المعارضة السورية: إن لم تستحِ فافعل ما شئت

مثنى عبدالكريم-

انتهى المؤتمر الوطني الذي أطلقه مجلس سوريا الديمقراطية والذي جمع أبناء الجزيرة والفرات في فسيفساء رائعة جميلة حملت باقات من عطور وزهور، لتفوح في أرجاء قاعة المؤتمر ببنات أفكار ولتصدح بحقائق ومطالب شعبية وسياسية على مجمل الأصعدة، ذلك المؤتمر الذي بحق يستحق أن يسمى وطنياً، حيث ضم أغلب القوى الوطنية في سوريا وبعضها من الخارج السوري، ولتبدأ بعد انتهاء المؤتمر بروبوغندا الإعلام للمعارضة السوريّة المتآكلة والمنتهية ولتبدأ الأبواق الإعلامية هناك بالهجوم كالعادة على ما تقوم به الإدارة الذاتية الفتية ومجلس سوريا الديمقراطية من إنجازات في مناطق أكثرها تم تدميره بحرب التحالف على الإرهاب وقصف طائرات النظام والروس سابقاً، متناسين إنها إذا قارنت ما تفعله الإدارة ومظلتها السياسية (مسد) بما تفعله المعارضة لخبأت وجهها حياءً  هذا إن بقي لديهم حياء ولجأوا وجلسوا معنا على طاولة حوار مفتوحة ويد للسلام من قبل الإدارة ويد مسد ممدودة ولكن تأبى النفوس الضعيفة لدى البعض من هؤلاء المعارضة المرهونة إلا أن تدس السم في العسل، وإلا أن تصرخ بعويل المفجوع المتألم من هذه الإنجازات.

هي الحالة الطبيعية لهم فقد تعودنا عليهم، ولكن أكثر ما أضحكني وأردت أن أكتب عنه اليوم ما جاء على قناة حلب اليوم التي أصرت أن تكرر تصريحات النظام السوري في تشابه غريب تجاه قسد حيث يتهموننا بالإرهاب ويصرون على أن قسد تقوم بتهجير الأهالي وأنها تمارس ممارسات بشعة !!!

السؤال لهم هل يعتبر تحرير الأرض من دنس الإرهاب إرهاباً؟!

هل تُعتبر حماية ممتلكات الشعب ومقدّراته والحفاظ عليها لا بل والعمل على تطوير المؤسسات ممارسات بشعة؟!

هل لأنهم يقومون بإصلاحات خدمية واسعة وفق الإمكانات المتاحة تسمونها وأبواقكم ممارسات بشعة؟!

هل لأن السوريين في مناطق شمال وشرق سوريا يعيشون سوية متآخين متحابين لا يفرق بينهم دين ولا قومية ولا عرق ولا أثنية تسموننا إرهابيين!!

هل لأن قسد ومسد والإدارة الذاتية هم نموذج من نماذج الحل الصحيح والسليم للأزمة السورية تقولون عنهم ميليشات؟!

هل لأنه في كل مؤتمر ولقاء وحوار واجتماع وتفاهم يؤكدون على وحدة الأراضي السورية ورفضهم للتقسيم يُسمَّون انفصاليين!!!

هل لأنهم لم يحاربوا إلا الإرهاب ومن يعتدي عليهم يُسمَّون ميليشيا؟

ازدواجية المعايير التي تحكمون بها أيها المعارضة المتآكلة البائدة المغسولة بدماء السوريين والمتاجرين بها هي أغرب معايير الازدواجية، هل رأيتم أحد من الإدارة الذاتية أو قوات سوريا الديمقراطية أو مجلس سوريا الديمقراطية يقطن في فنادق فرنسا، أو يرتع في ملاعب ألمانيا ويلعب التنس أو يصرف أموال طائلة ليحدد جنس جنينه على برج دبي؟!

هل رأيتم أحد منهم يأكل ويبذخ دون جدوى وهم اللذين يحاسبون أنفسهم على أبسط أنواع الأخطاء حرصاً على الشعب؟!

بالفعل ينطبق عليكم قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (إن لم تستحِ فافعل ما شئت) ختاماً أقول لكم هناك أخطاء وقد اعترفنا بها ولكننا نقوم بالإصلاح، فماذا فعلتم أنتم رغم أنكم كنتم تسيطرون على مساحة ثلثي سوريا، سأترك الجواب لكم أيها السيدات والسادة القرّاء.