زاوية رؤية 490 ـ بيريفان خليل
لم يعد خافياً على الكثير المأساة التي تعرض لها الشعب الإيزيدي في الكثير من الفرمانات والأخيرة منها شهدت مأساة أكثر بتاريخ 3 آب عام 2014، وهناك تم أسر الكثير من النساء الإيزيديات وسبيهن وبيعهن في أسواق النخاسة، والسبب كان خيانة مرتزقة حزب الديمقراطي الكردستاني أثناء سحب قواتها من شنكال؛ فتعرض الأهالي آنذاك لإبادة جماعية من قتل وتهجير وبيع. وبعد هذا الفرمان سارع الشعب الإيزيدي إلى تنظيم نفسه وتدريب ذاته من الناحية الفكرية والعسكرية ليعتمد على ذاته في الدفاع عن حقه بعد الآن وبخاصة الفئة النسائية، فلا ننكر بأن الكثيرات منهن كن بيد مرتزقة داعش وتم تزويجهن قسراً واغتصبن من مرتزقيهم حتى أن البعض منهم التجأن للانتحار واخترن الموت على ألا يكن ضحايا لدى المرتزقة. وعملت الإيزيدية على تعليم السلاح وتنظيم نفسها ضمن المجالس وشاركت في الحملات من أجل تحرير أخواتها الذين ما زالت البعض منهن سبيات بيد مرتزقة داعش، وحملة تحرير الرقة خير مثال على ذلك، فاليوم الإيزيدية لم تعد أيزيدية الأمس لأنها أصبحت القوة المدافعة عن جنسها وعن شعبها علماً أنها كانت مهمشة في مجتمعها كغيره من المجتمعات. فلونت واقعها بطابع جديد ورسمت لنفسها كيان ووجود تخولها لمواكبة التطور والتقدم التي حققتها المرأة في الشمال السوري. فاليوم عندما نقارن بين صورة المرأة الإيزيدية عندما كبلت بالسلاسل والقيود من قبل مرتزقة داعش وبيعت في الأسواق وبين صورتها اليوم وهي حاملة السلاح ورافعة راية النصر وتحرر أخواتها بنفسها خير برهان على أن أيزيدية اليوم لم تعد أيزيدية الأمس، بل تعالى صوتها؛ صوت الفكر الحر والإرادة الحرة بإثبات ذاتها في جميع الميادين السياسية منها والعسكرية والتنظيمية والعسكرية، فعودتها إلى شنكال وتسيير الأمور هناك كانت خطوة أساسية بتغيير واقعها السابق والبدء من جديد، فأشرقت بذلك شمس الحرية على المرأة الإيزيدية لتحتفل بعيدها اليوم وكلها إصرار على مداومة تقدمها بخطوات أكثر نجاعة، فعندما تلقب امرأة أيزيدية “دوزون توكال” بلقب سيدة أوروبا التشريفي لعام 2018م من قبل مؤسسة “الحركة الأوروبية – ألمانيا”، فإنما لدورها البارز في الدفاع عن قضية شعبها عبر عملها الصحفي، علماً أن دوزون ناشطة إيزيدية ألمانية من أصولٍ كردية تعمل كصحفية وكاتبة ومؤلفة ومراسلة حربية في مجال الدفاع عن المرأة وعن حقوق الإنسان، فهذه الصورة بحد ذاتها شاهدة على أن الإيزيدية استيقظت من سباتها لتدون اليوم تاريخ جديد لنفسها. وهناك الكثيرات مثل دوزون ممن حققن انتصارات كثيرة وناضلن من أجل شعبهن وقضيتهن وقمن بإيصال صوت معاناتهن والظلم التي تعرضن له ضمن الفرمانات كافة والأخيرة خاصة.
فكوني أيتها الإيزيدية صوت الحرية والسلام لوطنك ولشعبك ولتقودي ثورتك كما قادتها المرأة في شمال سوريا، ونصبت لنفسها تذكارات عدة تمجد فيها بطولاتها والأساطير التي حققتها ضمن السنوات الأخيرة وبهذه الطريقة أصبحت مثال المرأة الحرة التي لم تعد تقبل الظلم والعنف على نفسها وعلى شعبها من الآن فصاعداً.
