منتدى رياضي الأول من نوعه .. خطوة رائدة وبحاجة لدعم

تقرير/ جوان محمد –

---

روناهي / قامشلو ـ مبادرة تطوعية أطلقها مجموعة من المدربين في شمال وشرق سوريا والذين قاموا بتشكيل منتدى هو الأول من نوعه باسم ” المدرب العربي” وتهدف إلى تطوير مستوى المدربين وتسعى لتبادل الخبرات مع مدربين من الوطن العربي والعالم.

ولدت الفكرة بسبب معاناة المدربين في مناطقنا سابقاً بسبب تهميشهم من قبل الاتحاد “العربي” السوري والذي كان يولي  الاهتمام لمدربي العاصمة في دمشق وأصحاب الواسطات في المناطق الأخرى. وكان هناك إهمال كبير للمدربين ممن يقطنون في الجزيرة السورية، والدليل أن قلة قليلة منهم حصلوا على شهادات التدريب، ولكنهم غيروا سياستهم بعدما شُكل اتحاد رياضي في إقليم الجزيرة تابع للإدارة الذاتية الديمقراطية، وركزوا على إقامة بعض دورات ومنح شهادات بالجملة.

في شمال وشرق سوريا يتواجد مجموعة كبيرة من المدربين يشرفون فنياً على مختلف الأندية إن كانت تابعة للاتحادات الرياضية للإدارة الذاتية والأندية التي تشارك في الدوري السوري، ولكن هؤلاء المدربون جميعاً يفتقرون للخبرة الكافية في مجال وعلم التدريب الذي يعتبر بحراً كبيراً ويحتاج المدرب فيه الاستمرار في صقل موهبته التدريبية على الدوام.

بهدف لم شمل المدربين والعمل على تطوير واقع التدريب وكرة القدم وكسب الخبرة أكثر تم إنشاء مجموعة منتدى على الواتس آب باسم “المدرب العربي” تضم حوالي ١٠٠ مدرب ومتدرب وإعلامي رياضي من أغلب مدن سوريا بالإضافة إلى المدربين المغتربين خارج الوطن، كما يتميز المنتدى بعضوية مدربين من مصر والأردن والسعودية وفلسطين والعراق ولبنان والمغرب العربي، ومؤخراً تم إنشاء صفحة على الفيس بوك تضم حوالي ٢٠٠٠ متابع وجاري العمل على إنشاء قناة خاصة بالمنتدى على اليوتيوب لطرح المواضيع الرياضية وتطبيق فيديوهات قابلة للنشر بغرض استفادة المدربين منها.

يدير المنتدى عدد من المشرفين من الخبرات التدريبية من الرقة وقامشلو ومنبج ودير الزور ومصر والعراق، بالإضافة إلى وجود مشرف تقني يساعد لجنة الإشراف في ترتيب وتحويل صيغ الملفات وإنشاؤها لتُنشر على المجموعة والصفحة.

الهدف من المنتدى:

1ـ اعتماد الأسس العلمية في التدريب وتنميتها.

2- تطوير المدرب وتقوية شخصيته بشكل عام وفي شمال شرق سوريا بشكل خاص.

3- تبادل الخبرات والثقافات التدريبية بين المدربين.

4- اتباع منهج علمي واتباع الأسس العلمية بالتدريب.

5- مواكبة التطور الحاصل في علم التدريب وإنشاء جيل علمي من المدربين.

6- نشر العلم التدريبي وعدم السماح باحتكاره من قبل أشخاص معينين وإدارات كما كان يحصل في السابق.

7- غرس الأخلاق والروح الرياضية في أجيال المستقبل لمساعدة الاتحادات في التخلص من المشاكل التي تحصل نتيجة سوء أخلاق بعض اللاعبين.

8- الاهتمام الجدي بالفئات العمرية من خلال تنمية المدربين على اعتماد أسس علمية صحيحة لبناء هذه الفئات.

مشاكل وتحديات كبيرة

ولعل كل فكرة وطموح تكون نتاج قصة وواقع أليم في أغلب الأحيان، وهذا حال المدربين الذين هُمشوا طوال هذه السنين من قبل الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، ومازالوا يعانون حتى الآن، لذلك أطلقوا منتدى يلم شملهم، وأهم النقاط والتحديات والمعوقات هي:

1ـ الحالة المعيشية الصعبة للكثير من المدربين والوضع المادي المتردي.

2- أغلب المدربين غير مفرغين للتدريب كونهم يقومون بأعمال أخرى ليستطيعوا تأمين معيشتهم.

3- عدم توفر الإنترنت لدى أغلب المدربين في الكثير من الأوقات، بالإضافة لضعف الشبكة ورداءتها.

4- عدم وجود جهة داعمة أو مانحة للمشروع لحد الآن سواء على الصعيد المادي أو على الصعيد المعنوي.

5- عدم وجود دعم معنوي كأقل تقدير من قبل الاتحادات الرياضية في مناطق الإدارة الذاتية.

6- عدم وجود مقر أو ترخيص رسمي لحد الآن.

7- صعوبة التنقل بين المناطق.

8- اعتماد المشرفين على الوسائل البدائية كالجوالات واللابتوب بالرغم من حجم الملفات الضخمة والتي تحتاج لسعات ذاكرة كبيرة لتحميل الملفات والفيديوهات وحفظها.

وعن محتوى هذا المنتدى ومعرفته أكثر تحدث لنا أحد مشرفين على المنتدى ومدرب رجال نادي قنديل سبور الكابتن محمود سليمان والذي قال: “كآلية عمل مبدئية نقوم باستضافة مدربين أكاديميين ونطرح موضوع معين ونعلن عن موعد المحاضرة حيث يقوم المدربون بسؤال المدرب المحاضر كتابياً ويقوم المدرب بالرد عن طريق الصوت وتتم المناقشة بطريقة سلسة وجدية على مجموعة الواتس آب، وبعد انتهاء المحاضرة يقوم فريق الإشراف بتنظيم الملفات وإنشاؤها وتطبيقها مع الأمثلة وإرسال هذه الملفات إلى المدربين بشكل جاهز وأرشفتها”.

ونوه: “قمنا لحد الآن بتنظيم ثلاث محاضرات، الأولى كانت عن أسس التدريب العلمية حاضرها الكابتن علي الحسن وهو مدرب من الرقة ولكنه مغترب في ألمانيا حالياً وحاصل على شهادات تدريبية عليا، والمحاضرة الثانية كانت بعنوان كيفية العودة للنشاط الرياضي بعد جائحة كورونا حاضرها الكابتن محمود شمس مدرب أكاديمي من جمهورية مصر، والمحاضرة الثالثة كانت بعنوان التدريبي الرياضي بين العلم والخبرة حاضرها الدكتور محمد يحيى شتيوي محاضر مخضرم من جمهورية مصر أيضاً. ويتم التواصل مع خبرات دولية لإلقاء محاضرات عن شخصية المدرب والتحكيم والطب الرياضي والتغذية الرياضية بأقرب وقت”.

وأشار أيضاً: “طموحنا لا يتوقف عند حد معين حيث نطمح للوصول للعالمية، والحصول على جهة مانحة وتخصيص مقر ومركز تدريبي وتجهيزات لإعطاء دورات تدريبية بشكل مباشر ومستمر وغايتنا المستقبلية استضافة مدربين عالميين والانتقال من الجانب النظري إلى التطبيق العملي، كما ويتم العمل حالياً للحصول على ترخيص في شمال وشرق سوريا بالإضافة إلى التواصل مع منصات وأكاديميات دولية لنيل الترخيص الدولي”.

وطالب محمود: “على الاتحاد الرياضي تقديم الدعم للمدربين بإقامة ندوات ودورات تدريبية وترقية المدربين أصحاب الكفاءات ومكافأة المدربين المجتهدين وجلب محاضرين متمكنين واتخاذ خطوات مناسبة، ومنها تشكيل رابطة للمدربين لمتابعتهم وإقامة دورات لهم بشكل دوري وحماية حقوقهم والدفاع عنهم، وعقد حلقات بحث عن مواضيع رياضية ودورات تنمية وكيفية التعامل مع الفئات. بالإضافة لفرض بند ضروري على المدربين بأن لا يحق له الترقية في الشهادات وتدريب الرجال إذا لم يكن قد أتم أربع سنوات كأقل تقدير مدرباً للفئات العمرية”.

واختتم المشرف على المنتدى ومدرب رجال نادي قنديل سبور الكابتن محمود سليمان حديثه: “نشكر صحيفة روناهي عين الحقيقة على جهودها في تسليط الأضواء بشكل مستمر على القضايا الهامة ودعم المشاريع الهادفة والبناءة”.

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهذا المنتدى يجب دعمه من كل من يجد نفسه معنياً بذلك، وعلى الرياضيين التكاتف للوصول للأفضل في رياضة شمال وشرق سوريا وسط تضحيات قدمت لا تقدر بثمن في سبيل عيشنا بحياة حرة وكريمة.