مهرجان ليلون بأعين المثقفين والمشاركين

استطلاع/ شيار كرزيلي –

روناهي/ الشهباء: يستمر الشارع والأوساط الإعلامية في تداول الحديث عن مهرجان ليلون السينمائي الأول، الذي انتهت فعالياته يوم الأحد 27/9/2020م بمخيمات مهجري عفرين بنجاحٍ كبير، وبرغم قلة الإمكانيات والحصار وآلام البعد عن الوطن اعتبر خطوة تاريخية ورسالة تحمل في طياتها الثقافة وتقبل الثقافات وتدعو للسلام

في استطلاع للآراء عن المهرجان في الأوساط الفنية والمشاركين فيه والمتابعين له؛ قامت به صحيفتنا كان على النحو التالي:

أهمية المهرجان

المخرج السينمائي “كامل حرب” من لبنان الذي شارك بفيلم الجبل الأحمر تحدث عن المهرجان قائلاً: ” إن إقامة مهرجان ليلون في وقت يعاني منه العالم من انتشار وباء كورونا إنجاز تُرفع له القبعات، فليس بمقدور أي دولة أن تضع نفسها في هذا التحدي فكيف إن كانت تعاني من ظروف الحرب والتهجير؟”.

وعبّر كامل حرب عن أهمية المهرجان موضحاً أنه دليل أن هذا الشعب محب للثقافة والتنوير، ويسعى لنشره على الرغم من معاناته، فهو شارك بفيلمه “الجبل الأحمر” لأنها تحاكي آلام جبل ليلون كما أن أطفال المخيم الذين شاهدوا الفيلم سيكون عندهم حلم الرجوع وتحقيق أحلامهم.

وحقيقةً فإن مهرجان ليلون هو إضافة نوعية لأي صانع أفلام حقيقي، لأنه قدم له فرصة بأن يكون مشاركاً بفعاليات إنسانية وفنية حقيقية، بعيدة كل البعد عن سياسات الدول وأفكارها المسبقة التي تحكم المهرجانات.

الإنسان هو الذي يعطي القيمة والاسم للمكان

كما تحدث الرئيس المشترك لاتحاد المثقفين عفرين بالشهباء “عصمت حسن” قائلاً: “يعتبر هذا المهرجان فريداً من نوعه لأنه الوحيد الذي أقيم في مخيمات النزوح، والتي أرسلت رسالة فحواها بأن مخيمات النزوح لا تكون عقبةً أمام إرادة المرء وامتلاكه للعلوم والمعارف، فالإنسان هو الذي يرفع من سويته وليس المكان هو الذي يعطي القيمة للإنسان والمجتمعات، فالإنسان هو الذي يجعل من الصحراء غابة والبعض يجعل الحدائق صحارى للأسف. فمهرجان ليلون رغم قلة الإمكانات كان أداة لتبادل الثقافات واحيائهاعلى أرض عاشت ويلات الحرب والدمار فشعب عفرين شعب يحب نشر العلم والحضارة، فالشهباء التي كانت خاوية ومدمرة تبدل حالها بإرادة الإنسان الحر ومقاومته ورفضه للظلم لتصير وجهة للمثقفين والأدباء، لتكون حديث العالم وبوصلة للوكالات والقنوات الإعلامية.

الانتهاكات والحصار لن تكون عائقاً أمام إرادة الشعب

كما التقينا مع عضو منتدى حلب الثقافي “محمد أمين” الذي أوضح أنه بالرغم من قيام الاحتلال التركي بجميع الانتهاكات من تدمير وسرقة وسلب لممتلكات الأهالي، وقيامه بالقتل والخطف وارتكاب المجازر وحملات الإبادة الجماعية في عفرين، وتعرض مقاطعة الشهباء للقصف بشكل دائم، فإقامة المهرجان في هذا الوقت يأتي بمثابة رسالة السلام والثقافة، ويعتبر المهرجان البوابة لتبادل الثقافات، وهو إثبات بأن الثقافة لا تشترط بأن تأخذ من الذين يلبسون الحرير ويجلسون على الأرائك، فالعاموديون اللذين كانوا يقطنون جبل ليلون لم يجلسوا على الأرائك بل كانوا يقيمون على أعمدة صخرية في مفارق طرق جبل ليلون يهدفون لنشر العلم وليس امتلاك الأموال. فعرض 58 فيلم من أصل 2200 كان ملفتاً للنظر وليس بأمر صغير، وتعتبر خطوة لتحرير عفرين.

أفلام روج آفا تُعرف العالم على معاناة الكرد

أما عن مشاركة روج آفا في المهرجان فأكد محمد أمين برغم الإمكانات البسيطة والمعاناة من الحصار والانتهاكات، فمشاركة ثلاثة أفلام على صعيد روج آفا ونيل فيلم “باتجاه الشمس” لجائزة لهي خطوة كبيرة، واعتبرها وسيلة لإيصال وتعريف المجتمعات بالثقافة الكردية، ففي السينما السورية كان المجتمع الكردي مغيباً نهائياً وهذه الخطوة كانت البوابة لتعريف العالم بالشعب الكردي المقيم في سوريا والذي يعاني من الاستبداد والظلم.

كما تحدثت العضوة في حركة الهلال الذهبي “شيرين رشيد” التي كانت من ضمن لجنة التقييم، في قسم قصة وسيناريو الفيلم، فبرأيها العديد من الأفلام لم تنل حظها من الجوائز على الرغم من امتلاكها قصة وإخراج وتمثيل جيد، ومن هذه الأفلام فيلم القلعة وفيلم فوق الركبة وفيلم زيرلي.