ومن هذه الإجراءات تلويح الدول المقاطعة لقطر بالورقة الكردية في وجه تركيا، ورفض التعامل معها في الملف السوري خاصة أن الإعلام السعودي ركَّز مؤخراً على إجراء مقابلات إعلامية مع سياسيين كرد كما لوحظ نشاط تيار الغد السوري المدعوم من الإمارات في فتح علاقة مع الكرد .
وبعد تلويح أنور قرقاش بأن الحياد أفضل خيارات أنقرة، ولأن تركيا تجد أن استمرار حوارها مع دول الخليج يخفف من أضرار عملية استعداء تركيا أو التحريض عليها، ولأن تقارب وجهات النظر بين تركيا وقطر تجاه أحداث المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وقضايا التغيير في المنطقة، يُنظر إليه بشكل سلبي من قبل أغلب دول العالم.
ولهذا فهي تسعى للاستفادة من الموقف الخليجي بشكل عام في كافة قضايا المنطقة؛ حيث لا تتعارض معه في عدد من الملفات، كالملف السوري، وتحديداً في مستقبل سوريا، وكذلك الحال في الشأن اليمني وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
No Result
View All Result