مركز الأخبار – بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيسها، أصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية، بياناً لها، جاء فيه: نرّحب بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسنا بحماس الدعوة التاريخية “السلام والمجتمع الديمقراطي” التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان”، ودعت إلى تصعيد مستوى النضال لبناء النظام الكونفدرالي الديمقراطي والعمل على تحقيق نهضة المرأة.
أصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، يوم الجمعة، بتاريخ 18- 4-2025، بياناً، بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيسه، جاء فيه: “نحيي الذكرى العشرين لتأسيس منظومة المرأة الكردستانية، هذا النظام النسائي الكونفدرالي الذي يرمز إلى حقبة جديدة في تاريخ نضالنا التحرري النسائي، ونهنئ القائد عبد الله أوجلان الذي جمعنا بالنضال من أجل الحرية وجعلنا مناضلات من أجل فلسفة تحرير المرأة، ونهنئ النساء اللواتي شاركن في مسيرة الحرية ودعمنها بروح “المرأة، الحياة، الحرية” المقاومة، وقد بدأ نضالنا من أجل الكونفدرالية الديمقراطية في 18 نيسان 2005، واستمر حتى يومنا هذا تحت مظلة منظومة المرأة الكردستانية، إننا نستذكر شهيداتنا اللواتي قدّمن تضحيات عظيمة في سبيل هذا النضال، بكل شوق ومحبة وامتنان، ونجدد عهدنا بتتويج الحياة الحرة التي ضحين بحياتهن من أجلها بثورة المرأة”.
وتابع: “منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها القائد عبد الله أوجلان، بناء ثورة كردستان على أساس الحياة الحرة، اعتبر المرأة المحور الأساسي لهذا النضال، وعندما تعثرت الاشتراكية الواقعية لأنها لم تستطع التغلب على ثقافة عبودية المرأة، عرّف قائدنا ثورة كردستان على أنها ثورة المرأة وعمل على ترسيخها في هذا الإطار، حيث أن عسكرة المرأة، ونظرية القطيعة، ومشروع تحوّل الرجل، وأيديولوجية تحرير المرأة، وتحزب المرأة، والطلاق الأبدي، وعلم المرأة والتعايش الحر تشكل العناصر الأساسية لهذا النسج، ففي أرض الآلهة الأم التي نُسجت على شكل الحياة الجماعية، شكلت هذه الزخارف نقوش النظام الكونفدرالي الديمقراطي للمرأة.
وأصبحت منظومة المرأة الكردستانية التي هي عنوان نظامنا الكونفدرالي، مرحلة جديدة خلال النضال التحرري للمرأة المناهض لثقافة الهيمنة الذكورية الممتدة لآلاف السنين، وهذا يعني أن النضال المنظّم تحوّل إلى المستوى المنظم، لأن نظام المرأة القادر على القضاء على الهيمنة الذكورية على المستوى الدولي، يمكن أن يحقق النجاح بقدر ما يكون منظماً، والمعنى الملموس لذلك هو تحقيق الثورة النسائية في سياق بناء المجتمع الديمقراطي، وقد سلّط القائد عبد الله أوجلان الضوء على هدف ثورة المرأة بالقول “إن العملية الديمقراطية الجماعية هي حالة محدثة للتنشئة الاجتماعية الأم – المرأة، وبهذا الأسلوب فقط يمكن للناس أن يصلوا إلى الواقع الاجتماعي”.
وإن بناء المجتمع الديمقراطي الذي تم تطويره تحت قيادة المرأة، هو إعادة إحياء للحقيقة الاجتماعية في الأرض القديمة التي أُريد لها أن تُدفن منذ آلاف السنين من قِبل العقلية الذكورية الحاكمة، وبالتالي، فإن نهضة المرأة التي تعبر عن هذه الحقيقة لا تقتصر على جنس واحد، بل تعني في جوهرها تحرير الحياة الاجتماعية.
ونظراً لأن النضال التحرري للمرأة يتم خوضه بما يتماشى مع أهداف النظام الكونفدرالي الديمقراطي، فإن هذا يدل في الوقت نفسه أيضاً على مستوى عالميته، فقد وصلت حركتنا التحررية النسائية الكردستانية إلى ما وصلت إليه اليوم من هذا المستوى من خلال التغذية على عروق المقاومة النسائية التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين، ومن خلال توجيه هذا الإرث نحو نظام تنظيمي مشترك في شكل النظام الكونفدرالي النسائي الديمقراطي العالمي، فإنها تعيد إرساء الجدلية بين استقلاليتها المتكاملة والكونية، وإذا كانت الصيغة السحرية لـ “المرأة، الحياة، الحرية” قد انتشرت على شكل أمواج في أنحاء العالم، فإن هذه هي تجسيد لهذه الجدلية”.
لنجعل القرن عصر حرية المرأة
وأشار البيان: “يصف القائد عبد الله أوجلان القرن الحادي والعشرين بأنه عصر ثورة المرأة، ورغم كل الهجمات المضادة التي يشنها نظام الهيمنة الذكورية، فإن تفتح الأزهار على الصخور يبشر بقدوم ربيع المرأة، ولكن في هذه الحقبة التاريخية التي نحن فيها الآن، هناك حاجة إلى مستوى أقوى بكثير من التنظيم لتحقيق ثورة المرأة، حيث أن تعزيز ريادة المرأة القائمة على عقلية الحرية والثقافة الديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم، ولا سيما في كردستان هو شرط لا بد منه للمناضلات من أجل الحرية، وسوف نتغلب على الحداثة الرأسمالية ونحول هذا القرن إلى عصر ثورة المرأة من خلال تحقيق بناء مجتمع ديمقراطي بهوية المرأة الحرة القائمة على ثقافة الأم – الإلهية في جميع مجالات الحياة، ولذلك، ندعو النساء إلى التكاتف في إطار النظام الكونفدرالي الديمقراطي ووضع العقد الاجتماعي النسائي قيد التنفيذ، فلنعمل على تنظيم أنفسنا سوية على أساس العلاقات والتحالفات الديمقراطية، ولنوسع رقعة شبكتنا أكثر فأكثر.
دعونا نجيب على سؤال “أي نوع من الحياة؟” من خلال نظامنا البديل المبني من منظور المرأة، وكذلك مقاومتنا في إعادة نسج الحياة بناءً على قيمنا الخاصة ضد ثقافة العنف والعبودية المفروضة علينا نحن النساء، وهذا هو أحد معاني كونفدرالية المرأة: بناء الحياة التي ننشدها، وفي الوقت نفسه هذا هو جوهر الاشتراكية أيضاً، الذي دفعه إلى اتخاذ خطوة جديدة في ظل الظروف المشددة لنظام التعذيب والإبادة والعزلة، ومن هذا المنطلق فإن الهدف الرئيسي لنضالنا هو بناء نظام للعلاقات الاجتماعية وثقافته يرتكز على المساواة والحرية الحقيقيتين”.
النضال الموحد للنساء سيسقط نظام التعذيب والإبادة والعزلة في إمرالي
ونوه البيان إلى: “وإننا نرّحب بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسنا بحماس وإثارة الدعوة التاريخية “السلام والمجتمع الديمقراطي” التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، فهذه الدعوة التي نصفها على أنها مانيفستو العصر، تشكل في الوقت نفسه جوهر نضالنا النسائي، حيث إن بناء الحياة الديمقراطية الجماعية التي نتوق إليها ضد ثقافة العنف الذكورية التي تستهدف حياة النساء والأطفال على الأغلب، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال نضال منظّم بقيادة المرأة، وعلى هذا الأساس؛ فإننا ندعو جميع النساء في العالم ولا سيما في كردستان والشرق الأوسط إلى تبني الدعوة التي أطلقها قائدنا، والانضمام إلى حملة تحقيق حريته الجسدية وتعزيز النضال المشترك، ونقول: إن النضال الموحد للنساء سيسقط نظام التعذيب والإبادة والعزلة في إمرالي”.
ودعت منظومة المرأة الكردستانية في ختام بيانها إلى: “المرأة في هذه الفترة التي نشهد فيها ربيعاً جديداً، حان الوقت لنجعل الأراضي التي استضافت الثورة النسائية الأولى تزدهر بالورود حقاً، وإننا نهنئ الذكرى السنوية العشرين لتأسيس منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بهذا الشعور والإيمان والتصميم على تحقيق ربيع المرأة حتماً، وإيماناً بتزين كردستان بالأزهار والورود التي هي غاية شهيدة نضالنا التحرري النسائي الرفيقة سارة – ساكينة جانسيز، فإننا ندعو جميع النساء إلى زراعة الزهور والأشجار بمناسبة هذا اليوم، وبينما نسير نحو ثورة المرأة من خلال “المرأة، الحياة، الحرية”، لنحوّل القرن الحادي والعشرين إلى عصر حرية المرأة، ولنصعد من مستوى بناء النظام الكونفدرالي الديمقراطي، ولنعمل على تحقيق نهضة المرأة”.