أكد الباحث الكردي إبراهيم كابان أنّ الشرق الأوسط سيشهد صراعاً للاستحواذ على الأسواق الجديدة، وانتشار وباء كورونا بعد أوروبا؛ سيكون أكثر شدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأضاف: “قد يتسبب كورونا بإسقاط بعض الأنظمة، وأنا أرشح النظام التركي في المقدمة، حيث سيكون كورونا آلية لتعرية هذا النظام الذي لا يستطيع أن يسيطر على تفشيه”. وأشار إلى أنّ تطبيق الاجراءات الوقائية، وتأمين المستلزمات الحياتية الضرورية للمواطنين في شمال وشرق سوريا كافية لأن تبقيها متماسكة..
جاء ذلك في حوارٍ أجراه آدار برس مع الباحث الكردي إبراهيم كابان، هذا نصه:
ـ أصاب فيروس كورونا الاقتصاد العالمي وهناك خسائر تقدر بنحو خمسة ترليونات دولار بسبب هذا الفيروس، وهناك من يتحدث عن احتمالية كبيرة لتغيير النظام العالمي القائم؛ كيف تقرأون كل ذلك؟
عملياً معظم الدول الآن ملتهية بتطبيق الإجراءات الاحترازية؛ وتوفير المستلزمات الطبية والمعيشية لمواطنيها، وخسائر جميع الأطراف ستكون كبيرة جداً، وسوف يكون ذلك دافعاً لهذه الدول بعد مرور شدة الوباء في البدء برسم سياسات جديدة داخلياً بالنسبة للحكومات، أو الخارجية لضمان إعادة قوتها الاقتصادية. بالتأكيد نحن مقبلون على تغييرات حقيقية في النظام العالمي الجديد؛ لا سيما أن تفكيك تحالفات وإعادة تشكيلها ستكون وفق نتائج ما ستفضي إليه الوقائع الاقتصادية الناجمة عن حاجيات هذه الدول وطبيعة مساعدتها لبعضها في تجاوز هذه المحنة.
الصراع الغربي ـ الصيني سوف يكون على الطاولة بعد هذه الأزمة، وسوف تفتح أبواب الإشكاليات مع الصين من بوابة تقصيرها المتعمد في انتشار المرض حول العالم. وبالتأكيد؛ إن هذه العملية ستفضي إلى تقليص التوسع الاقتصادي الصيني في الأسواق العالمية. وعملياً روسيا لا تشكل خطراً كبيراً على المصالح الغربية وأمريكا، فالاقتصاد الروسي يعتمد على بيع الأسلحة، ولا تتجاوز قوتها على إمكانات ثلاث ولايات أمريكية، والناتج المحلي الروسي غير قادر على المنافسة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، ألمانيا كمثال عملي.
ـ هل لديكم رؤية عن تأثير تداعيات كورونا على الشرق الأوسط؟
بالنسبة للشرق الأوسط ستكون لها وجهين، فهذه المنطقة تنتج أكثر من 45% من النفط العالمي، وهذا يعني سوف تبقى منطقة حيوية للصراعات والمصالح الدولية، والدول والأقاليم التي تملك الثروة الأحفورية ستحظى بالتأكيد بعلاقة مستمرة مع القوى العظمى، وأزمة كوفيد 19 لن تؤثر بتلك العلاقة كثيراً، بل ستكثف المنافسة بين الأمريكيين والروس والأوروبيين من أجل الحصول على امتيازات أكثر في العلاقات القادمة. سيشهد الشرق الأوسط صراعاً للاستحواذ على الأسواق الجديدة، وانتشار وباء كورونا بعد أوروبا سيكون أكثر شدة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ـ يتنبأ البعض بسقوط بعض الأنظمة الحاكمة بسبب كورونا، ماذا تقولون في ذلك؟
هذا الاحتمال وارد، وقد يتسبب كورونا بإسقاط بعض الأنظمة، وأنا أرشح النظام التركي في المقدمة، حيث سيكون كورونا آلية لتعرية هذا النظام الذي لا يستطيع أن يسيطر على تفشيه، حيث إن فقدان السيطرة وعدم استطاعة تقديم ما يلزم من إمكانيات لحماية المجتمع؛ سيكون بوابة لخلق الخوف والذعر داخل المجتمع التركي. لا سيما وإن النظام التركي يتستر على حجم كارثة انتشار الوباء سواء داخل المدن المكتظة بالسكان أو المؤسسة العسكرية التي تتحدث تقاريرها عن تفشي المرض بين جنودها، وأيضاً هناك انتشار داخل مناطق الاحتلال التركي في شمال سوريا، واستمرار النظام التركي في الإبقاء على المعتقلين والذين يبلغون أعداد كبيرة جداً، سيشكل أيضاً ثورة شعبية رافضة لتلك السياسات الهمجية.
ـ ماذا بشأن سوريا؛ كيف سيكون وقع الوباء على الحكومة السورية؟
الحكومة السورية متهالكة اقتصادياً؛ حتى قبل ظهور الفيروس، وبذلك سيشكل مزيداً من الأعباء في مناطق سيطرتها، وهذا يعني أن فقدان الإمكانات المعيشية المطلوبة سيشكل مشكلة كبيرة لدى المواطنين. وأعتقد إن آلية تعامل الحكومة السورية مع الأزمة ستكون عنفياً وقمعياً، في ظل رفض الحوار مع الإدارة الذاتية؛ لأن تحقيق الاتفاق سيوفر الكثير من القدرة الاقتصادية في مقارعة الفيروس، بالإضافة إلى ذلك، إن عملية التستر على تفشي الفيروس من قبل الحكومة السورية ستشكل معضلة، وهذا يعني أن مناطق الحكومة السورية مقبلة على كارثة اقتصادية في المستقبل القريب.