جنودنا المجهولين … حكاية الوطن

مثنى عبد الكريم  –

اليوم أيها المتابعين الأعزاء لزاويتنا سنحكي حكاية أبطال وبطلات سهروا لننام وأكلوا على عجالة وهم صيام في هذا الشهر المبارك، عرضوا حياتهم للخطر في وقت كنا جميعنا نلتزم المنازل خوفاً من كورونا، أما هم فكانوا في الشوارع يحرسون ويذودون عن الحمى أنهم قوى الأمن الداخلي الأبطال الذين يستحقون الشكر الجزيل على ما بذلوه لنكون بأمان، فكل كلمات الشكر لن تكفيهم أو تجزلهم شيئاً بسيطاً من عطائهم العظيم، سنحكي اليوم عن جنود مجهولين حاضرين وغائبين يستيقظون كشروق شمس الأمل يقبلون أولادهم ويخرجون ليبدأ نهارهم بوقايتنا وتنظيف الشوارع وتعقيمها قطعوا مسافات طويلة سيراً وهم يحملون أجهزة التعقيم منهم من بدأ يكنس الشوارع ومنهم من قام بجمع الأوساخ وهم يغنون للوطن ويدعون الرحمن أن يحميه أنهم الرجال أو النساء الذين تنحني لهم بحق الرؤوس احتراماً، عمال النظافة لكم منَا جزيل الشكر ولن ننسى أبداً الملائكة البيض الذين تعاملوا مع الخطر وجهاً لوجه ولم يخشوا شيئاً فحياتنا مهمة ووطننا غالي سهروا كثيراً وعانوا كثيراً ولا يمكن أبداً لكل كلمات الشكر أن تكفيهم أو أن تجزيهم حقهم، كل الشكر لكم أيها الأبطال فلولاكم ولولا جهودكم لكنا اليوم نعاني بشدة آلاماً لا توصف ولكن وبفضلكم حميتم هذا الوطن ولازلتم. أردت اليوم أن أقول أيها السادة أن الوطن حكاية وأن أبطالها كثر ولولا هؤلاء لما كان الوطن وما كانت حكاية الوطن تروى عبر الأجيال وتحفظ في ذاكرة التاريخ وعمق الوجدان، أردت أن أقول علموا أولادكم عشق هؤلاء واحترامهم وأنهم أصحاب الفضل فعامل النظافة مقدس، علموا أولادكم قيمة إنسانية هؤلاء واحترامهم، علموا أولادكم أن قواتنا الأمنية ليست رعباً إلا لمن اعتدى علينا ولمن تسول له نفسه أن يمس كرامتنا وأمننا وأنهم أخلاقيون، ولتزرعوا في وجدانهم وردة تنمو عطاءً ومودة وحب، علموهم أن النضال له أشكال وهؤلاء مناضلون حقيقيون بجهدهم وتعبهم، أعطونا أرضاً نظيفة فلنعطهم ابتسامة واحتراماً، أعطونا وطناً آمناً فلنعطهم وردة وابتسامة، ولنكن جميعاً اليوم حكاية وطن.