دوري الرجال في الشهباء.. أحداث مؤسفة وعقوبات للمخالفين

تقرير/ شيار عثمان  –

روناهي / الشهباء ـ الأخلاق الرفيعة واحترام الجمهور وقرارات الحكام والفريق المنافس، وتقبل الخسارة، أولى وأهم صفات الرياضي، وعدم افتعال وخلق المشاكل في المباريات، ومن المؤسف ما حدث في دوري الشهباء للرجال وما شهده من أحداث في إحدى المباريات نجم عنها إثر ذلك عقوبات للمخالفين.

عملية ممارسة الشغب الرياضي تأتي عكس ما تهدف إليه الرياضة، وهي عبارة عن أفعال تتنوع ما بين التهجم بالألفاظ أو بالأفعال المشينة للفريق المنافس أو الحكام أو الجماهير، وهي نتيجة لفقدان الوعي الرياضي السليم.

وهنا يأتي دور المؤسسات الرياضية ومدارسها وأنديتها، فحين تؤهل الشخص الرياضي يتوجب عليها تأهيله من الناحية الأخلاقية أكثر من سعيها لتعليمه كيفية تطوير مهاراته الرياضية والارتقاء بمستواه من الناحية التكتيكية والفنية.

ويتوجب على الفنيين والخبراء النفسيين والإداريين في الحصة التدريبية الوقوف على الأخطاء التي يقترفها اللاعب من سلوكيات والتعامل غير السوي مع رفاقه ولاعبي الفرق المنافسة في المباراة، فيتوجب على المعنيين منعهم من المشاركة في المباريات، وتنويههم على سلوكهم وتدريبهم على ثقافة الاعتذار وحثه على الروح الجماعية في الرياضة.

ففي مقاطعة الشهباء وبالتحديد دوري الدرجة الأولى للرجال الذي يقام على أرض ملعب سردم الترابي وفي مباراة الأسبوع الثاني التي جمعت كلاً من فريقي أهلي كفر نايا وبلبل فقد حدثت في المباراة حالات شغب من قبل بعض اللاعبين والإداريين من فريق بلبل، وذلك قبل نهاية اللقاء بلحظات قليلة حيث سجل فريق أهلي كفر نايا هدف التعادل فقام لاعبان من فريق بلبل بالشتم والاعتراض على قرار ونزاهة الحكام والاتحاد الرياضي، وفي الوقت بدل الضائع عاود اللاعب آلان بلال شتم حكم الساحة، وبعد الإشارة من حكم التماس محمد مستو واستدعاء حكم الساحة وإخباره عن ما صدر منه من سوء السلوك، قام حكم الساحة بإعطائه الإنذار الأصفر لكن اللاعب آلان استمر بالتهجم على الحكم وحاول سحب بطاقة الإنذار من يده وشاركه اللاعب مظلوم رشو بالتهجم عليه وضربه وعلى الفور تم إنهاء المباراة.

عقوبات للمخالفين

وبسبب الحادثة اضطر الاتحاد الرياضي بعقد اجتماع طارئ من أجل اتخاذ القرار بحق المتجاوزين، وقد حضر الاجتماع اتحاد كرة القدم والاتحاد الرياضي وهيئة الشباب والرياضة، وبعد الاطلاع على تقارير لجنة التحكيم وحكم الساحة والمراقب وحسب بنود الدوري ومراعاة الأخلاق الرياضية التي يتوجب على الرياضيين التحلي بها، تم معاقبة اللاعبين، وهم: آلان بلال ومظلوم رشو والإداري حميد محمد بإيقافهم عن النشاط الرياضي لمدة عام.

ولمعرفة الموضوع التقينا مع الكابتن زكريا عبدو حكم المباراة والذي تعرض للضرب فتحدث قائلاً: “لقد تعرضت في مباراة بلبلة وأهلي كفر نايا للضرب من قبل اللاعبين المسيئين ونحن كحكام معرضون لإساءات  كهذه من قبل لاعبين لا يتمتعون بالأخلاق الرياضية داخل الملعب، ويتوجب على الاتحاد الرياضي حماية الحكام، كما نطالبهم باتخاذ أشد الإجراءات والعقوبات بالأشخاص الذين يسيئون إلى الرياضة لأن الشخص الرياضي يجب أن يكون نموذجاً يحتذى به في المجتمع”.

وأشار عضو لجنة التحكيم في إقليم عفرين وحكم الدوري السوري الممتاز سابقاً الكابتن رامي مطر: “لا تخلو الصالات والملاعب الرياضية من حدوث إساءات من قبل بعض الأشخاص الذين لا يتحلون بالأخلاق الرياضية، وهنا يأتي دور الفرق والاتحاد في معاقبة هؤلاء عبر توقيفهم عن ممارسة النشاطات الرسمية وحرمانهم من المشاركة في المباريات والبطولات بحسب نوع المخالفة، وأحياناً يتم تحويلهم للقضاء.

ونحن كلجنة التحكيم عملنا يعتمد على تطبيق المواد والأحكام والبنود في الساحات الرياضية من أجل ضبط ومنع حدوث المخالفات في المنافسات.

وتابع الكابتن رامي مطر حديثه بالقول: “فقبل البدء بدوري الدرجة الأولى للرجال تم استدعاء كل الفرق المشاركة وتم وضع بنود الدوري وقراءته أمامهم، وقد وافق الجميع على هذه البنود، كما تضمنت منها مواد العقوبات التي تتعلق بالمسيئين في ميدان الملعب، ومنها مادة تنص بأن أي إساءة أو اعتداء على لاعب أو حكم أو إداري من قبل لاعب أو إداري يتم حرمان الفاعل من ممارسة النشاط الرياضي، حسب نوع التصرف والتجاوز. وبعد حدوث حادثة الإساءة بحق حكم الساحة في مباراة بلبلة وأهلي كفر نايا تم المطالبة بعقد اجتماع من أجل الوقوف على الأخطاء حيث عقد في مخيم سردم، وجراء دراسة تقارير لجنة التحكيم والنقاش من قبل الحضور، تم إقرار معاقبة كلٍّ من مظلوم رشو وآلان بلال وحميد محمد بإيقافهم عن النشاط الرياضي الرسمي لمدة عام”.

واختتم الكابتن رامي مطر حديثه بأن الغاية من هذه العقوبات هي منع حدوث الإساءات في الملاعب والصالات الرياضية.

كما أكد الرئيس المشترك للاتحاد الرياضي في إقليم عفرين الكابتن نذير كور مستو بأن الاتحاد الرياضي لن يتهاون مع من يقومون بهذه التجاوزات في الملاعب، بل الاتحاد يسعى إلى تحضير جيل رياضي يتحلى بالثقافة والأخلاق الرياضية، وأضاف نذير بأن الغاية من هذه المنافسات هي تطوير الرياضة في المقاطعة ونشر الفكر الرياضي بعيداً عن العنصرية والأنانية.