أنقذوا رياضة المرأة!

تقرير/ جوان روناهي –

روناهي / قامشلو ـ تعتبر رياضة المرأة في إقليم الجزيرة نقطة مفصلية في التحول والارتقاء بالواقع الرياضي نحو الأفضل، وبفضل مقاومة المرأة الشابة الرياضية وصل اسم روج آفا للمحافل الدولية على صعيد لعبة التايكواندو، وأقيمت بطولات للعبة كرة القدم للسيدات قبل دول كثيرة في المنطقة، ولكن العبرة ما مدى الاهتمام بهذه الرياضة ودعمها؟ حتى الآن لم نصل للمستوى المطلوب، ورياضة المرأة في خطر حقيقي ولكن هل من يعي ذلك؟.

أن تسافر فتاة وتشارك في بطولات دولية وسط مجتمع مازال يكترث لعادات وتقاليد منها أن الفتاة لا يباح لها الرياضة مثل الشاب فهو إنجاز بحد ذاته، أن تلعب الفتاة اليوم كرة القدم وتشاهدها الجماهير من كلا الجنسين وإقامة بطولات لها أيضاً يعتبر إنجازاً كبيراً.

في إقليم الجزيرة تشارك الفتاة في المحافل الدولية على مستوى لعبة التايكواندو، وجلبت ميداليات ملونة، وهي حاصلة على الشهادات والأحزمة الدولية لهذه اللعبة وأصبحت مدربة وحكمة تشرف على بطولات الإقليم، وفي فريق روج للسيدات المنضوي تحت سقف مدرسة نمور التايكواندو الدولية في الحسكة يكمن هناك فريق مميز ويضع بصمته في كل بطولة يشارك فيها، وتعتبر مدرسة نمور التايكواندو العمود الفقري للعبة والرافدة سنوياً لمئات اللاعبات واللاعبين لهذه اللعبة ومن كلا الجنسين.

في العام 2017 بدأ أول دوري لكرة القدم للسيدات بإقليم الجزيرة وكان عدد الفرق النسائية المشاركة متفاوت من خمسة نوادي إلى أن وصلت لتسعة فرق في العام الماضي، ولكن الآن نتوقع بأن لا يتوجد غير أربع أو خمسة منها فقط، والسبب عدم الاهتمام من الجهات المعنية بشؤون المرأة بشكلٍ عام ولا أقصد هنا فقط هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بل قاما بما في وسعيهما لدعم رياضة المرأة، ولكن اليوم مطلوب من هيئة المرأة وهيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا دعم رياضة المرأة في إقليم الجزيرة وفي مقاطعة كوباني أيضاً بدعم حقيقي مادي ومعنوي، لأن المئات من المواهب النسائية تنتظر الدعم وهي قابلة للتشتت بأية لحظة في حال استمرت حالة اللامبالاة من قبل من ذكروا. 

تستحق الأفضل أدعموها بدون تردد

لا نستطيع أن نخفي بأن تأثير ثورة روج آفا التي انطلقت في العام 2012 في روج آفا ضد النظام السوري، بأن كان لها الدور الأكبر في دخول المرأة في المشهد بقوة لأنها كانت الريادية في هذه الثورة التي تحاول إبعاد الذهنية الذكورية عن المجتمع، والعمل على الحياة التشاركية بين الرجل والمرأة في كافة المجالات، وأن يكون للجميع حقوق متساوية.

في رياضة المرأة وقف الرجل إلى جانب المرأة وكان المدرب لها والسند وهذا الكلام بشهادات اللاعبات أنفسهن في أكثر من مناسبة وعبر صحيفة روناهي لطالما كانت الآراء تشهد بذلك في مشهد جميل يعكس صورة رائعة أن يتشارك الجنسين في الوصول للإنجازات وجلب الألقاب.

ولكن الهيئات والمكاتب والمنظمات المعنية بشؤون المرأة في شمال وشرق سوريا مطلوب منها الآن تقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي لرياضة المرأة، أن كانت على صعيد ألعاب التايكواندو أو كرة القدم أو السلة أو الألعاب الأخرى المفعلة من الجماعية كانت أومن الفردية لأن رياضة المرأة في خطر حقيقي فلا داعم لها وهذا يعني بأنه سوف تتجه نحو الضعف والانحلال، وهذا الأمر سيكون نكسة تاريخية في روج آفا وشمال وشرق سوريا، فعلى الجهات المعنية بشكلٍ عام بالمرأة التحرك على أرض الواقع وترك الشعارات والبيانات الرنانة لأنها لم تعد تفيد المرأة بشيء، بقدر ما ينبغي عليها التحرك بجدية للاهتمام بالمرأة بشكلٍ عام والرياضة بشكلٍ خاص.