سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الاستعلاء القومي والامتلاء الديني

رامان آزاد –
اللغة الواحدة في سوريا ليست نتاجاً واعياً جمعيّاً قادراً على حلّ مشاكل السوريين المتراكمة، لأنّ اللغة الواحدة هي أساس المشاكل, وهي لغة فُرضت على الجميع في زمن قصير نسبيّاً هو وصول حزب اللون الواحد بقوة إلى الحكم، مهيمناً على كلِّ تفاصيل الحياة, وإذا كان الإلغاءُ والقمع والإقصاء واللون الواحد مبرراً كافياً للثورة ضد الاحتلال العثماني ومن بعده الغربي، فالتحرر الذي يأتي بسلطة اللون الواحد سيكون أشبه باستبدال السجّان، وبقاء السجين البريء خلف القضبان، ولو أعطي المجال للشعب السوريّ, لكان قد وصل إلى تطوير هويته الثقافيّة والإحساس بالانتماء الجمعيّ الإيجابيّ, للجغرافيا واللغة والمستقبل وصاغ هويته الوطنيّة الجامعة التي تمثل التاريخ والحاضر وتعدُّدية الوجود، دون هيمنة واستعلاء.

الواقع السوريّ الثقافيّ لا يختلف عن الواقع الثقافيّ بالعالم العربيّ، فالقوميّات الأقل عدداً (الكرد والأرمن والسريان والآشوريين والبربر والأمازيغ….) ضمن الكيان السياديّ للدولة وباسمها عليها أن تتخلى بنسبٍ ملحوظةٍ عن اعتباراتِ خصوصيّتها (اللغة والثقافة والفلكلور والتراث..) وتتماهى تماماً في الثقافة العربيّة. وبذلك نكونُ نحن أمام حالةِ تثبيتٍ لشعورِ الاستعلاءِ للحدّ الأقصى بالنسبة للتوجّهات القومويّة للسلطة الحاكمة، والنتيجة أنّ كلّ مطلبٍ بإحياء ثقافة أو أيّ لغة ما عدا العربيّة يُعدُّ في خانة الانفصال والتمرد، وبالتالي لازالت المسافة بعيدة للوصول للشراكة السياسيّة، ومن الطبيعيّ أنّ الإقرار باللغة هو حصيلة إقرار بوجود الآخرين، وتؤكّد التجربة التاريخيّة على أنّ الكثير من جذور لغات الأقوام الأخرى لغويّاً وفلسفيّاً, مشتركة, ومتفاعلة إيجابيّاً وليست إلغائيّة، وبالتالي لا مبرر للهواجس المبالغ فيها والاتهام الذي يتجاوز حدَّ التجنّي، ويصل الأمر إلى درجة أن تُعتَبر فيها جرائمُ مثل الأنفال وحلبجة مآثرَ خالدة ويُبرَّر الاحتلال التركيّ لعفرين بحجة الانفصال رغم أنّها كانت ملاذاً لنازحين سوريين.

والشعور الثاني الذي لا يقلُّ خطورة عن الاستعلاء القوميّ هو «الامتلاء» الدينيّ لدرجة التخمة بالنسبة للتوجّهات المذهبيّة، لدرجة لا سعةَ متاحة بعدَها، ويصبحُ معها كلُّ آخر كافراً أو مرتداً أو منافقاً مستوجبَ القصاص منه بدعوى الانتصار للدين وتنقيته والسير على هدي السلف الصالح. والأخطر مطلقاً أن يحوز البعضُ ثنائيّة المرض (الاستعلاء والامتلاء).
العربُ أنفسهم لم تنتهِ صراعاتهم عبر التاريخ، رغم أنّهم يتحدثون اللغة العربيّة ويدينون بالدين نفسه منذ أكثر من أربعة عشر قرناً, ويعيشون الجغرافيا اللغويّة نفسها، ولكنهم لا يتفقون رغم أنّ حوامل الثقافة هي ذاتها، ولا نجد الانتصار للعروبة واللغة ومقوماتها إلا عندما يتعلَّق الأمر بقوميات أخرى تشاركهم الجغرافيا ذاتها، وكأنّها حالات طارئة على التاريخ والجغرافيا.
التشاركيّةُ حقيقةٌ ثابتةٌ في الماضي الإنسانيّ، وهي كامنةٌ في الذاكرةِ الجمعيّةِ لكلِّ هذه القوميّات والأعراق والبيئات الاجتماعيّة والحضارية، إلا أنّ عواملَ الخلافِ تعطّلها وتغذّيها اتجاهاتُ السياسةِ والسلطةِ.
لا براء من الاستعلاء والامتلاء إلا بالديمقراطيّة

ولتجاوز آثار الأزمة السوريّة بعد صدمة الإرهاب، من المهم جداً تعزيزُ الانتماءِ الإيجابيّ الإراديّ والحر والمعاصر, لكلّ القوميات والمكوّنات على أنّها عواملُ تنوعٍ وغنىً, والإقرار بأنّ هويتها الثقافيّة القديمة جزءٌ من الهوية الوطنيّة الإنسانيّة. ووضعُ حدٍّ للانتماء السلبيّ الإراديّ, في ظلِّ توصيفات الأغلبيّة والأقليّة وإنهاءُ وصايةِ البعضِ على الآخر تحت أيّ مسمّىً (قوميّ أو دينيّ) إذ تنطوي على التباين وتشكّل مدخل الاستثمار والتوظيف السياسيّ (الداخليّ والخارجيّ، والاستعماريّ).
مشكلةُ المنطقة ليست في نظرية «صدامِ الحضارات», وفيما سبقه صراعات مذهبيّة وقبليّة وولاء للفكرِ الاستعماريّ والعنصريّ الضيّق البشع وذهنيّة شديدة التطرف والفرديّة فقط، بل المشكلة تكمنُ بين نزعتين: الأولى تتلهف إلى تلقفِ المستورد من توجّهاتٍ دينيّةٍ ومذهبيّةٍ وعرقيّةٍ وقوميّةٍ وكذلك ثقافيّة وفكريّة وحزبيّة, والنظريات الغربيّة, والرهان عليها. والثانية تستبد بها رغبة جامحة للحفاظ على التاريخ مع كلّ تناقضاته ورفضِ تغيير واقع قائم منذ ألف وأربعمائة سنة وإسباغ الكمال عليه.
هي حالةُ العجز عن التصالح مع الحقيقة، فالحملات العربيّة الإسلاميّة انطلقت من الحجاز واستهدفت بلاداً كان يعيش فيها عربٌ في مصر والشام والعراق, وهنا كان المطلوبُ تصفير التاريخِ بالكامل لصالح القادمين على صهواتِ خيولِ «الفتح»، فمثلاً يُطلب إنكار أيّ وجود تاريخيّ في بلاد ما بين النهرين التي كانت مهد حضارة قبل وصول عياض بن غنم وكانت مسكونة قبل ذلك بعشرات القرون، ومصر كانت فرعونيّة وقبطيّة ووثنية، ومن ثم تحوّلت إلى الإسلام. ويستمرّ الخلافُ بسبب عدم التصالح مع الحقيقة التاريخيّة، وبذلك فإنّ الملايين غرباء محتلون وملايين آخرون هم أقباط وفراعنة وهم السكان الأصليون. والأمر نفسه بالنسبة لملايين الكرد في سوريا والعراق، والشركس في الأردن والعلويين والاسماعيليّة وكذلك هو حال السريان والآشوريين والأرمن في سوريا، والبربر والأمازيغ بالمغرب، والأرثوذكس السوريين، والموارنة في لبنان، والمسيحيين جنوب السودان وأريتريا.

ولذلك فلا حلَّ إلا بالتصالح مع التاريخ وقبولِ الواقعِ الديمغرافيّ الحالي على أنّه نتيجة تاريخيّة عبرت القرون وأخذت صورتها الحالية، وإقامة نظامٍ ديمقراطيّ تعدديّ وشراكة سياسيّة حقيقيّة، ووضع حدٍّ للاستعلاء القوميّ والامتلاء الدينيّ، والذي كان السبب المباشر للعدوان التركيّ على عفرين فاستهدف الجغرافيا والتاريخ والتركيبة الديمغرافيّة، وقبل الحديث عن صمت الغرب ودول العالم كان صمت السوريين وأخوة التراب وكثيرٌ من المرتزقة هم واقعاً من السوريين ممتلئون بالولاء المقدّس لأردوغان فيما الولاء لسوريا معتقل في المذهبيّة والمناطقيّة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle