الحجر الصحي يفاقم معاناة المرأة

هيفيدار خالد –

مع زيادة انتشار فايروس كورونا المستجد في العديد من دول العالم، ازدادت إجراءات الحجر الصحي أو الحجر المنزلي من قبل العديد من الدول والحكومات في جميع أنحاء العالم لمواجهة تفشي هذا الفايروس، وأعلنت الإغلاق الكامل وفرض حظر التجوال في جميع المدن والمناطق.

إجراءات الحجر الصحي التي فرضت لمواجهة الموت، حولت حياة بعض الأسر والأفراد إلى موت بحد ذاته، فايروس كورونا والحجر الصحي فاقم من معاناة الأسر المحتاجة التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة، وخاصةً تلك التي لا تمتلك مورداً اقتصادياً تعتمد عليه في الحياة.

السياسيات الاقتصادية الخاطئة التي تنتهجها الأنظمة الحاكمة في المنطقة تحول دون إيجاد فرص العمل للأفراد الذين هم بحاجة لها، ومع تفشي كورونا كُشِف عن الوجه الحقيقي لهذه الأنظمة التي تستغل الطبقة المحتاجة في المجتمع. نرى اليوم في لبنان والعراق والمغرب وتونس وتركيا كيف أن الكثيرين يعانون من الفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في هذه الفترة الحرجة. بالطبع الأنظمة والحكومات هي المسؤولة بالدرجة الأولى والأخيرة عن كل ما تتعرض له تلك الشعوب اليوم، وذلك لعدم قيامها بما يتطلب منها وعدم وضع خطة مناسبة لتفادي الأوضاع الصعبة.

كما نرى أنه وبعد إطلاق العديد من الفنانين والشخصيات المشهورة شعارات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي دعوا فيها الشعب بالتقيد بالعديد من العبارات من مثل: “خليك بالبيت، خليك آمن، بقاؤك في المنازل سيحميك من الموت، نرجو من الجميع البقاء في منزلهم” إلا أن ما حدث هو العكس تماماً، فقد تحوّل البيت إلى صومعةٍ للعنف وتفكك أسري كبير، كما أن بقاء الزوج مع الزوجة في البيت لأيام خلق أزمات كبيرة في الأسرة ما زاد من وتيرة العنف الممارس بحق المرأة، فازدادت حالات قتل النساء وضربهن بالإضافة إلى ارتفاع حالات الطلاق والانتحار والاعتداء عليهن. بالاختصار المفيد الأنظمة الموجودة لم تستطع أن تخدم المرأة وحمايتها بل بات سياساتها الحالية تهدد حياتها الاجتماعية أكثر من خطر فايروس كورونا حتى.

لا يكاد يمر يومٌ لا نسمع فيه حالات عنف تتعرض لها النساء في العديد من دول الشرق الأوسط والعالم. حيث كثرت حالات العنف في العراق ولبنان والمغرب وتونس الجزائر وسوريا، إلا أن مجهود الحد من هذا العنف المتفاقم مازال ضئيلاً وليس بالمستوى المطلوب لكي يستطيع إنقاذ المرأة من كل ما تتعرض له من عنف يمارس بشكل ممنهج ضدها. النضال وتكثيف الجهود والتكاتف معاً سبيل المرأة للخلاص من كل ما تتعرض له وتعاني منه.