المرأة والمجتمع ثورة ضمن ثورة

نوروز عثمان – 

تواجه المرأة في القرن الحادي والعشرين  قضايا ومشاكل عدة وتزيد هذه المعاناة من حدة حاجتها إلى آفاق جديدة في كيفية تخطيها لهذه الأزمة.

خاصة أن تفاقم حجم الأزمة لها تأثيرها السلبي على شخصيتها خاصة والمجتمع عامة وهي على عتبة لا تقبل الاستمرار بهذا الروتين أولاً ولا التراجع ولا بقدر مليم من ضرورة انخراطها في عمق الأزمة هذه.

 والمجتمع من جهته بات اليوم مسؤول عن سبب زيادة الكم الهائل من شروع العادات والتقاليد التي تشكل العقبة الأكبر أمام المجتمع الأنثوي عامة.

من الضروري تحليل خصائص وميزات القرن الحادي والعشرين الذي يحتاج في أزمته وفوضته هذه إلى ثورة مجتمع النساء ككل. حيث أن الطابع الذكوري السائد في راهننا هذا ما هو إلا تعقيد الفوضى بطابع المجتمع الذكوري الذي كان ولا يزال يأخذ من نظرية الحرب والعنف والقتل والدمار أساسا لحل الصراعات والخلافات السائدة التي لا تزال تبحث عن آفاق  جديدة لحل مشاكل العصر بعقلية وذهنية جديدة.

 أكثر من مئة عام وشرارة 8 آذار كانت ولا تزال ملهبة عن الظلم والعنف ونكران الحقوق التي تعاني منها المرأة من فارق أو تميز يذكر في رقعة ما أو عرق أو قوم ما.

المرأة باتت اليوم على يقين كامل بأنه لا خيار آخر أمامها سوى النضال من أجل حريتها وخلاصها من آثار تلك العقلية الذكورية التي تمخضت عنها إرهاب داعش بأحدث أنواع الإرهاب المطبق  بحق المرأة  وبصورة حديثة حيث كانت تهدف إلى شرعنة السبي والاتجار بالنساء أولا. ويمكننا القول بأن هذه المرحلة كانت مستعصية جداً عليها في هذا القرن.

فقضية الحرية والتحرر الفكري هي من أهم القضايا العالقة في قرننا هذا؛ فهي تفتقر بشكل كبير إلى الوعي الحقيقي عن معنى الحرية وبالتالي ما هي الحرية التي تتقصدها المرأة  في حياتها اليوم. في حين لازال رواسب المجتمع الإقطاعي والتشدد سائداً عليها, فطبقة أخرى من غبار الرأسمالية تراكمت عليها فأصبحت العبودية مموهة وجذابة في أننا واحد وبالتالي يصبح خوض نضال حرية الكائن النسائي  أكثر تعقيداً.

تجربة نضال المرأة في روج آفا وشمال شرق سوريا تكتسب يوماً بعد يوم أبعاد هامة في تحقيق ثورة المجتمع وتعد تجربة ناجحة كمثال لخير مجتمع يسير بذاته نحو حل قضاياه العالقة وخاصة من ناحية الشراكة الندية وبالتالي سعيها لنيل حقوقها التي عجزت العديد من الأمم والمنظمات الدولية منحها للمرأة ككل.

وأهم هذه التجارب هي تجربة وحدات حماية المرأة  في مواجهة داعش، التجربة السياسية  كساحة جديدة متمثلة في شخصية هفرين خلف في تجربة تأسيس وقيادة حزب سوريا المستقبل وكذلك تجارب جديدة عدة في المجتمع السوري استطاعت انتشال تلك الميادين من سلطة وتحكم الرجل ومنها المجال الإعلامي والدبلوماسي والاقتصادي  والرياضة كفوز منتخب نساء عامودا مؤخرا وغيرها من المجالات الأخرى التي  شكلت انفتاحاً جديداً نحو النهوض بالمجتمع وتطوره.

فستسطر مقاومة النساء في 8 آذار تاريخ الحرية  الذي كما عبّر عنه القائد أوجلان ” لم يدونوا تاريخ عبودية الأنوثة بعد؛ أما تاريخ الحرية لازال ينتظر التدوين”.