No Result
View All Result
المشاهدات 0
وكالات –
تختلف حزنية عثمان (50 عاماً)، عن بقية النساء في محيطها، إذ تتفرد بممارسة هواية نادرة، وهي جمع الأدوات والأواني التراثية، باعتباره عملاً مفيداً لتأريخ تراث المنطقة.
ولا تقف هواية حزنية عثمان عند حدود جمع الأدوات والأواني التراثية، بل تصل إلى إصرارها الدائم على ارتداء الملابس الفلكلورية المزركشة بالألوان الزاهية حفاظاً على هذا التراث أيضاً.
قرّرت تحقيق أمنيتها بطريقة مُغايرة
بهذه الإطلالة الفلكلورية المحببة تدخل حزنية عثمان معرضها الفردي الخاص لتتفقد وتنظف مقتنياته باستمرار، والتأكد من طريقة حفظها حتى لا تؤثر عليها الرطوبة.
إنها كانت تطمح للحصول على شهادة جامعية في أحد الأقسام المتعلقة بالتراث، لكن حلمها في هذا المجال ذهب أدراج الرياح، فقررت تحقيق هذه الأمنية بطريقة مغايرة، وبجهد شخصي رغم الصعوبات الكثيرة التي اعترضتها.
“بدأت العمل من البيت عام 2006”
بدأت من البيت عام 2006، فقد جمعت الأدوات التراثية الموجودة فيه بمساعدة أخوتها. بعد ذلك قررت الذهاب إلى القرى والمدن وواجهت صعوبات كثيرة، لكن أصرت على متابعة مهمتها.
استطاعت حزنية، التي تحدت بعض العادات والتقاليد، وخاصةً تلك المتعلقة ببحث امرأة عن قطع تراثية في مدن وقرى بعيدة، استطاعت جمع ما يزيد عن ألفي قطعة من مناطق ديرك وصولاً إلى قرى الحسكة.
جلبت قطع وأدوات من قرى وبلدات باكور كردستان..
لم تقتصر الأدوات والأواني التراثية الموجودة في هذا المعرض على مناطق روج آفا وحسب، بل حصلت حزنية عثمان على قطع وأدوات من قرى وبلدات باكور كردستان، بعد أن أنفقت من مالها الخاص في سبيل الحصول على ما تريد، وهو ما تحقق بالفعل.
وبحسب حزنية فأنه في البداية سخروا منها ومن عملها، وكانت تعود إلى البيت باكية، وواجهت الكثير من صعوبات، لكن عاهدت نفسها ألا تلتفت لكلام وانتقادات الناس لأن عملها ليس خطأ، بل بالعكس يهدف للمحافظة على التراث.
دور المرأة الكردية لا يقل عن دور الرجل، حتى أن المرأة أثبتت حضورها في بعض المواقع أكثر من الرجل نفسه، على حد تعبيرها.
ولم تكتفِ حزنية بجمع القطع والأواني التراثية وحسب، بل أنها قامت بصناعة بعض الأدوات التي لم تتمكن من الحصول عليها باستخدام مواد أولية بسيطة، وهو ما أضفى عليها ميزة أخرى.
أخفقت حزنية في العثور على بعض القطع، فاستعانت بذاكرة والدتها التي وصفت لها تلك القطع، فقامت بصنعها من الطين، وبذلك استطاعت الحفاظ عليها رغم أنها مصنوعة من الطين، وليست أصلية.
حوّلت غرفتها إلى معرض تراثي صغير
قبل عشرين عاماً سافرت حزنية عثمان مع عائلتها إلى السويد، لكنها قررت العودة مع والدتها والعيش هنا مجدداً بعد إقامة استمرت لخمس سنوات.
وبعد العودة، ازداد تعلقها بهواية جمع القطع والأدوات التراثية، حتى تمكنت أخيراً من تحويل هذه الغرفة إلى معرض تراثي صغير يرتاده الكثير من الأهالي ومن محبي التراث والفلكلور.
تجربتها تعتبر مثالاً لقدرة المرأة على صنع معجزاتها الخاصة، إذا ما توفرت لديها الإرادة والحماس، وقبلهما الشغف والحب.
No Result
View All Result