No Result
View All Result
المشاهدات 0
تعرفت دجلة شيخو على لغتها الأم، وتعلمتها لتنشرها فيما بعد بين أبناء شعبها، فاستطاعت بإرادتها وعزيمتها أن تتمسك بقلمها وتكون مرآة لشعبها بالرغم مما تعرضت له.
إبان سيطرة النظام البعثي على سوريا ازدادت السياسات التي حرمت الشعب الكردي من أبسط حقوقه، في محاولة صهر كافة الثقافات في ثقافة واحدة وهي الثقافة العربية على مدى عقود من الزمن، وفرضت الذهنية الذكورية السلطوية ذاتها على كافة المجتمعات، وهُمش دور المرأة في جميع مجالات الحياة حتى في الكتابة والتعبير عن الرأي.
لكن هناك الكثير من النساء اللواتي تحدين هذا الواقع وسياسات الأنظمة الذكورية المتسلطة، واستطعن بالإصرار والعزيمة أن يواجهن المجتمع بأقلامهن، ومنهن دجلة شيخو من أهالي قرية درقلية في ناحية شرا بمقاطعة عفرين، التي أثبتت وجودها وتعرفت على ذاتها وتاريخها بالنضال والعمل المستمر.
نضالها من أجل لغتها الأم
أصرّت على تعلم اللغة الأم اللغة الكردية في زمن كان النظام البعثي يحرم الشعب الكردي ككل من ممارسة حقهم في تعليم لغتهم الأم وبعد تعلمها عمدت إلى نشر ما تعلمته بين أبناء منطقتها عفرين وقد اعتقلت بعدها من قبل النظام البعثي وهي في 18 من عمرها ونقلت إلى سجن عدرا هذا السجن الذي يُمارس فيه أشد أنواع التعذيب بقيت هناك ستة أشهر تعرضت على أثرها للعنف الجسدي والنفسي لكنها صمدت إزاء ذلك التعذيب وتحلت بروح المقاومة؛ مقاومة المرأة الحرة وعن حالتها في السجن قالت لوكالة JINNEWS: “السجن كان اختباراً لي”.
بعد خروجها من السجن لم تستسلم بل استمرت بعطائها ونضالها فعادت من جديد إلى ساحة التعليم لتعلم أطفال قريتها سراً وبعدها اقترحت افتتاح مدرسة للغة الكردية في القرية وأصبح اقتراحها هذا واقعاً حيث افتتحت أول مدرسة على مستوى روج آفا في قرية درقلية بمقاطعة عفرين في عام 2012 تزامناً مع ثورة روج آفا والتي افتتحت في ظلها الكثير من المدارس لتعليم لغة الأم اللغة الكردية ومن ثم المعاهد والجامعات.
لم تستلم أمام النظام البعثي
لم ينحصر عمل دجلة على التعليم فقط بل توسعت بآفاقها لتعد قاموس باللغة الكردية يتضمن أربعة آلاف كلمة باللغة الكردية ومعناها باللغة العربية وعن مسيرة نضالها هذه ذكرت بأسى وحزن: “تعبت كثيراً وأنا أنقش بقلمي على الورق وأسهر الليالي، لكن ضاع كل تعبي وأنا في طريق عودتي من لبنان إلى سوريا، حيث تعرضتُ مرة أخرى لسياسية واضطهاد النظام البعثي على الحدود بتقطيع جميع الأوراق التي أعدتها على مدار عامين”.
بعد هذه الحادثة توقفت دجلة عن الكتابة لتعود إليها ثانية بإصرار وعزيمة لتعد كتاب بعنوان “مصطلحات والتي تضمن 150 مصطلح مثل التكنولوجيا، بيروراطية، الأنتربلوجيا…..، ويفسر الكتاب معاني تلك المصطلحات ومن أين جاءت، هذا الكتاب جاهز وموجود لدى اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين في قسم التدقيق اللغوي ليطبع باللغتين العربية والكردية.
واليوم تستعد لإعداد كتاب آخر عن حياة الأطفال في خلال سنوات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين وما يعانيه الأطفال من ألم النزوح وتأثيره على جميع جوانب الحياة، موضحةً بأن الكتاب سيطبع باللغات الكردية والعربية والإنكليزية.
واختتمت دجلة حديثها بالتأكيد على استمرارها في النضال من أجل وصولها إلى طموحها بأن تصبح كاتبة كبيرة، ولن تتوقف عن الكتابة بقلمها مهما كلفها الأمر.
No Result
View All Result