المجتمع والإنسان ضحية عولمة العصر

نوروز عثمان –

تسعى العديد من الأنظمة العالمية إلى فرض نظام عالمي جديد وخاصةً في القرن الحادي والعشرين، وهذا النظام يسعى تحت مسميات ووسائل عدة لشرعنة مطامعها في العالم والشرق الأوسط خاصةً. حيث نشاهد أن تفاقم الصراعات تكبر يوم بعد يوم دون حلول تذكر.

وبشكل عام للعولمة تعاريف مختلفة رئيسيَّة وهي: ظاهرة اقتصاديَّة، وثورة تكنولوجيَّة واجتماعيَّة، ألّا أنَه غالباً ما يتم استخدام مفهوم العَوْلمة للإشارة إلى عوْلَمة الاقتصاد، والمقصود به تجميع الاقتصاد القومي وتحويله إلى اقتصاد عالَمي، وذلك من خلال مجالات مُختلفة مثل التِّجارة، وتدفق رؤوس الأموال، وهجرات الأفراد، والاستثمارات الأجنبيّة، واستخدام وسائل التكنولوجيا بِكثرة، فكيف تسعى هذه الأنظمة إلى طرح سبل جديدة لتحقيق هذه المشاريع كما كان من إحدى مسمياتها بنظام العالم الجديد.

لعل تحليل الأزمة التي كسحت العالم اليوم ليست كما يروج لها على أنها مجرد وباء أصابت البشرية فجأةً، وعجز العلم والتكنولوجيا عن إيجاد حل لها, كلا الحال ليس كما يرام, بل ما يتم استهدافه هو الإنسان والمجتمع بشكل مباشر وفي آنٍ واحد, إذ أن الكوارث والأوبئة التي كانت تتفشى في الوقت السابق وخاصةً من العصور الوسطى تختلف عن الوضع القائم حالياً, أي أن العلم والطب الحديث لم يكن متطوراً إلى هذا الحد، وكذلك لم يكن يملك التكنولوجيا الحديثة بما عليه الحال الآن, ولكن رغم ذلك لم تكن الحياة الاجتماعية تحت خطر بقدر ما عليه الآن, والغريب في الأمر أن العمل على تضييق الخناق على المجتمع بطريقة ما، والأهم هو إن الغلط الذي يتم العمل عليه لتخطي الأزمة هذه هو شروع بعض الدول بتقديم المساعدات أو الرواتب إلى القطاعات العاملة أو المحتجين كحل للوضع الراهن, دون التركيز على أن هذا المشهد يذكر المرء بمشاهد النازحين وتوزيع المساعدات بدل من إيجاد حل لتلك المشاكل، وفي الوقت نفسه، بدل من إيجاد دواء لهذا الوباء وبذل المساعي له نرى تأجيل مساعي الحل, وبرأيي الفضيحة الكبرى هنا هي تصريحات منظمة الصحة العالمية القائلة إنه لا يمكن لهم التوصل إلى علاج لكورونا حتى عام آخر. فهل يعني ترك المجتمع والإنسان تحت رحمة هذا النظام إلى أجل غير مسمى.