وداعاً مونديال ـ2ـ

جوان محمد –

نتابع في هذا العدد تكملة مونديال العالم الذي ودعناه وقد اختلف النقد في عالم الرياضة عن أن كان المونديال مميزاً أم لا؟؟؟!، ولكن بكل الأحوال لم يكن بتلك المتعة المرجوة وبخاصةً أن الكثيرين من حول العالم فقدوا المشاهدة بسبب احتكارها من قبل قنوات معينة، وكان أول مونديال يشهد ارتفاع في عدد المنتخبات ليصل إلى 32 منتخباً، حيث جاءت انطلاقة أول بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 1930م، بدولة أوروغواي وشارك فيها 13 منتخباً وبعدها تضاعف العدد ولكن تم تثبيت الرقم 24 وكان ذلك في بطولة 1982م، بإسبانيا، جاء بسبب ونتيجة تضخم عدد المنتسبين للاتحاد الدولي لكرة القدم وتم زيادة عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات وزيادة عدد مقاعد ممثلي القارات بعد الشكوى من الظلم الواقع عليها، ليصبح عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم 24 منتخباً، وكما ذكرت وصل العدد إلى 32 منتخباً لأول مرة في مونديال روسيا، وهذا الكم من المشاركة أظهر منتخبات لأول مرة مثل بنما ولكن فقدنا في الوقت نفسه المتعة الكروية في الكثير من المباريات، ولا نستطيع نكران ظهور بعض المباريات بمستوى عال من الأداء الفني ولكن بجمله افتقر المونديال للكثير من الفنيات وبخاصةً ما بين المعترض والمؤيد لقصة تقنية الفيديو التي غيرت الكثير من النتائج وكانت تقنية «الفار» والتي تعني وجود حكم مساعد بالفيديو، في الواقع لا يكون حكماً واحداً، بل يكون الفريق مكون من ثلاثة حكام يعملون معاً ويقدمون المشورة لحكم الساحة إذا احتاجها، وذلك بمتابعة الإعادة بالفيديو للحوادث التي تضع الحكم في حالة شك ويتكون الفريق من حكم حالي أو سابق ويكون هو حكم الفيديو الرئيسي، ومساعد له ومشغل للإعدادات، ويتواجدون في غرفة عمليات الفيديو التي تتواجد فيها مجموعة من الشاشات التي تعرض الحدث من عدة زوايا مختلفة وهناك أربعة أنواع من القرارات يمكن الاستعانة فيها بتقنية الفأر هي: الأهداف والأحداث التي تؤدي لها، ركلات الجزاء، البطاقات الحمراء والتأكد من إعطاء اللاعب المقصود البطاقة الصفراء، وحتى يتم إلغاء قرار ما يجب أن يكون الخطأ فيه واضحاً، تتم عملية مراجعة القرار بطريقتين، الأولى أن يطلب الحكم التأكد من قراره، والثانية أن يقوم فريق الفار بالتحدث مع الحكم عن طريق سماعات الأذن وتوصيته باتخاذ قرارٍ ما، إذا لاحظ حكم الفيديو وجود خطأ واضح لم يلحظه حكم الساحة، وهناك ثلاثة خيارات للحكم عند استخدام هذه التقنية، الأولى أن يستمع لنصيحة فريق الفيديو ويلغي قراره أو يتخذ لإجراء اللازم للحادثة التي لم يلحظها، الثانية أن يذهب بنفسه لخط التماس ومشاهدة الإعادة للتحقق من الواقعة، والثالثة أن يتمسك بقراره ولا يستجيب لنصح الفار، قد غيرت الكثير من النتائج للمباريات هذه التقنية والاعتماد عليها، وأود الإشادة بنقطة هامة وهي الجماهير اليابانية التي كانت تقوم بتنظيف المدرجات بعد انتهاء مباريات منتخبهم، ولذلك ترفع القبعة لهذه الجماهير والتي تنقل أخلاق مجتمعها لأي بقعة يحلون بها، وطبعاً الحديث عن العرس الكروي بسلبياته وإيجابياته يطول. ولكن؛ علينا الاعتراف إن هذا المونديال لم يكن في ذاك المستوى المطلوب فنياً ونتأمل في المونديالات القادمة أجواء جميلة وأداء أجمل من المنتخبات المشاركة فيه.