رزكار قاسم: “لا يمكن صياغة دستور سوري جديد في ظل تغيب الكرد”

بين رئيس حركة التجدد الكردستاني رزكار قاسم بأن توقيع مذكرة التفاهم بين مجلس سوريا الديمقراطية وحزب الإرادة الشعبية كانت خطوة جيدة، ولا بد من تكثيف العمل بهذا الاتجاه الذي يدخل في إطار الدبلوماسية المحنكة التي تخدم السياسات على المدى القريب والبعيد، وأشار إلى أن المحادثات بين الأطراف الكردية تسير بالاتجاه الصحيح على الرغم من بطئها، وشدد: “على الجميع العمل على إنجاح هذا الحوار وتجاوز المصالح الشخصية والحزبية”.

لا بد من تجاوز المصالح الحزبية والشخصية

جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته معه خبر 24 وعن المحادثات والمفاوضات بين الأطراف الكردية ـ الكردية لحل الخلافات بينهم والوصول إلى اتفاق مشترك، تحدث بالقول: “المحادثات بين الأطراف الكردية المجلس وأحزاب الوحدة الوطنية تسير باتجاهها الصحيح حتى ولو كان بطيئاً. ولكن؛ على الجميع أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم تجاه الشعب الكردي وقضيته المقدسة ودماء الشهداء بالالتجاء إلى التطلع للأهداف الكبيرة متجاوزة المصالح الشخصية والحزبية الضيقة وهنا أخص بالذكر المجلس الوطني.”

وأضاف قاسم بقوله: “أما بالنسبة لبعض النقاط الخلافية فيما بين طرفي الحوار الكردي ـ الكردي فليست هناك مشكلة أو خلاف إلا ويكون له حل، خاصة إذا كان لكل الأطراف إرادة خدمة القضية والشعب وبوجود الإرادة الحرة والفكر الحر اللذان يرفضان التبعية والإملاءات الخارجية بالإمكان تخطي كافة العوائق التي يخلقها أعداء الشعب الكردي لضرب هذه الوحدة الوطنية الكردية المنشودة، وهذا مطلوب من كافة الأطراف خاصةً المجلس الوطني”.

وأكد قاسم: “هناك الكثير من الأعداء يحاربون ويبذلون جهدهم لضرب الحوار الكردي ـ الكردي، الدول والأنظمة التي تحتل كردستان ستبذل كافة جهودها وقوتها لضرب أي حوار يستهدف تحقيق الوحدة الوطنية وعلى رأسهم تركيا وهي ألد عدو للكرد وكردستان، فهي استخدمت ولا زالت وستستخدم كافة أوراقها وأدواتها لذلك وإحدى هذه الأدوات ما يسمى بالائتلاف الوطني المعارض الذي يلعب دوراً خبيثاً وإرتزاقياً لصالح الأتراك. وكون المجلس الوطني يأخذ مكانه في هذا الائتلاف الذي يعادي القضية الكردية عليه أن يواجه مسؤولياته بهذا الصدد، فالمجلس اليوم مدعو لمواجهة مسؤولياته وتحملها تجاه القضية الكردية بمواقف حاسمة في وجه من يحتلون المناطق الكردية، والكف عن إعطاء هؤلاء الشرعية في الأوساط الدولية عندها بالإمكان سحب البساط من تحت الائتلاف وبالتالي فرملة التدخلات التركية وضرب مخططاتها العدوانية”.

اللجنة الدستورية لا تمثل إرادة السوريين

وعن اللجنة الدستورية ومدى فعاليتها قال قاسم: “لا يمكن تقديم أي حلول لعدة أسباب طبعاً وللأسف الشديد هذه اللجنة الدستورية التي شُكلت العام الماضي من150 شخص وبموافقة الأمم المتحدة 50 من النظام و 50 من جزء مما تسمى المعارضة و50 من المنظمات والمؤسسات المدنية باعتقادي لا يمكنهم أن يقدموا الحلول اللازمة والضرورية لحل الأزمة السورية في الوقت الراهن والقريب وذلك لعدة أسباب منها وأهمها:

1ـ اللجنة لا تمثل الإرادة الحقيقية للشعوب السورية بشكلٍ عام.

2ـ المعارضة المشاركة في هذه اللجنة لا يمثلون كافة شرائح المجتمع السوري وهي تمثل جزء وليس الكل.

3ـ هذه المعارضة لا تمثل أجندات ديمقراطية كما النظام وكلاهما يمثلان مصالح خاصة بشريحة وفئة معينة يمكنها أن تلتقي للتقاسم لا لمستقبلٍ لصالح الشعب.

4ـ أضف إلى ذلك بأن هذه اللجنة ومعظمهم يفتقدون الكفاءة وهم يمثلون مصالح وأجندات دولية وإقليمية إلى حد بالإمكان تسمية البعض منهم بالوكلاء والمرتزقة.

5ـ لتصحيح مسار هذه اللجنة وتمثيل كافة الشعوب السورية؛ لا بد من تمثيل الممثلين الشرعيين والقوى الشرعية على الأرض كممثلين الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، عندها بالإمكان الحديث عن شرعية هذه اللجنة رغم اعتراف الأمم المتحدة بها لكنها بشكلها الحالي تفتقد المصداقية والكفاءة والشرعية”.

وتابع قاسم بقوله: “لا يمكن لهذه اللجنة أن تصل إلى نتائج إيجابية لصالح سوريا جديدة دون مشاركة الإدارة الذاتية الديمقراطية ومسد وقوات سوريا الديمقراطية، التي مثلت مجتمعة المعنى الحقيقي للثورة والتي وضعت الأسس الحقيقية والصحيحة لسوريا الجديدة ولسوريا المستقبل، والسبب الأساسي الذي يمنع من صياغة دستور ناجح هو غياب الكرد، وهناك أسباب أخرى منها تتعلق بالنظام ومنها تتعلق بالمعارضة ومنها تتعلق بأجندات دول تحتل كردستان وتلعب دوراً كبيراً ولها اليد الإجرامي في الأزمة السورية. النظام السوري أنكر ولمدة عقودٍ من الزمن وجود الشعب الكردي وقضيته وقد استخدام سياسات عنصرية وإقصائية وهمجية بحق الكُرد ولا زال للأسف، ورغم ما آلت إليه سوريا من وضع كارثي منذ ما يقارب العشرة أعوام بسبب تلك السياسات ولا زال هذا النظام يسير بنفس تلك العقلية الشوفينية العنصرية والديكتاتورية دون الاستفادة من عقودٍ خلت تراكمت من خلالها أسبابٌ أدت إلى انفجار الثورة”.

وأعقب: “أما المعارضة فهي أسوأ من النظام بهذا الخصوص لأنها تمارس العنصرية وهي أداة بخسة بيد دولٍ إقليمية تعادي الشعب الكردي وقضيته أينما كانوا، وعلى وجه الخصوص الاحتلال التركي، فهذه المعارضة لا تمثل بأي شكلٍ من الأشكال مصالح الشعب السوري وأخص بالذكر هنا الائتلاف السوري الذي حولَ الشعب السوري إلى مرتزقة بيد الأتراك، وجلبوا الأتراك لاحتلال بلادهم ولعبهم دور أكبر مرتزقة عرفهم التاريخ في المنطقة، فكل هذه الأسباب تجتمع ويلتقي أصحابها ومصالحهم لمعاداة الكرد وقضيتهم”.

واختتم رئيس حركة التجدد الكردستاني رزكار قاسم حديثه قائلاً: “السبيل الوحيد لتمثيل الكرد لقضيتهم في المحافل الدولية والمؤتمرات التي تخص الأزمة السورية، أقترح عدة نقاط:

1ـ إزالة كافة العوائق التي من شأنها عرقلة مسيرة الوحدة الوطنية التي يجب أن تتم ويتم الإعلان عنها اليوم قبل الغد لصالح القضية والأهداف الأسمى.

2 ـ الالتفاف حول وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية.

3ـ اتباع سياسات دبلوماسية أكثر حنكة تأخذ المصالح العليا للشعب أساساً.