كورونا والامتحان الأصعب في مرحلته الثانية

رفيق إبراهيم –

على ما يبدو أن المرحلة الثانية من انتشار وباء كورونا كما تؤكد جميع التقارير الطبية، وأيضاً بيانات منظمة الصحة العالمية التي تصدر بشكل دوري، أن عدد المصابين يزداد في جميع دول العالم، فالمرحلة الأولى من انتشار الجائحة وبعدما قلَّت عدد الإصابات نوعاً ما، وبخاصة في القارة العجوز (أوروبا) أُزيلت بعض القيود والحظر الكلي في معظم الدول الأوروبية التي تأثرت أكثر من غيرها، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يزال أعداد المصابين فيها كبيراً.

وبما أننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا جزء لا يتجزأ من العالم، فمن الطبيعي أن يطالنا هذا الوباء الذي لا يعترف بالحدود، وبخاصة أن الإجراءات التي اتخذت في المرحلة الأولى مع أنها كانت إجراءات بسيطة، لكنها حالت كتدابير أولية في عدم انتشار الوباء في مناطقنا، ولم يصب أي شخص على طول مساحة مناطق الإدارة الذاتية، ومع ذلك كانت مرحلة عصيبة بكل المقاييس.

ومع رفع الحظر وبعد مرور حوالي الشهرين على ذلك بدأ الوباء بالانتشار من جديد في الداخل السوري حيث باتت العاصمة السورية دمشق مركزاً لانتشار كورونا، وبأعداد كبيرة حسب ما يصلنا من معلومات مؤكدة، وأيضاً في الدول المحيطة بشمال وشرق سوريا، ما أدى إلى انتقال الوباء إلى مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تجاوزت الإصابات حدود المئة حالة، مات منهم خمسة حالات، وهناك كل يوم تسجيل لإصابات جديدة. وهذا ما يضع المسؤولين في الإدارة الذاتية أمام مسؤولياتهم الكبيرة، وبخاصة هيئة الصحة والمؤسسات المرتبطة بها بالدرجة الأولى، لأخذ التدابير الاحترازية العاجلة واللازمة للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، وكلنا يعلم بأن الإدارة الذاتية تحارب على عدة جبهات داخلية وخارجية.

فتركيا الدولة المحتلة للأراضي السورية حاولت عدة مرات ضرب مكتسبات شعوبها، والآن تعمل على زرع الفتنة بين شعوب المنطقة وبشتى الوسائل الممكنة، من خلال احتلال المدن في شمال وشرق سوريا، وتقديم المعلومات الاستخباراتية والدعم المالي واللوجيستي للأفراد والمجموعات المرتزقة، للحؤول دون استقرار وأمان المنطقة، وإشعال حرب بين العرب والكرد لتسهيل تدخلاتها واحتلال المزيد من مدن شمال وشرق سوريا.

والاغتيالات التي تحدث بين الفينة والأخرى في الرقة ودير الزور تكون الأصابع التركية فيها واضحة المعالم، ولا نستبعد أن يكون هناك تعاون بينها وبين الحكومة السورية، وبينهم وبين الخلايا النائمة في تلك المناطق وبخاصة أن هناك من اعترف بذلك، وبات استهداف شيوخ ووجهاء العشائر العربية من أولوياتهم، لإلصاق التهمة بقوات سوريا الديمقراطية في محاولة يائسة لإشغال هذه القوات عما هو أهم، وهو محاربة الإرهاب في مرحلته الثانية، وإعادة تحرير المدن المحتلة من شمال وشرق سوريا، عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض).

والآن على الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أخذ الاحتياطات اللازمة التي تساهم في تقليل الأضرار الناجمة عن انتشار كورونا، وفرض الحظر الكلي في كل مكان من مناطقها، وتطبيق التعليمات الصادرة عنها بحذافيرها، والتضييق على مطار قامشلو لأن معظم الإصابات انتقلت إلى مناطقنا عبر هذا المنفذ الخطير، حيث يحاول النظام نشر الوباء في مناطق الإدارة الذاتية لإرضاخها والضغط عليها، وفرض شروطها.