زأوية عيادة روناهي 490 ـ محمد صالح حسين
البهق (vitiligo) مرض شائع يصيب 1%من الناس عامة ويتظاهر ببقع بيضاء ذات حدود واضحة غير منتظمة تصيب المناطق المكشوفة والمغطاة أيضاً ويمكن أن يزول لون الأشعار في المنطقة المصابة، وقد وجد أن الخلايا الميلاني تغيب في المناطق المصابة، والبهق مرض وراثي ينتقل بصفة جسدية سائدة. وهناك الكثير من النظريات التي تفسر ظهور الداء ومنها وجود تغيرات تنكسيه في الأجزاء النهائية للأعصاب المحيطية تنتج عوامل كيميائية تدمر الخلايا الميلانية، وتفسر نظرية المناعة الذاتية ظهور المرض بتشكل أضداد (Antibodies) ضد بعض البروتينات الموجودة على سطح الخلية الميلانية. وتحدد هذه الأضداد باضطراب جيني، ويمكن أن تدمر الخلايا الميلانية بتخريب ذاتي أنزيمي أو لعوز عامل نمو الخلايا الميلانية. ومن الممكن أن تترافق البهق مع أمراض مناعية ذاتية أخرى. وبالنظر للأهمية الاجتماعية للمرض في بلادنا؛ فإن المعرفة الجيدة بالطرائق المتبعة للعلاج ومعرفة الحديث منها يحمل أهمية خاصة.
عند بدء في المعالجة من المهم جداًفي البداية التوجه للمريض أقاربه بالتوضيح أن البهق مشكلة تجميلية فقط وأنه غير معد وغير خطير ومن الممكن علاجه. ولكن؛ العلاج يحتاج للصب والمتابعة خلال فترة قد تكون طويلة.
- المعالجة الكيميائية الضوئية:
تعد هذه الطريقة أفضل السبل لعلاج البهق وتقتضي إعطاء أدوية محسسة ضيائية (من عائلة البسور لينات) قبل التعرض للأشعة فوق البنفسجية بساعتين، ويمكن أن تكون الشمس مصدراً للأشعة فوق البنفسجية تلك أو من خلال أجهزة دقيقة خاصة (أجهزة البوفا) ومن الأدوية المحسسة ضيائياً المستخدمة التري أوكسالين (toxsalen) بجرعة 0،6 ملغ/كغ، وبعد ساعتين من تناول الدواء يعرض المريض نفسه عارياً للشمس الصباحية لمدة خمس دقائق. ويفضل التعرض للشمس الساعة 10-12 قبل الظهر أو ينصح بالتعرض للشمس الساعة الرابعة بعد الظهر عند الاشخاص الذين يعملون في العراء تحت الشمس وذلك خشية زيادة التعرض للشمس مما يؤدي للحروق، ويمكن زيادة فترة التعرض للشمس وفق استجابة المنق البهقية لذلك بالحمامى، بمعنى أن الوصول لحمامى متوسطة يعتبر مطلوباً وكافياً، وتصبح الاستجابة الحمامية واضحة بعد 48 ساعة من التعرض السابق، وفي يوم المعالجة هذا ينصح المريض بعدم التعرض للشمس ما عدا تلك الفترة الموصوفة (خمس دقائق) تجنباً للحروق وكذلك يجب حماية العينين في ذلك اليوم بارتداء نظارات شمسية تمنع نفوذ الأشعة فوق البنفسجية ووصولها للعينين.
وفي حال عدم عودة التصبغ بعد 20-30 جلسة يمكن زيادة جرعة التري أوكسالين حتى 0،9 ملغ/كغ أو يمكن استخدام 8- ميتوكسي بسورالين بجرعة 0،4 -0،6ملغ /كغ مع الأشعة فوق البنفسجية بالطبع، ولكن الدواء الأخير يتطلب رقابة خاصة لأنه أكثر تحسيساً ضيائياً وعموماً تؤدي المعالجة الكيميائية الضوئية لعودة التصبغ عند 70% من الحالات. وتطبق بمعدل 2-3مرات أسبوعياً. وتظهر التصبغات المنشودة على الآفات حول الجريبات الشعرية بشكل نقاط صغيرة ثم تتوسع وتمتد حتى تغطي الآفات. ويتطلب العلاج مدة 9-18 شهراً للوصول للنتيجة المطلوبة بمعنى أن ذلك يتطلب أكثر من 150 -300 جلسة.
