وطن برائحة الشهداء … كيف لا يغار منه الياسمين

مثنى عبد الكريم – 

حكايتنا اليوم أعزائي وعزيزاتي القرّاء ستكون عن إنسانة حملت كل معاني الإنسانية سارت على درب ساكينة جانسيز واستشهدت لتكون منارة لكل من يحمل الفكر الحر النضالي الأخلاقي استشهدت كبارين وآفيستا.

رفضت قيود الأسر الزوجية لأن لديها قضية آمنت بها واستشهدت لأجلها لتكون هي حكاية الوطن إنها هفرين خلف ابنة ديريك التي اغتالتها أيادي الغدر ومرافقها الشهيد الشاب فرهاد رمضان اغتالهم اللذين باعوا ضميرهم للعثمانيين الطورانيين فباركوا عملية اغتيالها وكافئوا القتلة.

هفرين ياسمينة السلام بضحكتها وابتسامتها كانت تناضل من أجل الوطن لتكون اليوم وطناً بذاته بل المثال عن اغتيال الأوطان أردت اليوم أن أكتب لها رسالة لعلها تصلها وتقرأ عند ضريحها المقدس لأؤكد للمحتلين الطورانيين أننا لا ننسى شهدائنا فهم معنى في كل حركة وسكنة.

 تسرقني التنهيدات وأقاوم الدموع أتذكر نقاشنا واستنفارك عندما تصاعدت التهديدات التركية “يجب علينا أن نستنفر كل طاقتنا ووقتنا وكوادرنا الحزبية فالحرب قادمة وهذا لا يعرف سوى لغة القتل والدمار هفال مثنى احكوا للشعب عن المجازر التي ارتكبوها العثمانيين وذكروهم كيف كانوا يستعبدوا الناس نعم رفيقتي لقد قاموا بتتريك كل شيء واستعبدوا الشجر والحجر” أريد أن أخبركي عن عفرين وزيتونها الذي قطعوه مئات السنوات من الجهد، أهل عفرين يكرمون الزيتون ويحنون عليه كما يحن الوالد على ولده لتقطعها أيادي الغدر ذاتها التي اغتالتك وها هي سري كانيه تنزف وكري سبيه تتألم نعم رفيقتي رغم كل شيء لم نيأس كلماتك التي تحضننا دائماً على أن نقاوم ونستمر.

تمنيت رفيقتي أن أزورك في ضريحك المقدس لا أعرف كيف يمكن أن أراك تحت الأرض وأنت الشمس وروح الحياة وشعلة الكفاح، أردت أن أشعل شمعة عند ضريحك رفيقتي هل تعلمين أنك اليوم شعار لكل السوريين  قلتِ: اسمحوا لي بأن أتحدث بمشاعر امرأة عربية بمشاعر امرأة كردية بمشاعر امرأة أرمنية وشركسية وآشورية وسريانية

لقد تحدثت بتلك المشاعر بشهادتك بروعة أخلاقك وقوة إرادتك الحرة دخلتي قلوب الناس وها هي صورتك في كل منزل واسمك على كل لسان كنت تقولين أننا يجب أن نكون بذاتنا الحزب نمثله وها أنت بذاتك وطن.

بدأت تخونني الكلمات في محراب الذكريات تتسارع المشاهد أمام عيني وأنا أكتب تريد أن تسبقني الحروف تحاول أن تسطر معاني الشوق وألم الفقد.

رفيقتي أريد أن أخبرك بأن النضال مستمر، تضحياتك لم تذهب سدى ولم تضع فرهاد اليوم مثال للشبيبة النضالية المقاومة رفيقتي أنقد نفسي على تقصيري أمام تضحياتك وأعاهدك على أن نستمر ولا نستسلم مؤمنين بأن الشعب يستحق السلام والوطن يستحق التضحية مهما كان الثمن.

حكايتنا اليوم هي حكاية الشهداء والشهيدات حكاية هفرين وبارين وآرين وآفيستا، حكاية رستم جودي وعكيد وسلطان حكاية محمد خيري دورموش وعزيز عرب، حكاية التضحيات التي يجب على شعبنا ألا ينساها فالطريق طويل والدرب صعب، حكاية قيم الشهادة وثقافة الشهداء اللذين رسموا لنا بدمائهم طريق النضال وخارطة الوطن.

نعم أيها السادة والسيدات الأعزاء …. إنه وطن برائحة الشهداء فكيف لا يغار منه الياسمين وكيف لا تزهر فيه شقائق النعمان ويقدم الربيع … سنشعل نار نوروز فوق رؤوس الجبال لنؤكد لكم أيها القادة الحقيقيون أننا لن نستكين حتى نحقق حلمكم وأهدافكم ولن نسامح من يستغل القيم … وسننتصر نعم سننتصر بكم ومعكم، وسنستمر دائماً بحكاياتنا حكاية وطن.