قامشلو/ ملاك علي -على مدار عشر سنوات، احتضن مهرجان “أدب وفن المرأة” الأعمال اليدوية والحرف النسوية، فتحول في عامه العاشر كرنفالاً بمشاركة 12 امرأة حرفية، وإحدى عشرة مجموعة نسوية، وهذه الأعمال أضفت على المهرجان طابعاً مميزاً على مدار ثلاثة أيام.
افتتح مهرجان “أدب وفن المرأة” بدورته العاشرة أبوابه، يوم الخميس بتاريخ 17 نيسان الجاري، ليكون منصّة تعبّر فيها النساء عن أنفسهن من خلال أعمالهن اليدوية والفنية التي تعكس ذوقهن، مهارتهن، وهويتهن، فالمرأة في هذا المهرجان لا تكتفي بعرض منتجات، بل تقدّم خلاصة شغفها وحبها للعمل اليدوي، حيث تظهر موهبتها في أدق التفاصيل، من النسيج والخياطة إلى الحرف اليدوية والتزيين والرسم وصناعة التذكارات. كل قطعة تُعرض تحمل قصة، وكل مشاركة تضيف لمسة جديدة تثري الفعالية، وتمنحها بعداً إنسانياً وفنياً عميقاً.
ويُظهر هذا التنوع الجميل، أن المرأة قادرة على الابتكار المستمر، وأن كل عام يحمل معه وجوهاً جديدة وأعمالاً مختلفة تعكس ثقافات وتجارب متعددة، مما يجعل المهرجان مناسبة سنوية للاحتفاء بإبداع المرأة وقوتها في التعبير من خلال العمل اليدوي.
تنوع الأسلوب وعمق التجربة
ومن المشاركات كانت الفنانة التشكيلية “ناهد الهندي” والتي حضرت من مدينة الرقة إلى قامشلو، للمشاركة في فعاليات مهرجان “أدب وفن المرأة” الدورة العاشرة، حيث قدّمت مجموعة متميزة من الأعمال اليدوية والفن التشكيلي.
تُعد هذه المشاركة استمراراً لمسيرتها الفنية الطويلة، حيث شاركت ناهد في العديد من المهرجانات منذ أكثر من عشرين عاماً، منها مهرجانات في دمشق، واللاذقية، والطبقة، والحسكة.
تميزت مشاركتها هذا العام بتنوع الأعمال اليدوية المعروضة، والتي شملت خامات وأساليب مختلفة مثل: الكروشيه، والأساور اليدوية، والفخاريات، والكمرات، والقطع الخشبية، والأعمال التذكارية المصممة لتناسب مختلف الأذواق، كما تضمنت أعمالاً فنية تشكيلية تعبّر عن رؤيتها الفنية وتنوع أساليبها.
جاءت هذه المشاركة لتؤكد على دور المرأة في التعبير الفني والابتكار، ولتعكس غنى وتنوع التراث اليدوي والفني في المنطقة.
مشاركة ذوي الهمم
ومن المشاركين أيضاً، هناك منظمة “نودم” لذوي الهمم، التي انضمت إلى فعاليات المهرجان من خلال ركن خاص بالأعمال اليدوية والمنتجات الإبداعية التي أنجزها المشاركون من ذوي الهمم ضمن المنظمة.
تنوّعت المعروضات بين زرع الورود والنباتات المتنوعة (كالنباتات العطرية والصباريات)، والتي قام المشاركون بزراعتها والعناية بها خلال ورشات تدريبية أُقيمت مسبقاً في المركز، تأكيداً على أهمية الزراعة كوسيلة للتفريغ النفسي وتحفيز روح الإنجاز.
كما تم عرض منتجات يدوية نفذها المشاركون بأنفسهم، منها أعمال فنية بسيطة، وتحف تعكس قدراتهم ومواهبهم، إلى جانب مشاركة مميزة من إحدى السيدات من ذوي الإعاقة السمعية والنطق، والتي أعدّت حلويات منزلية وقدّمتها ضيافة للحضور، وتُعد هذه المشاركة نموذجاً ملهماً للإبداع والاعتماد على الذات، حيث تعمل أيضاً في صالون نسائي خاص بها.
تأتي هذه المشاركة لتؤكد أهمية دمج ذوي الهمم في الحياة الثقافية والفنية، ومنحهم المساحة للتعبير عن ذواتهم ومهاراتهم من خلال الفن والعمل اليدوي، ضمن بيئة داعمة ومحفّزة.
فرصة مميزة وداعمة للنساء
وكانت هناك مشاركات لأول مرة في المهرجان كمشاركة “لافا محمد سليم علي” في عقدها الثالث من عمرها بدأت رحلتها في عالم الأعمال اليدوية منذ خمسة أشهر، حيث شاركت في مهرجان الأدب والفن للمرأة، مقدمةً أعمالاً يدوية مميزة باستخدام الخرز على القماش وخيط السمك، “لافا” تختار بعناية كل قطعة لتكون فريدة، حيث تستغرق منها ثلاثة أيام لصنع القطعة الصغيرة، بينما القطع الأكبر قد تستغرق سبعة أيام.
تعبّر لافا عن شغفها بهذه المهنة: “الخرز يلفتني جداً، وعندما أراه، أشعر بشيء جميل يشدني إليه، وأنا أحب هذه الأعمال اليدوية كثيراً”.
وتُعد هذه المشاركة هي الأولى لها في المهرجان، وقد قامت بعرض قطعها التي تصل أسعارها إلى 400 ألف ليرة للقطعة الواحدة، تعبيراً عن إبداعها وحبها لهذا الفن.
وفي حديثها عن المعرض، ترى لافا أن هذه الفكرة رائعة ومميزة، حيث تتيح للمشاركين فرصة عرض مواهبهم الخفية التي قد تكون كامنة في منازلهم، مؤكدةً أن مثل هذه المهرجانات تساعد في إبراز الإبداعات المخفية وتنميتها، وتتيح للمواهب الصغيرة أن تخرج إلى الضوء.
المشاركة في المهرجان فرصة مميزة للنساء للتعبير عن أنفسهن من خلال الفن والحِرف اليدوية، ومناسبة لعرض إبداعاتهن أمام جمهور واسع يُقدّر الجمال والعمل المتقن، بين من راكمت سنوات من الخبرة.