مركز تل رفعت… توعية وتثقيف المجتمع

  تقرير/ شيار كرزيلي –

  روناهي/ تل رفعت: تعاني الكثير من الأمم من مشكلة الابتعاد عن الثقافة والعلم فتكون ثغرة لاستغلال تلك الشعوب من قِبل الدول الرأسمالية، والتي تهدف إلى خلق بيئة تُبعِد تلك المجتمعات عن الثقافة كي تهيمن عليها، ومن هذا المنطلق قام نخبة من المدرسين وأصحاب الفكر ومثقفو ناحية تل رفعت التي يقيم فيها أهالي مقاطعة عفرين الذين نزحوا قسراً بسبب انتهاكات الاحتلال التركي بفتح مركزٍ للتثقيف.

بدأ المثقفون بالعمل على فتح مركز للتثقيف والرقي بالمجتمع ومحاربة الدعاية المضادة بعدة وسائل، وهي إعطاء المحاضرات والندوات والنقاش، وعرض المواهب من شعرٍ وإقامة أمسيات شعرية؛ كما يعتبر المركز مقر لقضاء الوقت بالأمور المفيدة مثل الإصغاء للقصص ولعب الشطرنج وفيه جناح للمطالعة ومكتبة. وفي زيارة لرؤية كيفية تحضير مركز العلم وتنوير المجتمع تفاجئنا بإقبال الناس عليه حتى قبل أن يتم افتتاحه رسمياً وبشكلٍ كبير، كما أنهم يتعاونون مع أعضاء المركز على تجهيزه ويقوم المسؤولين عن المركز بإلقاء المحاضرات وعقد اجتماعات مع الأهالي.

والتقينا مع من قاموا بتأسيس المركز ومنهم خليل حبو قائلاً: “من المعلوم أن الثورات هدفها الرقي بالمجتمعات وإعلاء شأنها؛ ومن هذا المنطلق نحن كفئة مثقفة في تل رفعت قمنا بإنشاء هذا المركز لمحاربة الجهل واكتساب المعارف، لأن الجهل يجعل الفرد والمجتمع غير قادر على التمييز بين الخطأ والصواب، وتجعله غير قادر على إطلاق أحكام سليمة وصحيحة، حيث يتم استثمار المجتمعات والسيطرة عليها عن طريق جعل الفرد والمجتمع بعيداً عن العلوم والمعارف”.

أهمية المركز وإمكاناته المحدودة

 وأضاف خليل بأن المركز سيكون بمثابة منهل للعلوم والمعارف كما أنهم يقومون بالتنسيق مع أساتذة ومختصين وخبراء من أجل الارتقاء بمستوى وعي الفرد من الناحية السياسية والثقافية والعلمية، كي يكون على علم ودراية بالأحداث ويمتلك قدرة على تحليل الواقع المعاش والأحداث التاريخية.

وأكد خليل في حديثه: “بعد النقاش مع مجلس ناحية تل رفعت عن أهمية إقامة هذا المشروع قام المجلس بتأمين دار داخل مدينة تل رفعت ليكون مقر لعملنا، وعلى هذا الأساس قمنا وبشكل طوعي بالمباشرة بالعمل على تجهيز المركز وكانت الخطوة الأولى تنظيف المكان وإقامة حديقة صغيرة داخل فناء الدار، كما قمنا بشراء بعض الكتب وتم إحضار مكتبة وبعض الطاولات والمقاعد”

وختم خليل بالقول: “نتوجه بكلمة لأصحاب الأقلام الحرة والفكر النير بالتعاون مع مركزنا وأن يقدموا لنا الدعم المادي والمعنوي كما نطالب الإدارة الذاتية في الجزيرة بأن يقوموا بإرسال الكتب لأننا بحاجة ماسة للكتاب، كي يستفيد منها القرّاء لأن مقاطعة الشهباء لا تمتلك مراكز ومكتبات لبيع الكتب والاستعارة وليس بمقدورنا الشراء، لأننا نعاني من الحصار وما قمنا بشرائه وإخراجه من بين حطام المنازل المدمرة ما هو إلا الشيء القليل”.

كما تحدث المدرس صادق بركات وهو من الأعضاء المؤسسين للمركز قائلاً: “نحن الآن في الفترة التحضيرية وعلى الرغم من إننا لم نفتتح المركز بشكل رسمي إلا إنه هنالك إقبال جيد من قبل الأهالي، وبسبب الإقبال الجيد والدائم قمنا بإلقاء العديد من المحاضرات التي تهتم بالواقع الاجتماعي المعاش وكيفية الاهتمام بالمعارف في ظروف الحرب، كما نقوم بقبول الاقتراحات من الزوار لتكون ضمن أجندة المركز.  كما هنالك زيارات من قبل الطلبة وهذا يظهر اهتمام أهالي الناحية بالمركز”.

وأشار صادق بركات بالقول فقبل أكثر من 1500عام كان العاموديون في عفرين يختارون الطرقات في الجبال والقفار لنشر العلوم والأخلاق والدين النصراني، ونحن أقمنا مركزنا في تل رفعت لإحياء هذه الثقافة فبإرادتنا الحرة سوف ننشر العلم والعمران ونصل إلى مجتمع سليم متآخي يمتلك فكراً حراً ديمقراطياً.

كما التقينا مع الرئيس المشترك لمجلس ناحية تل رفعت محمد حنان الذي تحدث قائلاً: “من المعلوم بأن المجالس المحلية تهتم بالمجتمع وتدعم جميع المشاريع الثقافية والاقتصادية والرياضية والفنية، وتقوم بتقديم العون من أجل إنجاحها، وبعد أن قام مثقفو ناحية تل رفعت بطرح فكرة إقامة مركز لتوعية المجتمع ومطالبتنا بالتعاون معهم وبعد النقاش عن كيفية عملهم رأينا بأنها فكرة جيدة، وتصب لمصلحة المجتمع وعلى هذا الأساس تمت الموافقة، وقمنا بتأمين دار داخل المدينة كي يتم إنشاء المركز، كما سوف نقوم بتقديم المقاعد والطاولات كي يتم تجهيز المركز لاستقبال الزوار”.